العدد : ١٦٩٨٣ - السبت ٢١ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٨ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٣ - السبت ٢١ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٨ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

التعليم بين الأمس واليوم (2-2)

تحقيق: محمد الساعي

الأحد ٢٥ فبراير ٢٠٢٤ - 02:00

رأي: المعلم فقد هيبته وصلاحياته.. ويشعر أن الجميع خصومه


رأي آخر: مكانة المعلم لم تتراجع.. وما حدث هو تغير في مفهوم العلاقة


 

في‭ ‬الجزء‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬الموضوع‭ ‬طرحنا‭ ‬آراء‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬قدامى‭ ‬الأساتذة‭ ‬المتقاعدين‭ ‬حول‭ ‬المنظومة‭ ‬التعليمية‭ ‬ومقارنتها‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬مع‭ ‬الوضع‭ ‬الحالي‭. ‬

وكانت‭ ‬خلاصة‭ ‬ما‭ ‬أجمعوا‭ ‬عليه‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬المعلم‭ ‬فقد‭ ‬هيبته‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬كان‭ ‬يعتبر‭ ‬أبا‭ ‬ومربيا‭. ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬تجريده‭ ‬من‭ ‬الأدوات‭ ‬التربوية‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حوله‭ ‬إلى‭ ‬مجرد‭ ‬موظف‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرب‭. ‬أما‭ ‬المناهج‭ ‬فقد‭ ‬باتت‭ ‬تتسم‭ ‬بالحشو‭ ‬والطول‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬حول‭ ‬الطالب‭ ‬إلى‭ ‬اشبه‭ ‬بآلة‭ ‬مُرهَقة‭ ‬مهمتها‭ ‬الحفظ‭ ‬وليس‭ ‬الإدراك،‭ ‬وتبع‭ ‬ذلك‭ ‬تغير‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬وآليات‭ ‬التقويم‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬كما‭ ‬يؤكد‭ ‬الأساتذة،‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬قدرات‭ ‬الطلاب‭ ‬وتنافسهم‭ ‬بقدر‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬أنشطة‭ ‬تشترى‭ ‬جاهزة‭ ‬من‭ ‬المكتبات‭!‬

اليوم‭ ‬نواصل‭ ‬مشوارنا،‭ ‬ولكن‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬مع‭ ‬أساتذة‭ ‬عاملين،‭ ‬لنطرح‭ ‬عليهم‭ ‬ذات‭ ‬المحاور‭ ‬ونقارن‭ ‬ما‭ ‬ذهب‭ ‬إليه‭ ‬أساتذتهم‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يرونه‭ ‬حول‭ ‬واقع‭ ‬المنظومة‭ ‬التعليمية‭ ‬بالمملكة‭. ‬

تطورات‭ ‬تواكب‭ ‬الظروف

في‭ ‬المحطة‭ ‬الزمنية‭ ‬الثانية‭ ‬لموضوعنا‭ ‬هذا‭ ‬نتوقف‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأساتذة‭ ‬الشباب‭ ‬أو‭ ‬الذين‭ ‬مازالوا‭ ‬في‭ ‬سلك‭ ‬التدريس‭ ‬لنقارن‭ ‬آرائهم‭ ‬بما‭ ‬طرحه‭ ‬الأساتذة‭ ‬المتقاعدون‭.‬

وننطلق‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الرحلة‭ ‬مع‭ ‬الأستاذ‭ ‬جاسم‭ ‬سرحان‭ ‬الذي‭ ‬يمتلك‭ ‬خبرة‭ ‬تمتد‭ ‬إلى‭ ‬حوالي‭ ‬35‭ ‬عاما،‭ ‬ومازال‭ ‬مواصلا‭ ‬عطاءه‭ ‬في‭ ‬مهنة‭ ‬التدريس‭. ‬كيف‭ ‬يرى‭ ‬الأستاذ‭ ‬سرحان‭ ‬تطور‭ ‬المناهج‭ ‬بين‭ ‬الأمس‭ ‬واليوم؟‭.‬

يجيبنا‭ ‬بقوله‭: ‬مرت‭ ‬المناهج‭ ‬بتحولات‭ ‬كثيرة‭ ‬يفرضها‭ ‬تزايد‭ ‬الكم‭ ‬المعرفي‭. ‬واجمالا‭ ‬كانت‭ ‬المناهج‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬مفاهيم‭ ‬ومعارف‭ ‬تقاس‭ ‬بقدرة‭ ‬الطالب‭ ‬على‭ ‬حفظها‭ ‬وادراكها‭ ‬واكتساب‭ ‬المهارات‭ ‬اللازمة‭.  ‬

ثم‭ ‬بدأ‭ ‬التغير‭ ‬في‭ ‬التسعينيات،‭ ‬ويمكن‭ ‬القول‭ ‬ان‭ ‬المناهج‭ ‬الحالية‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬اكتساب‭ ‬المهارات‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬تمكن‭ ‬الطالب‭ ‬من‭ ‬الوقوف‭ ‬على‭ ‬أرضية‭ ‬صلبة‭ ‬للمراحل‭ ‬الدراسية‭ ‬المتقدمة‭. ‬وهذا‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬انه‭ ‬المناهج‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬كانت‭ ‬أقل‭ ‬مستوى،‭ ‬ولكن‭ ‬التطورات‭ ‬المعرفية‭ ‬المتسارعة‭ ‬تفرض‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬التغيير‭. ‬حيث‭ ‬أصبح‭ ‬هناك‭ ‬آلية‭ ‬واضحة‭ ‬تجعل‭ ‬المناهج‭ ‬تواكب‭ ‬الاحتياجات،‭ ‬بحيث‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬المنهج‭ ‬أو‭ ‬المعلم‭ ‬هو‭ ‬المصدر‭ ‬المعرفي‭ ‬الوحيد،‭ ‬بل‭ ‬تعددت‭ ‬المصادر‭. ‬وأصبح‭ ‬الطالب‭ ‬اليوم‭ ‬يمتلك‭ ‬مصادر‭ ‬متعددة،‭ ‬ودور‭ ‬المعلم‭ ‬والمناهج‭ ‬هو‭ ‬تنمية‭ ‬المهارات‭ ‬الأساسية‭ ‬لاستقاء‭ ‬المعلومات‭. ‬

*‭ ‬وماذا‭ ‬عن‭ ‬المعلم‭ ‬نفسه‭ ‬بين‭ ‬الأمس‭ ‬واليوم‭.‬

**‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬ربما‭ ‬كانت‭ ‬مهمة‭ ‬تطور‭ ‬المعلم‭ ‬وزيادة‭ ‬كفاءته‭ ‬متروكة‭ ‬لجهوده‭ ‬الخاصة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬نرى‭ ‬الآن‭ ‬احتضانا‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬البرامج‭ ‬التدريبية‭ ‬والتطوير‭ ‬المستمر‭ ‬للمعلمين‭.‬

وفي‭ ‬السابق‭ ‬كان‭ ‬المعلم‭ ‬هو‭ ‬المتحكم‭ ‬الوحيد‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭. ‬في‭ ‬حين‭ ‬باتت‭ ‬هناك‭ ‬اليات‭ ‬واستراتيجيات‭ ‬لقياس‭ ‬أداء‭ ‬المعلمين،‭ ‬ثم‭ ‬ان‭ ‬هيئة‭ ‬جودة‭ ‬التعليم‭ ‬والتدريب‭ ‬شريك‭ ‬أساسي‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬المنظومة‭ ‬التعليمية،‭ ‬وساهمت‭ ‬في‭ ‬احداث‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬التعليم‭. ‬

*‭ ‬ولكن‭ ‬ألا‭ ‬توافق‭ ‬ان‭ ‬مكانة‭ ‬المعلم‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والتربوية‭ ‬تأثرت‭ ‬سلبا؟

**‭ ‬مكانة‭ ‬المعلم‭ ‬تبقى‭ ‬بنفس‭ ‬الدرجة‭ ‬العالية،‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬تنهض‭ ‬الأمم‭ ‬إلا‭ ‬بمكانة‭ ‬المعلم‭. ‬نعم‭ ‬ربما‭ ‬تغير‭ ‬مفهوم‭ ‬العلاقة‭. ‬ففي‭ ‬السابق‭ ‬كانت‭ ‬اشبه‭ ‬بعلاقة‭ ‬السيد‭ ‬بالعبد،‭ ‬أو‭ ‬المسؤول‭ ‬بموظفه‭. ‬وربما‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬تركيز‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬شخصية‭ ‬الطالب‭ ‬ومهاراته‭ ‬بالقدر‭ ‬المطلوب‭. ‬في‭ ‬حين‭ ‬ان‭ ‬المعلم‭ ‬اليوم‭ ‬ولأنه‭ ‬قد‭ ‬فتحت‭ ‬أمامه‭ ‬آفاق‭ ‬أخرى‭ ‬فقد‭ ‬تغيرت‭ ‬ادارة‭ ‬وطبيعة‭ ‬علاقته‭ ‬بالطلاب،‭ ‬ولكن‭ ‬تبقى‭ ‬مكانته‭ ‬كبيرة‭ ‬مهما‭ ‬سمعنا‭ ‬من‭ ‬قصص‭ ‬أو‭ ‬حوادث‭. ‬

*‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬مستوى‭ ‬الطلاب‭ ‬وسلوكياتهم‭ ‬بين‭ ‬الماضي‭ ‬والحاضر؟

**‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬كان‭ ‬هدوء‭ ‬الطالب‭ ‬والتزامه‭ ‬هو‭ ‬المقياس‭ ‬الأساسي‭ ‬للسلوك‭. ‬واليوم‭ ‬باتت‭ ‬هناك‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬القيم،‭ ‬منها‭ ‬الالتزام‭ ‬والتفاعل‭ ‬والمهارات‭ ‬والأنشطة‭ ‬وغيرها‭. ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬التغير‭ ‬كان‭ ‬للأفضل،‭ ‬مع‭ ‬الحفاظ‭ ‬بدرجة‭ ‬كبيرة‭ ‬بالانضباط‭ ‬والجدية‭.‬

*‭ ‬ما‭ ‬تفسيرك‭ ‬إذن‭ ‬لحاجة‭ ‬طلاب‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬الشرح‭ ‬والدرس‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬والمساعدة‭ ‬الكاملة‭ ‬لإعداد‭ ‬الأنشطة‭ ‬والمذاكرة،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬ربما‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مألوفا‭ ‬بهذا‭ ‬الشكل‭ ‬في‭ ‬السابق؟

‭ ‬**‭ ‬إذا‭ ‬توافرت‭ ‬بيئة‭ ‬تحفيزية‭ ‬للطالب‭ ‬والمعلم‭ ‬فإن‭ ‬الطالب‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬المهارات‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬تمكنه‭ ‬من‭ ‬القيام‭ ‬بواجباته‭ ‬بشكل‭ ‬طبيعي‭. ‬وإذا‭ ‬لم‭ ‬تتوافر‭ ‬هذه‭ ‬البيئة‭ ‬المتكاملة‭ ‬سيحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مساعدة‭. ‬وهناك‭ ‬نوعان‭ ‬من‭ ‬الدعم،‭ ‬الأول‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬تقدمه‭ ‬الأم‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬مثل‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬اكتساب‭ ‬المفاهيم‭ ‬والمهارات‭ ‬الأساسية‭. ‬وهذا‭ ‬دعم‭ ‬إيجابي‭ ‬لا‭ ‬بأس‭ ‬به‭. ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬دعما‭ ‬سلبيا‭ ‬وهو‭ ‬الاعتماد‭ ‬الكلي‭ ‬على‭ ‬الأم‭ ‬أو‭ ‬المدرس‭ ‬الخاص‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يحول‭ ‬الطالب‭ ‬إلى‭ ‬اتكالي‭ ‬وغير‭ ‬جاد‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭ ‬لأنه‭ ‬يضمن‭ ‬وجود‭ ‬البديل‭ ‬في‭ ‬البيت‭.‬

*‭ ‬بصراحة‭.. ‬هل‭ ‬تفضل‭ ‬التدريس‭ ‬في‭ ‬الجيل‭ ‬السابق‭ ‬ام‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي؟

**‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬التفضيل‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬أركز‭ ‬على‭ ‬قاعدة‭ ‬ملخصها‭: ‬إذا‭ ‬توافرت‭ ‬بيئة‭ ‬محفزة‭ ‬وآمنة‭ ‬وسليمة‭ ‬فإن‭ ‬التدريس‭ ‬سيكون‭ ‬هو‭ ‬الأفضل‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الجيل‭ ‬السابق‭ ‬او‭ ‬الحالي،‭ ‬حيث‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬يستمتع‭ ‬المعلم‭ ‬وهو‭ ‬يقوم‭ ‬بدوره‭ ‬التربوي‭ ‬والتعليمي‭. ‬

*‭ ‬وهل‭ ‬هذه‭ ‬البيئة‭ ‬التي‭ ‬تتحدث‭ ‬عنها‭ ‬كانت‭ ‬أفضل‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬ام‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي؟

**‭ ‬ربما‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬أفضل‭ ‬لأسباب‭ ‬منها‭ ‬ان‭ ‬الضغوط‭ ‬على‭ ‬المعلم‭ ‬كانت‭ ‬اقل‭. ‬واليوم‭ ‬تزايدت‭ ‬هذه‭ ‬الضغوط‭ ‬والتحديات،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬البيئة‭ ‬التحفيزية‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬أفضل‭.‬

المعلم‭.. ‬فقد‭ ‬هيبته

‮«‬هل‭ ‬تفضل‭ ‬ان‭ ‬تدّرس‭ ‬في‭ ‬الجيل‭ ‬السابق‭ ‬أم‭ ‬الحالي‭ ‬ولماذا؟‮»‬

سؤال‭ ‬طرحناه‭ ‬على‭ ‬الأستاذ‭ (‬ن‭ ‬غ‭) ‬الذي‭ ‬فضل‭ ‬عدم‭ ‬ذكر‭ ‬اسمه‭ ‬كونه‭ ‬مازال‭ ‬في‭ ‬سلك‭ ‬التدريس‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أجاب‭ ‬عنه،‭ ‬قائلا‭: ‬باتت‭ ‬مهنة‭ ‬التدريس‭ ‬شاقة‭ ‬جدا‭. ‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬كفاءة‭ ‬المعلمين‭ ‬حاليا‭ ‬ربما‭ ‬تكون‭ ‬أفضل‭ ‬وأكثر‭ ‬تخصصا‭ ‬وحصولا‭ ‬على‭ ‬الشهادات‭ ‬والتدريب،‭ ‬فإنني‭ ‬أؤمن‭ ‬أن‭ ‬مهمة‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬الجيل‭ ‬السابق‭ ‬كانت‭ ‬أفضل‭.‬

*‭ ‬أين‭ ‬المشكلة‭ ‬إذن؟

**‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬هناك‭ ‬هيبة‭ ‬للمعلم‭. ‬لنبدأ‭ ‬من‭ ‬البيت‭. ‬سابقا‭ ‬كان‭ ‬الأب‭ ‬يعلم‭ ‬ابنه‭ ‬بأن‭ ‬المعلم‭ ‬هو‭ ‬الاب‭ ‬الثاني‭ ‬والمربي‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يرفع‭ ‬من‭ ‬قدر‭ ‬المعلم‭ ‬عند‭ ‬الطلاب‭. ‬واليوم‭ ‬تمر‭ ‬علينا‭ ‬حالات‭ ‬يقول‭ ‬الطلاب‭ ‬انهم‭ ‬يخبرون‭ ‬آباءهم‭ ‬بأنهم‭ ‬‮«‬جننوا‭ ‬المعلم‮»‬‭ ‬فيضحكون‭ ‬معهم‭ ‬على‭ ‬ذلك‭!. ‬وعندما‭ ‬يشكو‭ ‬الطالب‭ ‬معلما،‭ ‬يفزع‭ ‬ولي‭ ‬الأمر‭ ‬لأخذ‭ ‬الثأر‭!. ‬وبالمقابل‭ ‬عندما‭ ‬يتعرض‭ ‬المعلم‭ ‬لإهانات‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬ان‭ ‬يفعل‭ ‬شيئا‭. ‬وبات‭ ‬يشعر‭ ‬أنه‭ ‬خصم‭ ‬للطالب‭ ‬وولي‭ ‬الأمر‭ ‬أيضا‭. ‬هل‭ ‬تصدق‭ ‬أن‭ ‬ولية‭ ‬أمر‭ ‬تصرخ‭ ‬على‭ ‬مدرس‭ ‬بحجة‭ ‬أنه‭ ‬طلب‭ ‬من‭ ‬طالب‭ ‬ان‭ ‬يحفظ‭ ‬جدول‭ ‬الضرب؟‭ ‬والمشكلة‭ ‬ان‭ ‬الإدارات‭ ‬والمدارس‭ ‬والمسؤولين‭ ‬يراعون‭ ‬رغبات‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬تجنبا‭ ‬لأي‭ ‬ضجة‭! ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬صلاحيات‭ ‬المعلم‭ ‬تقلصت‭ ‬90%‭ ‬وزادت‭ ‬صلاحيات‭ ‬الطالب‭ ‬90%‭. ‬لذلك‭ ‬صار‭ ‬الطالب‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬قوة،‭ ‬حتى‭ ‬بات‭ ‬المعلمون‭ ‬يخشون‭ ‬حتى‭ ‬توبيخ‭ ‬الطالب‭. ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الحالات‭ ‬قالت‭ ‬ولية‭ ‬أمر‭ ‬المدرس‭ ‬نهر‭ ‬طالبا‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬الصف،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أخاف‭ ‬ابني‭ ‬وأزعجه‭. ‬والنتيجة‭ ‬ان‭ ‬المعلم‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬لفت‭ ‬نظر‭!. ‬والأسوأ‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬ان‭ ‬أحد‭ ‬الزملاء‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬لفت‭ ‬نظر‭ ‬بحجة‭ ‬انه‭ ‬صرخ‭ ‬على‭ ‬طالب‭ ‬مقصر،‭ ‬فأثر‭ ‬على‭ ‬نفسيته،‭ ‬والسؤال‭ ‬هنا‭: ‬من‭ ‬يراعي‭ ‬نفسيات‭ ‬المدرسين؟

*‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬المناهج‭ ‬بين‭ ‬الأمس‭ ‬واليوم؟

**‭ ‬هناك‭ ‬تطوير‭ ‬مستمر‭ ‬للمناهج،‭ ‬وهي‭ ‬أفضل‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المواد‭ ‬مثل‭ ‬المواد‭ ‬العلمية‭. ‬ولكننا‭ ‬مازلنا‭ ‬متأخرين‭ ‬بعض‭ ‬الشيء‭. ‬بدليل‭ ‬انه‭ ‬حتى‭ ‬المعلمين‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬يحرصون‭ ‬على‭ ‬الحاق‭ ‬أبنائهم‭ ‬في‭ ‬مدارس‭ ‬خاصة‭. ‬فعندما‭ ‬تفتح‭ ‬كتب‭ ‬العلوم‭ ‬مثلا‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬التطوير،‭ ‬تجد‭ ‬أنها‭ ‬مازالت‭ ‬فقيرة‭ ‬وسطحية‭ ‬ولا‭ ‬تلبي‭ ‬الحاجة‭ ‬مقارنة‭ ‬بالتطورات‭ ‬العلمية‭. ‬

وهناك‭ ‬مواد‭ ‬ربما‭ ‬كانت‭ ‬أفضل‭ ‬في‭ ‬السابق،‭ ‬مثل‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬والرياضيات‭. ‬حيث‭ ‬بات‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الكتاب‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬دروس‭ ‬إضافية‭ ‬بديلة‭. ‬

*‭ ‬هل‭ ‬يفسر‭ ‬ذلك‭ ‬حاجة‭ ‬الطالب‭ ‬إلى‭ ‬الدعم‭ ‬الكامل‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬سواء‭ ‬للمراجعة‭ ‬او‭ ‬الواجبات،‭ ‬لعدم‭ ‬الاكتفاء‭ ‬بالشرح‭ ‬في‭ ‬المدرسة؟

**‭ ‬المشكلة‭ ‬في‭ ‬نظري‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬جدية‭ ‬التعليم‭. ‬فعندما‭ ‬تناقش‭ ‬الأمر‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬ولي‭ ‬أمر‭ ‬او‭ ‬طالب‭ ‬تجد‭ ‬ان‭ ‬الهدف‭ ‬والمعيار‭ ‬لديهم‭ ‬صار‭ ‬المعدل،‭ ‬اما‭ ‬ماذا‭ ‬يتعلم‭ ‬الطالب‭ ‬فهو‭ ‬ليس‭ ‬بالأمر‭ ‬الأساسي‭. ‬وبالتالي‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬والتحصيلية‭ ‬مهمة‭ ‬بقدر‭ ‬المعدل‭ ‬المرتفع،‭ ‬مما‭ ‬انعكس‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬جدية‭ ‬التحصيل‭ ‬والعملية‭ ‬التعليمية‭ ‬برمتها‭. ‬بدليل‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬معدل‭ ‬92%‭ ‬مثلا‭ ‬لا‭ ‬يعتبر‭ ‬متفوقا،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬النتيجة‭ ‬شبه‭ ‬مستحيلة‭ ‬في‭ ‬السابق‭. ‬

أضف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬ان‭ ‬الطالب‭ ‬في‭ ‬الثانوية‭ ‬مثلا‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬يلاحق‭ ‬المعلم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬نصف‭ ‬درجة‭. ‬واليوم‭ ‬الطالب‭ ‬لا‭ ‬يعبأ‭ ‬بشيء،‭ ‬تخيل‭ ‬ان‭ ‬الأمهات‭ ‬هن‭ ‬من‭ ‬يستفسرن‭ ‬عن‭ ‬مواعيد‭ ‬الامتحانات‭ ‬والدرجات‭ ‬وليس‭ ‬الطالب‭. ‬

*‭ ‬باختصار‭.. ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬تحتاج‭ ‬إليه‭ ‬المنظومة‭ ‬التعليمية‭ ‬اليوم؟

**‭ ‬أولا‭ ‬أن‭ ‬تعود‭ ‬هيبة‭ ‬المعلم‭ ‬ومكانته‭ ‬بحيث‭ ‬يكون‭ ‬هو‭ ‬العنصر‭ ‬الأساسي‭ ‬المسيطر‭ ‬في‭ ‬الصف،‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬القسوة‭. ‬كما‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يُعطى‭ ‬المعلم‭ ‬صلاحيات‭ ‬أكبر،‭ ‬وبالمقابل‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬محاسبة‭ ‬أكبر‭ ‬للطلاب‭. ‬

والامر‭ ‬الآخر‭ ‬تحتاج‭ ‬المناهج‭ ‬إلى‭ ‬مراجعة‭ ‬شاملة‭ ‬وإلى‭ ‬معلومات‭ ‬تواكب‭ ‬التطورات‭ ‬وتوازي‭ ‬المناهج‭ ‬العالمية‭. ‬

كما‭ ‬أن‭ ‬المعلم‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الحوافز‭ ‬والتقدير‭ ‬حتى‭ ‬يكون‭ ‬متحمسا‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬التطوير‭ ‬والعطاء‭. ‬ولكننا‭ ‬نجد‭ ‬ان‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الترقيات‭ ‬توقفت‭ ‬لأسباب‭ ‬عدة،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يحبط‭ ‬المعلم‭ ‬ويحد‭ ‬من‭ ‬عطائه‭ ‬ورغبته‭ ‬في‭ ‬التطور‭. ‬فالكثير‭ ‬من‭ ‬المعلمين‭ ‬الأكفاء‭ ‬استغلوا‭ ‬التقاعد‭ ‬الاختياري‭ ‬لان‭ ‬المعلم‭ ‬الذي‭ ‬يتعب‭ ‬لا‭ ‬يكافأ‭. ‬

التكنولوجيا‭ ‬دمرت‭ ‬الطلاب

انتقلنا‭ ‬إلى‭ ‬الأستاذ‭ (‬س‭ ‬ط‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬معلم‭ ‬لسنوات‭ ‬طويلة‭ ‬عايش‭ ‬خلالها‭ ‬تطورات‭ ‬المنظومة‭ ‬التعليمية‭ ‬ككل‭. ‬توقفنا‭ ‬عنده‭ ‬لنسأله‭ ‬بداية‭ ‬عن‭ ‬رأيه‭ ‬في‭ ‬المناهج‭ ‬اجمالا‭ ‬ومقارنة‭ ‬ما‭ ‬درسه‭ ‬قبل‭ ‬ثلاثة‭ ‬عقود‭ ‬وبين‭ ‬ما‭ ‬يدّرسه‭ ‬اليوم‭.‬

يقول‭ ‬ضيفنا‭: ‬المناهج‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬كانت‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬الكفايات‭ ‬الأساسية‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭ ‬وأعمق‭. ‬واليوم‭ ‬يقدم‭ ‬المنهج‭ ‬المواد‭ ‬العملية‭ ‬بشكل‭ ‬أكثر‭ ‬كثافة‭ ‬ولكن‭ ‬بعمق‭ ‬أقل‭. ‬وكثيرا‭ ‬ما‭ ‬نجد‭ ‬مناهج‭ ‬مطولة‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬المدرس‭ ‬حتى‭ ‬تغطيتها‭ ‬أحيانا‭ ‬لكثرة‭ ‬ما‭ ‬تحويه‭ ‬من‭ ‬مهارات‭ ‬ومتطلبات،‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬مواد‭ ‬ندرسها‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية،‭ ‬واليوم‭ ‬باتت‭ ‬تدرس‭ ‬في‭ ‬المراحل‭ ‬الأولى‭. ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬الأخير‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬الطالب‭ ‬قد‭ ‬خرج‭ ‬بنفس‭ ‬المحصلة‭ ‬التي‭ ‬كنا‭ ‬نحصل‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬السابق،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬الطالب‭ ‬يتخرج‭ ‬ولديه‭ ‬حصيلة‭ ‬علمية‭ ‬أكبر‭ ‬وأعمق‭.‬

*‭ ‬هل‭ ‬تؤيد‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬المعلم‭ ‬فقد‭ ‬اليوم‭ ‬هيبته‭ ‬مقارنة‭ ‬بالماضي؟

**‭ ‬مكانة‭ ‬المعلم‭ ‬كانت‭ ‬أفضل‭ ‬بكثير‭. ‬كان‭ ‬الطالب‭ ‬يهاب‭ ‬المعلم‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الصف‭ ‬او‭ ‬خارج‭ ‬المدرسة‭. ‬ولكن‭ ‬اليوم‭ ‬فقد‭ ‬تلك‭ ‬الهيبة‭. ‬يضاف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬تقليم‭ ‬أظافر‭ ‬المعلم‭ ‬وتقليص‭ ‬صلاحياته‭ ‬مما‭ ‬جعله‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬حتى‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬الطالب‭. ‬وأحيانا‭ ‬هناك‭ ‬خلل‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬تربية‭ ‬الطالب‭ ‬في‭ ‬المنزل،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يتربى‭ ‬على‭ ‬احترام‭ ‬المدرس‭ ‬ودوره‭ ‬التربوي‭. ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الأسرة‭ ‬تلعب‭ ‬دورا‭ ‬كبيرا‭ ‬سواء‭ ‬إيجابيا‭ ‬أو‭ ‬سلبيا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭.‬

ثم‭ ‬أن‭ ‬نظام‭ ‬التقويم‭ ‬تغير‭ ‬وصار‭ ‬لصالح‭ ‬الطالب،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬ترتفع‭ ‬المعدلات‭ ‬بالشكل‭ ‬الذي‭ ‬نراه‭ ‬اليوم،‭ ‬ولكن‭ ‬تبقى‭ ‬المشكلة‭ ‬في‭ ‬التحصيل‭.‬

*‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬الطلاب‭ ‬بين‭ ‬الأمس‭ ‬واليوم؟‭ ‬لماذا‭ ‬بات‭ ‬الطالب‭ ‬اليوم‭ ‬يعجز‭ ‬عن‭ ‬إنجاز‭ ‬حتى‭ ‬واجباته‭ ‬المدرسية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬دعم‭ ‬من‭ ‬الام‭ ‬أو‭ ‬الدروس‭ ‬الخصوصية؟

**‭ ‬لهذا‭ ‬عدة‭ ‬أسباب،‭ ‬الأول‭ ‬هو‭ ‬طول‭ ‬المناهج‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مناسب،‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬المعلم‭ ‬أن‭ ‬يعيد‭ ‬الشرح‭ ‬أو‭ ‬يتوسع‭ ‬فيه‭. ‬وبالتالي‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يستوعب‭ ‬الطالب‭ ‬الدرس‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬فرصة‭ ‬كافية‭ ‬للإعادة‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬المعلم‭ ‬في‭ ‬سباق‭ ‬مع‭ ‬الزمن‭.‬

الامر‭ ‬الثاني‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الطلاب‭ ‬تعودوا‭ ‬على‭ (‬الدلع‭) ‬والاتكالية‭ ‬وعدم‭ ‬تحمل‭ ‬المسؤولية‭. ‬أضف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬اننا‭ ‬كنا‭ ‬نعتمد‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬على‭ ‬السبورة‭ ‬وكتابة‭ ‬الأسئلة‭ ‬والأمثلة‭ ‬والحلول‭ ‬والنماذج،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يرسخ‭ ‬المعلومات‭ ‬لدى‭ ‬الطالب‭. ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬القراءة‭ ‬والكتابة‭ ‬اليوم‭ ‬شبه‭ ‬معدومة‭ ‬في‭ ‬الصف‭. ‬وكل‭ ‬شيء‭ ‬يأتي‭ ‬مطبوعا‭ ‬وجاهزا‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الأنشطة‭ ‬والاسئلة‭ ‬والواجبات‭. ‬

ومن‭ ‬الاسباب‭ ‬أيضا‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬امتلاك‭ ‬المعلمين‭ ‬اليوم‭ ‬أدوات‭ ‬ومهارات‭ ‬إيصال‭ ‬المعلومات‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬السابق،‭ ‬فإن‭ ‬المشكلة‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬المادة‭ ‬العلمية‭ ‬وفي‭ ‬عمق‭ ‬المعلومات،‭ ‬فمثلا‭ ‬كلية‭ ‬المعلمين‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬استراتيجيات‭ ‬التعليم‭ ‬وليس‭ ‬على‭ ‬المادة‭ ‬العلمية‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الابتدائية‭. ‬لذلك‭ ‬يواجه‭ ‬المعلم‭ ‬الجديد‭ ‬مشكلة‭ ‬في‭ ‬البداية‭. ‬

ثم‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬يتحول‭ ‬المعلم‭ ‬إلى‭ ‬ممثل‭ ‬في‭ ‬الصف‭ ‬وليس‭ ‬تربويا،‭ ‬تتفاقم‭ ‬المشكلة‭. ‬فهناك‭ ‬نماذج‭ ‬جاهزة‭ ‬ومحددة‭ ‬تفرض‭ ‬على‭ ‬المعلم،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬المعلم‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬يمتلك‭ ‬مرونة‭ ‬وحرية‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المنهج‭ ‬بحسب‭ ‬الوضع‭ ‬وقدرات‭ ‬الطلاب‭.‬

*‭ ‬ألم‭ ‬يخدم‭ ‬إدخال‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬بما‭ ‬يعوض‭ ‬ما‭ ‬أشرت‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬مشكلات؟

**‭ ‬باعتقادي‭ ‬ان‭ ‬الطالب‭ ‬اليوم‭ ‬ليس‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬التكنولوجيا‭. ‬فطوال‭ ‬اليوم‭ ‬يستخدمها‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬وبالتالي‭ ‬يجب‭ ‬الا‭ ‬تفرض‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭. ‬وانا‭ ‬اقولها‭ ‬بكل‭ ‬ثقة‭: ‬التكنولوجيا‭ ‬دمرت‭ ‬التعليم‭ ‬وقدرات‭ ‬الطلاب‭. ‬صار‭ ‬الطالب‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬جاهزا‭ ‬ولا‭ ‬يتعب‭ ‬في‭ ‬التحصيل‭ ‬بدليل‭ ‬انه‭ ‬خلال‭ ‬الجائحة‭ ‬والاعتماد‭ ‬الكلي‭ ‬على‭ ‬التكنولوجيا،‭ ‬كان‭ ‬التحصيل‭ ‬صفرا‭ ‬عند‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الطلاب‭. ‬وهذه‭ ‬دراسات‭ ‬ومشكلات‭ ‬عالمية‭ ‬وليست‭ ‬محلية‭. ‬

*‭ ‬هل‭ ‬أفهم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬أنه‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬لك‭ ‬فرصة‭ ‬الاختيار‭ ‬بين‭ ‬التدريس‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬والحاضر‭ ‬سيكون‭ ‬خيارك‭ ‬الماضي؟

**‭ ‬بكل‭ ‬تأكيد‭ ‬اختار‭ ‬التدريس‭ ‬في‭ ‬الجيل‭ ‬السابق‭ ‬حيث‭ ‬الحرية‭ ‬والمكانة‭ ‬أكبر‭ ‬للمعلم،‭ ‬والضغوط‭ ‬اقل‭ ‬بكثير،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يشعر‭ ‬المعلم‭ ‬اليوم‭ ‬بأنه‭ ‬مراقب‭ ‬ومقيد‭ ‬وملزم‭ ‬بتنفيذ‭ ‬ما‭ ‬يملى‭ ‬عليه‭.‬

مكانة‭ ‬أكبر

نستمر‭ ‬في‭ ‬مقارنة‭ ‬التعليم‭ ‬بين‭ ‬الماضي‭ ‬والحاضر،‭ ‬وهذه‭ ‬المرة‭ ‬مع‭ ‬الأستاذ‭ (‬ع‭ ‬ز‭) ‬الذي‭ ‬يمتلك‭ ‬خبرة‭ ‬طويلة‭ ‬في‭ ‬التدريس‭ ‬ومازال‭ ‬يمارس‭ ‬هذه‭ ‬المهنة‭ ‬الراقية‭. ‬

كانت‭ ‬انطلاقة‭ ‬حوارنا‭ ‬معه‭ ‬حول‭ ‬رأيه‭ ‬في‭ ‬مناهج‭ ‬الأمس‭ ‬حينما‭ ‬كان‭ ‬طالبا،‭ ‬ومناهج‭ ‬اليوم‭ ‬حيث‭ ‬يدرسها‭. ‬وعليه‭ ‬يجيبنا‭: ‬هناك‭ ‬تطور‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المناهج‭. ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬المناهج‭ ‬القديمة‭ ‬كانت‭ ‬تعتمد‭ ‬في‭ ‬بنائها‭ ‬على‭ ‬الوحدة‭ ‬الصغيرة‭ ‬إلى‭ ‬الكبيرة،‭ ‬من‭ ‬الجزء‭ ‬إلى‭ ‬الكل‭. ‬والمناهج‭ ‬الحالية‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬العكس،‭ ‬وهذا‭ ‬تطور‭ ‬كبير‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المتطلبات‭ ‬ويواكب‭ ‬التطورات‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬مواد‭ ‬العلوم‭ ‬والرياضيات‭. ‬

من‭ ‬جانب‭ ‬اخر،‭ ‬ما‭ ‬كنا‭ ‬ندرسه‭ ‬في‭ ‬الثانوية‭ ‬أصبح‭ ‬الان‭ ‬يدرس‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الإعدادية‭. ‬وما‭ ‬كنا‭ ‬ندرسه‭ ‬في‭ ‬الإعدادية‭ ‬بات‭ ‬يدرس‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الابتدائية‭.‬

ولكن‭ ‬هناك‭ ‬مواد‭ ‬حدث‭ ‬فيها‭ ‬تغيير‭ ‬ولكنه‭ ‬عكسي،‭ ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬مناهج‭ ‬بعض‭ ‬المراحل‭ ‬والحلقات‭ ‬تغيرت‭ ‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬بالتغيير‭ ‬المطلوب‭ ‬الذي‭ ‬يخدم‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭.‬

ومن‭ ‬التطورات‭ ‬الجديدة‭ ‬أيضا‭ ‬هو‭ ‬إضافة‭ ‬مواد‭ ‬للمناهج،‭ ‬مثل‭ ‬التربية‭ ‬الاسرية‭ ‬والتقانة‭ ‬والحاسوب‭ ‬وغيرها‭. ‬ولكن‭ ‬كانت‭ ‬إضافة‭ ‬هذه‭ ‬المواد‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬نصيب‭ ‬مواد‭ ‬أخرى‭. ‬فمثلا‭ ‬كانت‭ ‬مادة‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬تتطلب‭ ‬عشر‭ ‬حصص‭ ‬أسبوعية‭. ‬ومع‭ ‬إضافة‭ ‬مواد‭ ‬جديدة‭ ‬تقلص‭ ‬العدد‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬انعكس‭ ‬على‭ ‬كم‭ ‬المعلومات‭ ‬والتحصيل‭.‬

*‭ ‬وكيف‭ ‬تقارن‭ ‬المعلم‭ ‬بين‭ ‬الأمس‭ ‬واليوم‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الكفاءة‭ ‬والمكانة؟

**‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الكفاءة‭ ‬يمكنني‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬المعلمين‭ ‬اليوم‭ ‬أكثر‭ ‬استعدادا‭ ‬وامتلاكا‭ ‬للمهارات‭ ‬التعليمية‭. ‬واقل‭ ‬شهادة‭ ‬يحملها‭ ‬المعلمون‭ ‬هي‭ ‬البكالوريوس،‭ ‬وبعضهم‭ ‬يحمل‭ ‬شهادة‭ ‬الماجستير‭ ‬بل‭ ‬وحتى‭ ‬الدكتوراه‭. ‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الأدوار،‭ ‬كان‭ ‬تركيز‭ ‬المعلم‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬على‭ ‬التدريس‭ ‬والأنشطة‭ ‬داخل‭ ‬الصف‭. ‬في‭ ‬حين‭ ‬ان‭ ‬مسؤوليات‭ ‬المعلم‭ ‬اليوم‭ ‬تتوزع‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬جوانب‭ ‬داخل‭ ‬الصف‭ ‬وخارجه،‭ ‬وبالتالي‭ ‬كانت‭ ‬إنتاجية‭ ‬المعلم‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬أكثر‭. ‬

ثم‭ ‬ان‭ ‬مكانة‭ ‬المعلم‭ ‬سابقا‭ ‬كانت‭ ‬أكبر‭ ‬وأكثر‭ ‬حظوة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭. ‬ولعل‭ ‬أكبر‭ ‬مشكلة‭ ‬يواجهها‭ ‬المعلم‭ ‬الآن‭ ‬هو‭ ‬تقلص‭ ‬مكانته‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭. ‬كانت‭ ‬كلمة‭ ‬المعلم‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬تمشي‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭. ‬ولكن‭ ‬تقلص‭ ‬الدور‭ ‬التربوي‭ ‬للمعلم‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬خاصة‭ ‬المعلمين‭ ‬الجدد،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬المعلم‭ ‬أن‭ ‬يمارس‭ ‬ادواره‭ ‬التربوية‭ ‬الا‭ ‬ما‭ ‬ندر‭.‬

*‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬الطلاب‭ ‬أنفسهم‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التحصيل‭ ‬والقدرات؟

**‭ ‬هناك‭ ‬أزمة‭ ‬حقيقية‭ ‬تتعلق‭ ‬بالتحصيل‭. ‬وأبسط‭ ‬مثال‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬ان‭ ‬الطالب‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬المراحل‭ ‬الأولى‭ ‬يعتمد‭ ‬بشكل‭ ‬كلي‭ ‬على‭ ‬التدريس‭ ‬والمساعدة‭ ‬داخل‭ ‬البيت‭. ‬وهذا‭ ‬نتيجة‭ ‬لمفهوم‭ ‬خاطئ‭ ‬تتحمله‭ ‬جميع‭ ‬الاطراف،‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬المناهج‭ ‬التي‭ ‬تسبب‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬المعلم‭ ‬والطالب،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬تراعي‭ ‬بعض‭ ‬المناهج‭ ‬مناسبة‭ ‬الكم‭ ‬بالوقت‭ ‬المتاح‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬المعلم‭ ‬يعتمد‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬تدريس‭ ‬الأسرة،‭ ‬مرورا‭ ‬بأخطاء‭ ‬بعض‭ ‬المعلمين‭ ‬الذين‭ ‬يعتمدون‭ ‬على‭ ‬تعليم‭ ‬الاسرة‭ ‬للطفل‭ ‬في‭ ‬البيت،‭ ‬مرورا‭ ‬ببعض‭ ‬الاسر‭ ‬التي‭ ‬تعلم‭ ‬الأبناء‭ ‬على‭ ‬الاتكالية‭. ‬فدور‭ ‬الأسرة‭ ‬يجب‭ ‬الا‭ ‬يتعدى‭ ‬متابعة‭ ‬الطالب‭ ‬ومراقبة‭ ‬تحصيله‭ ‬ومساعدته‭ ‬عند‭ ‬الحاجة‭ ‬وليس‭ ‬تدريسه‭ ‬بالكامل‭.‬

ومما‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬هو‭ ‬تحول‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬المعدلات‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬معيار‭ ‬اخر،‭ ‬وبالتالي‭ ‬باتت‭ ‬الاسر‭ ‬تحرص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يرتفع‭ ‬المعدل‭ ‬بأي‭ ‬شكل،‭ ‬ولكن‭ ‬هذه‭ ‬المساعدات‭ ‬تحول‭ ‬الطالب‭ ‬تدريجيا‭ ‬إلى‭ ‬الاتكالية‭ ‬والاعتماد‭ ‬على‭ ‬تدريس‭ ‬الام‭ ‬مثلا‭ ‬أو‭ ‬المعاهد‭. ‬علما‭ ‬ان‭ ‬هذه‭ ‬الدروس‭ ‬الإضافية‭ ‬قد‭ ‬تسبب‭ ‬الضغط‭ ‬والارهاق‭ ‬للطالب‭. ‬

*‭ ‬هل‭ ‬ساهمت‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬الارتقاء‭ ‬بقدرات‭ ‬طلاب‭ ‬اليوم‭ ‬وإمكانياتهم‭ ‬مقارنة‭ ‬بنظرائهم‭ ‬السابقين؟

**‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ننكر‭ ‬دور‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬وفضلها‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬وتوسيع‭ ‬مدارك‭ ‬الطلاب‭. ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬نحتاج‭ ‬إليه‭ ‬هو‭ ‬تقنين‭ ‬استخدام‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬وقنوات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بشكل‭ ‬صحيح،‭ ‬فمثلا‭ ‬يعتبر‭ ‬البعض‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬عدم‭ ‬اقحام‭ ‬وسيلة‭ ‬تكنولوجية‭ ‬في‭ ‬الدرس‭ ‬بالصف‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الأنشطة‭ ‬نقيصة،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬يستدع‭ ‬الدرس‭ ‬استخدام‭ ‬التكنولوجيا‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬هذه‭ ‬الوسائل‭ ‬تقحم‭ ‬اقحاما‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬بالعملية‭ ‬التعليمية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬حاجة‭. ‬

وبالمقابل‭ ‬ساهمت‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬تقليص‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الكتاب‭ ‬ومع‭ ‬القراءة‭ ‬المتنوعة‭. ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬تراعي‭ ‬المناهج‭ ‬التي‭ ‬تضعها‭ ‬الوزارة‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬وتتيح‭ ‬مجالا‭ ‬للمعلم‭ ‬في‭ ‬تقدير‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬استخدام‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬بالشكل‭ ‬الصحيح‭ ‬والمفيد‭ ‬وليس‭ ‬اقحامها‭ ‬اقحاما،‭ ‬

ثم‭ ‬أن‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬التطوير‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬بقدر‭ ‬تطوير‭ ‬المناهج‭ ‬نفسها‭ ‬لتواكب‭ ‬التطورات‭. ‬فليس‭ ‬من‭ ‬المجدي‭ ‬ان‭ ‬ندخل‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬المتطورة‭ ‬في‭ ‬مناهج‭ ‬تحتاج‭ ‬أساسا‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬لتواكب‭ ‬التكنولوجيا‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا