كتب: علي ميرزا
بعد انتهاء استحقاق بطولة أندية غرب آسيا الثانية للكرة الطائرة التي اختتمت مؤخرا في ولاية صحار العمانية، وطار بلقبها للمرة الثانية على التوالي وعن جدارة واستحقاق فريق الريان القطري، كان لا بدّ لنا أن نمرّ بطريقة أو بأخرى على ما قدمته البطولة من مستويات فنية نخضعها للتحليل مرة، والنقد الفني مرة أخرى، وقد سهّل المأمورية علينا زميل المهنة والأخ الجميل إسحاق الحارثي أحد الأقلام التحليلية والنقدية العمانية التي تضاعف من فخرنا، الذي لبّى دعوتنا مشكورا، وقدم لنا على صفحات ملحق «أخبار الخليج الرياضي» حوارا تحليليا ردا على أسئلتنا التي انصبّت حول البطولة المذكورة.
س1 هل ترى أن مبررات إقامة البطولة في ولاية صحار على حساب مسقط العاصمة كانت خيارا موفقا؟ ولماذا؟
أولاً وقبل كل شي أتقدم بالتهنئة للأندية الحاصلة على ترتيب المراكز الثلاثة الأولى الريان القطري والكويت الكويتي والعربي القطري، وحظا أوفر لباقي الأندية التي لم يحالفها الحظ للوصول إلى منصة التتويج.
وثانياً نبارك للجنة المنظمة للبطولة ممثلة في اتحاد غرب آسيا للكرة الطائرة، والاتحاد العماني لكرة الطائرة، ونادي صحار ختام ونجاح البطولة، وثالثاً أنا هنا أطرح منظوري الشخصي وأرجو تقبل صراحتي.
وجاءت استضافة نادي صحار للبطولة بعد اعتذار أندية السيب وعمان العمانيين، وشكلت لجنة من الاتحاد العماني للكرة الطائرة لدراسة ملف الاستضافة، وخوطب اتحاد غرب آسيا لكرة الطائرة، وتم زيارة المدينة والتعرف على إمكانات النادي، والأمور التنظيمية والفنية واللوجستية، وتبقى العاصمة مسقط دائماً الخيار الأول لأسباب عديدة.
س2 بحكم قربك من أصحاب القرار في البطولة.. لماذا التلفزيون العماني اقتصر في نقله للمباريات على الدور النهائي؟
للتوضيح أنا بعيد عن أصحاب القرار، وليس لي علاقة بأيّ لجنة من لجان البطولة على اعتبار أنني صحفي وإعلامي أقوم بواجبي في تغطية مباريات البطولة، والكل يعرف هنا في السلطنة أن الأخيرة شهدت في نفس أيام البطولة استحقاقات رسمية مهمة جداً ومجدولة في الوقت نفسه، على سبيل المثال وليس الحصر افتتاح مصفاة الدقم هذا الحدث الاقتصادي الكبير الذي حظي باهتمام رسمي كبير داخل وخارج السلطنة، فضلا عن سباق طواف عمان الدولي، وسبقه طواف عمان الكلاسيكي، وكل هذه الارتباطات قد أعدّ لها منذ فترة طويلة جداً مع وجود محاولات جادة في تغطية البطولة ولكن حدث ظرف خارج عن إرادة التلفزيون، ولكن أن تصل خير من أن لا تصل وتم نقل الأدوار النهائية.
س3 هناك من وصف المجموعتين بالمتوازنتين.. كيف ترى ذلك؟
على الورق كانت المجموعتان متوازنتين، ولكن بعد مشاهدتنا مجريات البطولة، وعطفاً على النتائج وصولاً إلى دور الأربعة تبين أن المجموعة الثانية هي الأقوى، وما تأهل ثلاثة أندية من هذه المجموعة «العربي القطري والكويت الكويتي والأهلي البحريني» وحقق منها الكويت الكويتي المركز الثاني والعربي القطري المركز الثالث، إلا تأكيد لقوة المجموعة الثانية، وهذا يحصل كثيراً في عالم الكرة الطائرة.
س4 هل تأهل أربعة فرق من كل مجموعة إلى الدور الثاني نعمة أم نقمة؟ ولماذا؟
طبعاً هذه لوائح وقوانين البطولات المجمعة القصيرة، ومن وجهة نظر شخصية أرى أنها فرصة لأكبر عدد من الأندية لتخوض غمار دور الثمانية.
س5 هل أخذت البطولة حقها على المستوى الإعلامي المختلف؟
من دون شك، اليوم نجاح أي بطولة يتوقف على جوانب عدة منها: النقل التلفزيوني الذي لا يختلف عليه اثنان، ولو كانت المباريات منقولة تلفزيونياً لاختلف الوضع مشاهدة ومتابعة، ولا ننكر الأدوار الإعلامية التي قامت بها اللجنة الإعلامية، إذ كانت حاضرة بعدة وسائل، منها التواصل الاجتماعي، وتغطية مميزة لجميع المباريات والأحداث والفعاليات، ونشر مباشر لكل النتائج أولا بأول، والملاحظة البسيطة تتمثل في غياب الوصف والتعليق على أحداث المباريات خلال النقل عبر قناة النادي «اليوتيوب»، غير أنه لو عدنا إلى بقية التغطيات فجميعها موثقة في حسابات النادي من مقابلات مع أجهزة فنية ولاعبين، ووفود، قبل وبعد المباريات، فضلا عن القراءات التحليلية لمدربين وفنيين من سلطنة عمان للوقوف على آرائهم حول المباريات.
س6 هل يمكن أن نسمي البطولة مجازا بطولة منتخبات غرب آسيا نظرا إلى وجود مجموعة كبيرة من لاعبي المنتخبات مع الفرق المشاركة؟
عندما يدور الحديث عن المشاركات الخارجية (وكلنا عيال قرية وكلاً يعرف خية) معظم الأندية التي تشارك خارجياً، هي أندية أبطال لمسابقات محلية في بلدانها، وبدون شك هذه الأندية يعود تفوقها في منافساتها إلى وجود عناصر عالية المستوى، ومن الطبيعي أنّ منهم من ينشط مع المنتخبات الوطنية.
س7 هل حصول فريق السيب على المركز الخامس وصحار على المركز السابع لا يتناسب مع قيمتهما الفنية؟
حينما نتوقف عند مشاركة الفريقين في البطولة نجد أن نادي السيب قدم مباريات قوية، ولم يخسر سوى مباراة واحدة في الدور التمهيدي أمام حامل اللقب سنتين متتاليتين وهو نادي الريان القطري، خلاف ذلك تمكن من الفوز في جميع المباريات عدا المباراة التي خسرها أمام النادي الأهلي البحريني في دور الثمانية التي خسرها بثلاثية نظيفة، بعد ذلك عاد وتمكن من تحقيق فوزين على نادي صحار وعلى القادسية بنتيجة ثلاثة أشواط دون مقابل. نعم كنا نمني النفس بأن يذهب السيب بعيداً في هذا الاستحقاق ولكن بفارق شوط واحد حل السيب ثالثاً في المجموعة، ما وضعه وجها لوجه أمام الأهلي البحريني، ومع كل ذلك ثقتنا كبيرة في نادي السيب ومدربه القدير الكابتن جمال المعمري ولاعبيه، والقدرة على أن يكون السيب منافسا شرسا على لقب البطولة العربية للأندية بالأردن.
وبشأن نادي صحار المستضيف فنوجه لهم الشكر عطفا على المشاركة بفريق من العناصر الشابة، التي تعد من أصغر اللاعبين المشاركين في البطولة بمعدل مواليد 2000 و2001 و2002 و2003، ورغم افتقاده الخبرة فإنه قدم مردودا جيدا بوجود اللاعب المحترف، فقد حقق المركز السابع متقدما على أندية تفوقه خبرة وتجربة.
س8 هل المنافسة الحقيقية في البطولة بدأت من دور الربع النهائي؟ ولماذا؟
طبعاً، هذا الدور يمثل حياة أو موتا يقربك كثيرا من منصّة التتويج بواقع 75%، لذلك شاهدنا مباريات في هذا الدور لعب عامل الخبرة فيها دوره، وأتوقع أنّ للمدربين دورا كبيرا في التعامل مع مبارياته.
س9 هل ترى بناء على نتائج الأشواط الثلاثة التي صبت في صالح الريان القطري أن المباراة النهائية لم تف بوعودها؟ ولماذا؟
كنا نمني النفس بأن تكون نتيجة المباراة النهائية مغايرة لما حدث في مباراة النسخة الأولى التي أقيمت في الأردن، وخسرها الكويت الكويتي بالنتيجة ذاتها، ولم نشاهد المستوى الفني الذي ظهر به الكويتيون أمام النادي العربي القطري في تلك المباراة التي ربما من وجهة نظري الشخصية أنها أرهقته بعد ماراثون امتد خمسة أشواط، إذ غاب لاعبو الكويت عن مستواهم الحقيقي وخاصة في الشوط الثالث الذي استسلموا فيه أمام نادي الريان القطري.
س10 بعيدا عن المراكز التي حصلت عليها الفرق المشاركة.. ما الفريق الذي لفت نظرك؟ ولماذا؟
الريان القطري فريق قوي ومنظم ولديه لاعبون ذوو إمكانات بدنية ومهارية عالية، ويملك خبرة كبيرة، ولديه محترفون مميزون بحجم الآستوني فينو والتشيلي نيكولا ووجود المعد المخضرم ميلوش ولاعب السنتر بلال أبو نبوت، فضلا عن ذلك يحمل الريانيون هوية بطل النسخة الأولى وهو مرشح للعب المباراة النهائية، وتصريحات مسؤوليه كانت تشير إلى أنه قادم إلى مسقط للمنافسة على اللقب برغم من وجود غريمه ومنافسه التقليدي نادي العربي القطري الذي استطاع الفوز عليه في القسم الأول من الدوري المحلي.
س11 هل المراكز التي خرجت بها الفرق من البطولة مستحقة وعادلة؟ أم لديك تعقيب؟
هذا أمر مسلم به، فمن استطاع أن يثبت حقه فلينتزعه من أرضية الملعب ولا مجال للتنظير أو العاطفة بقدر ما قدمت من مستوى ونتائج تكافأ بالمركز الذي تستحقه، ومن هذا المنطلق أتصور أنّ المراكز طبيعية عطفاً على النتائج.
س12 من اللاعب الذي سحب البساط من تحت جميع اللاعبين المشاركين؟
بدون شك لاعب نادي الريان الفرقاطة الآستونية فينو الحاصل على جائزة أفضل لاعب في البطولة.
س13 كيف تقيم المستوى الفني للبطولة بشكل عام؟
المستوى الفني متوسط عطفاً على ما قدم وتابعناه، ولم يرق المستوى إلى الجيد؛ إذ كنا نتوقع لمواجهات دور الثمانية في أقل تقدير أن تكون متكافئة، ولم نشهد مباراة ذهبت إلى شوط خامس إلا مباراة ناديي العربي القطري وبني ياس الإماراتي الذي حل في الترتيب الثامن في البطولة، لاحظ هنا التناقض الغريب.
س14 ماذا كان ينقص البطولة في نسختها الثانية؟
بدون شك والجميع يتفق على ذلك أنّ الحدث افتقد النقل التلفزيوني المصاحب للتحليل الفني، فاليوم نحن معنيون كاتحاد غرب آسيا للكرة الطائرة والاتحاد العماني للكرة الطائرة بتأمين النقل التلفزيوني قبل إعطاء أي بلد حقوق الاستضافة، وهذا من شأنه أن يسهم كثيرا في انتشار اللعبة وإيصالها إلى العالم، اليوم هناك شركات داعمة وراعية للبطولة غابت حقوقها الدعائية من خلال الإعلانات التي كانت يجب أن تحصل عليها والتي قامت بها اللجنة المنظمة بنادي صحار ولها كل الشكر والتقدير ونخص هنا رئيس النادي الأستاذ داود الشيزاوي، ولا ننسى الدعم الكبير الذي كان حاضراً من قبل الشيخ محمد بن سليمان الكندي محافظ شمال الباطنة ووقفته الجلية لاستضافة هذا الحدث الرياضي، وافتقدت البطولة وجود تقنية فيديو التحدي (تشالنج) التي يعول عليها الكثير لإنصاف الفرق وحماية حكام المباريات خلال الرجوع إليها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك