تعد مملكة البحرين منـارة لحياة الحِرف اليدوية فقد عُرف عنها احتضانها لحرفة صناعة الفخار، والسلال، والنسيج إلى جانب صناعة السُفن والنجارة بالإضافة إلى حرفة الصفّار والحداد وغيرها من الحِرف التي درسها الأجيال وتعرّف عليها من خلال قصص الأجداد.
بعد مرور سنوات طويلة على مهنة الحدادة في البحرين إلا أنها اليوم تصارع من أجل البقاء، وذلك بسبب منافسة الجاليات الأجنبية وتمركزهم في بعض الأسواق مثل سوق واقف، بالإضافة إلى غياب المحلات التي من شأنها أن تحتضن مطرقة الحداد وأدواته، حيث يُعاني الحدادون في البحرين من غياب الأماكن التي تحتضن حِرفة أجدادهم وأبائهم وارتأوا في ممارستها وسيلة لتذكر الماضي والحفاظ على الهوية الوطنية للبلد.
قال الحداد ناجي العمران والذي يبلغ من العمر 53 سنة لـ«أخبار الخليج» إنه ورث حِرفة الحدادة من والده المرحوم الذي أتقنها على يد جده، وقام ناجي بنقل حرفيـات ومهارات هذه الحِرفة إلى ابنه الذي يعمل اليوم مدرسا، مؤكدا حرصه على توريث هذه المهنة العريقة في البحرين، كما أكد أن الحدّاد البحريني اليوم في حاجة ماسّة إلى المحل التجاري الذي من خلاله يمارس فيه هذه الحِرفة.
وانطلق العمران بحديثه عن حِرفة الحدادة التي تعلّمها من والده منذ صغره الذي شاركه في الجلوس والنظر إليه أثناء عمله في ورشته في الحورة، وكان والده يفعل ذات الأمر مع جده رحمه الله كما أن اليوم يقوم بتعليم مهارات هذه الحِرفة إلى ابنه كما يرجو منه أن يقوم بنقلها إلى حفيده يومًا مـا للحفاظ عليها لأنها بمثابة إرث عائلي يجب الحفاظ عليه.
وأضاف بأن هذه الحرفة قد تندثر بسبب غيـاب المحلات التجارية الحاضنة لها إلى جانب دخول الجاليات في هذا المجال، مؤكدًا أن الحورة هي عاصمة الحِدادة في البحرين ويجب أن تعود هذه الحِرفة إلى مكان أصلها ولا يمنع بأماكن قريبة منها في العاصمة.وأكد أن دول الخليج تسعى إلى احتضان هذه الحِرفة من خلال استضافة الحدّادين البحرينيين في مختلف المهرجانات والمناسبات حيث تلقى هذه الحِرفة الكثير من الإقبال من الناس والعامّة من مواطني الخليج، كمـا أن العديد من المهرجانات تقوم بطلبهم بشكل سنوي بسبب إقبال الناس على التعرّف على هذه الحِرفة مثل دولة قطر، والإمارات العربية المتحدة، ودولة الكويت بشكل خاص.وحول أبرز المشغولات التي يعمل على صناعتها الحدّاد العمران هي أقفال الصناديق الشعبية القديمة، ومطارق الحرث، بالإضافة إلى مختلف أدوات قص الزرع التقليدية وغيرها من المنتوجات مثل «حدوات الخيل» منوّهًا إلى أن هناك العديد من الأشخاص الذين يقومون بشراء العديد من المشغولات وبيعها مرّة أخرى بأسعار أعلى بكثير من السعر الذي اشتراه من الحدّاد.
واختتم العمران حديثه معنا معبرا عن تمنياته من الجهات المسؤولة ضرورة إنهاء معاناة الحدّادين في البحرين من خلال حلحلة التحديات التي تواجهها هذه الحِرفة كونها أثـرا وطنيا يجب الحفاظ عليه من الاندثار.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك