العدد : ١٦٩٨٢ - الجمعة ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٧ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٢ - الجمعة ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٧ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

في أطروحة نالت عنها الدكتوراه من «حقوق القاهرة»:
باحثة بحرينية تطالب بتشريع لتنظيم «المحاكمات الجنائية عن بعد»

الأحد ٠٣ مارس ٢٠٢٤ - 02:00

القاهرة‭ ‬‭ ‬سيد‭ ‬عبدالقادر‭:‬

 

طالبت‭ ‬باحثة‭ ‬قانونية‭ ‬بحرينية‭ ‬بإصدار‭ ‬تشريع‭ ‬مستقل‭ ‬ينظم‭ ‬للمحاكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬عن‭ ‬بعد،‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬تتمتع‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬خصائص،‭ ‬حيث‭ ‬تتسم‭ ‬بالسرعة‭ ‬والدقة‭ ‬في‭ ‬إنجاز‭ ‬المعاملة،‭ ‬وهي‭ ‬وسيلة‭ ‬لعدم‭ ‬الاعتراض‭ ‬على‭ ‬إشكالات‭ ‬النظام‭ ‬القضائي‭ ‬المتعارف‭ ‬عليها‭.‬

وقالت‭ ‬فاطمة‭ ‬فؤاد‭ ‬العوضي‭ ‬مدير‭ ‬إدارة‭ ‬البحوث‭ ‬القانونية‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬الدولية‭ ‬بإدارة‭ ‬الشؤون‭ ‬القانونية‭ ‬والسياسية‭ ‬بالديوان‭ ‬الملكي،‭ ‬في‭ ‬أطروحة‭ ‬نالت‭ ‬عنها‭ ‬درجة‭ ‬الدكتوراه‭ ‬من‭ ‬كلية‭ ‬الحقوق‭ ‬بجامعة‭ ‬القاهرة،‭ ‬‮«‬إن‭ ‬المقصود‭ ‬بالمُحاكَمَة‭ ‬الجنائية‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬هو‭ ‬إجراءُ‭ ‬المُحَاكَمَة‭ ‬وفق‭ ‬َالمتطلباتِ‭ ‬القانونية‭ ‬والإجرائيّةِ‭ ‬لأطرافِ‭ ‬الدعوى‭ ‬الجِنائيّة،‭ ‬بحيث‭ ‬تبقى‭ ‬الهيئة‭ ‬القضائية‭ ‬في‭ ‬مقرِّها‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلالِ‭ ‬ربطِها‭ ‬عبر‭ ‬وسائلِ‭ ‬الاتصالِ‭ ‬الإلكترُونيّة‮»‬‭.‬

وقد‭ ‬حضر‭ ‬جلسة‭ ‬مناقشة‭ ‬أطروحة‭ ‬الدكتوراه‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬المحاكمات‭ ‬الجنائية‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬وضماناتها‭ ‬القانونية‭ (‬دراسة‭ ‬مُقارنة‭)‬،‭ ‬نبيل‭ ‬العسومي‭ ‬رئيس‭ ‬البرلمان‭ ‬العربي،‭ ‬والسفير‭ ‬خليل‭ ‬إبراهيم‭ ‬الذوادي‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬المساعد‭ ‬رئيس‭ ‬قطاع‭ ‬الشؤون‭ ‬العربية‭ ‬والأمن‭ ‬القومي‭ ‬بجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭.‬

وقالت‭ ‬العوضي‭ ‬إن‭ ‬موضوع‭ ‬دراستها‭ ‬يتناول‭ ‬قضية‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الأهمية،‭ ‬كونه‭ ‬يتناول‭ ‬موضوعا‭ ‬تمّ‭ ‬تطبيقه‭ ‬مؤخرا‭ ‬بعد‭ ‬الجائحةِ‭ ‬العالمية،‭ ‬وخاصةً‭ ‬أنّ‭ ‬الدراساتِ‭ ‬القَانُونيةِ‭ ‬المتخصصةِ‭ ‬لم‭ ‬تتناولْ‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬بالشكلِ‭ ‬الوافي،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬التّطور‭ ‬التّكنُولُوجِيّ‭ ‬الحديث‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬مظاهر‭ ‬الحياة‭ ‬المعاصرة،‭ ‬حيث‭ ‬أصبحت‭ ‬الوسائل‭ ‬التّكنُولُوجِيّة‭ ‬تلازم‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأمور؛‭ ‬لذا‭ ‬كان‭ ‬لزاما‭ ‬على‭ ‬القواعد‭ ‬الجزائية‭ ‬أن‭ ‬تساير‭ ‬هذا‭ ‬التطور‭ ‬التّكنُولُوجِيّ،‭ ‬وتستحدث‭ ‬قواعد‭ ‬ووسائل‭ ‬جديدة‭ ‬تواجه‭ ‬متطلبات‭ ‬العالم‭.‬

وقد‭ ‬أسفرت‭ ‬الدراسة‭ ‬عن‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬النتائج‭ ‬أهمها‭ ‬إنّ‭ ‬المُحَاكَمَة‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬تمثل‭ ‬آلية‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬ظلّ‭ ‬عصر‭ ‬المعلوماتَ‭ ‬والتقنيّة‭ ‬الرقميّة،‭ ‬وأنّ‭ ‬تطبيق‭ ‬نظامِ‭ ‬المُحَاكَمَة‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬لا‭ ‬يقتصرُ‭ ‬تطبيقه‭ ‬على‭ ‬الظروفِ‭ ‬الاستثنائيّةِ،‭ ‬بل‭ ‬أصبحَ‭ ‬نظاماً‭ ‬بديلاً‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬اعتبرته‭ ‬حلاً‭ ‬لمشكلات‭ ‬بطء‭ ‬التقاضي‭ ‬وتحقيق‭ ‬العدالة‭.‬

وإنه‭ ‬ على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬إقرار‭ ‬وتطبيق‭ ‬نظام‭ ‬المُحَاكَمَة‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬في‭ ‬الأنظمة‭ ‬التشريعية‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬مازال‭ ‬محلّ‭ ‬خلافٍ‭ ‬فقهيٍّ‭.‬

كما‭ ‬أشارت‭ ‬الدراسة‭ ‬إلى‭ ‬أنّ‭ ‬استخدام‭ ‬التقنيات‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬المُحَاكَمَة‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬تُمكّنُ‭ ‬القاضي‭ ‬من‭ ‬تقريبِ‭ ‬صورةِ‭ ‬المتهمِ‭ ‬وملاحظةِ‭ ‬ردود‭ ‬أفعاله،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تتيح‭ ‬تسجيل‭ ‬إجراءات‭ ‬المُحَاكَمَة‭ ‬وإمكانية‭ ‬إرجاعها‭ ‬للتثبت‭ ‬من‭ ‬أيّ‭ ‬ردِّ‭ ‬فعلٍ‭ ‬للمُتهَم‭ ‬مما‭ ‬يتيح‭ ‬إعطاء‭ ‬تقرير‭ ‬عن‭ ‬حالته‭ ‬الصحيّة‭ ‬والنفسيّة‭ ‬ومؤشراته‭ ‬الحيويّة‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬المحاكمات‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬أكثر‭ ‬مصداقية‭ ‬من‭ ‬المحاكمات‭ ‬العادية‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬تتيح‭ ‬إلا‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭ ‬ملاحظة‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬المُحَاكَمَة‭.‬

وقد‭ ‬أوصت‭ ‬الدكتورة‭ ‬وفاء‭ ‬العوضي‭ ‬في‭ ‬ختام‭ ‬دراستها‭ ‬بإصدارَ‭ ‬تشريع‭ ‬مستقل‭ ‬ينظم‭ ‬للمحاكمة‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬تتمتع‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬خصائص،‭ ‬وبضرورة‭ ‬النصّ‭ ‬على‭ ‬تقرير‭ ‬حق‭ ‬المُتهَم‭ ‬في‭ ‬اختيارِ‭ ‬طريقِ‭ ‬المُحَاكَمَة‭ ‬ممّا‭ ‬سيترتب‭ ‬عليه‭ ‬تفادي‭ ‬أيِّ‭ ‬طعن‭ ‬يتعلق‭ ‬بعدم‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬ضمانات‭ ‬المتهم،‭ ‬والنصّ‭ ‬على‭ ‬حقِّ‭ ‬المتهمِ‭ ‬في‭ ‬الاختيارِ‭ ‬بين‭ ‬حضور‭ ‬المحامي‭ ‬بقاعة‭ ‬المُحَاكَمَة‭ ‬التي‭ ‬يوجد‭ ‬بها‭ ‬القضاة‭ ‬وممثل‭ ‬النيابة‭ ‬العامة،‭ ‬وبين‭ ‬الوجودِ‭ ‬معه‭ ‬في‭ ‬القاعة‭ ‬التي‭ ‬يوجد‭ ‬بها‭ ‬بالمؤسسة‭ ‬العقابية‭.‬

كذلك‭ ‬أوصت‭ ‬الدراسة‭ ‬بالعمل‭ ‬على‭ ‬نشرِ‭ ‬منصاتِ‭ ‬البثِّ‭ ‬المرئيِّ‭ ‬لجلساتِ‭ ‬المُحَاكَمَة‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬لممثلي‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬وأصحاب‭ ‬المصلحة‭ ‬لتفعيل‭ ‬مبدأ‭ ‬علانية‭ ‬الجلسات،‭ ‬كما‭ ‬أوصت‭ ‬بالعمل‭ ‬على‭ ‬تحديثِ‭ ‬وسائلِ‭ ‬التقنيةِ‭ ‬ذات‭ ‬الجودة‭ ‬العالية‭.‬

وقالت‭ ‬العوضي‭: ‬يعد‭ ‬نظام‭ ‬المُحَاكَمَة‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬نظاما‭ ‬حديث‭ ‬التّطبيق‭ ‬ويتسم‭ ‬بالسرعة‭ ‬والدقة‭ ‬في‭ ‬إنجاز‭ ‬المعاملة،‭ ‬وهو‭ ‬وسيلة‭ ‬لعدم‭ ‬الاعتراض‭ ‬على‭ ‬إشكالات‭ ‬النظام‭ ‬القضائي‭ ‬المتعارف‭ ‬عليها،‭ ‬وإن‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬يتأثر‭ ‬بمدى‭ ‬التطور‭ ‬التّكنُولُوجِيّ‭ ‬الذي‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬الدولة‭ ‬ذاتها،‭ ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬فيجب‭ ‬إخضاع‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬لقواعد‭ ‬تتفق‭ ‬مع‭ ‬طبيعته‭ ‬الخاصة‭.‬

جرت‭ ‬الدراسة‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬الأستاذ‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬عوض‭ ‬بلال،‭ ‬أستاذ‭ ‬القَانُون‭ ‬الجِنائيّ‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬الحقوق‭ ‬جامعة‭ ‬القاهرة،‭ ‬والعميد‭ ‬الأسبق‭ ‬للكلية،‭ ‬وضمت‭ ‬اللجنة‭ ‬كلا‭ ‬من‭ ‬الأستاذ‭ ‬الدكتور‭ ‬عبد‭ ‬التواب‭ ‬معوض‭ ‬الشوربجي‭ ‬أستاذ‭ ‬القَانُون‭ ‬الجِنائيّ‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬الحقوق‭ ‬جامعة‭ ‬الزقازيق،‭ ‬والأستاذ‭ ‬الدكتور‭ ‬بشير‭ ‬سعد‭ ‬زغلول‭ ‬أستاذ‭ ‬القَانُون‭ ‬الجِنائيّ‭ ‬كلية‭ ‬الحقوق‭ ‬جامعة‭ ‬القاهرة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا