العدد : ١٦٩٨٤ - الأحد ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٤ - الأحد ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

الرياضة

عموتة صنع نسيجا فنيا متوازنا للأردن

الاثنين ٠٥ فبراير ٢٠٢٤ - 02:00

عمّان‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬صنع‭ ‬المدرّب‭ ‬المغربي‭ ‬الحسين‭ ‬عموتة‭ ‬نسيجاً‭ ‬فنياً‭ ‬متوازناً‭ ‬يحمل‭ ‬جرأة‭ ‬هجومية،‭ ‬فوضع‭ ‬منتخب‭ ‬الأردن‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬تاريخه‭ ‬في‭ ‬نصف‭ ‬نهائي‭ ‬كأس‭ ‬آسيا‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬الثلاثاء‭ ‬بمواجهة‭ ‬كوريا‭ ‬الجنوبية‭ ‬القوية‭ ‬في‭ ‬الدوحة‭.‬

في‭ ‬أربع‭ ‬مشاركات‭ ‬سابقة،‭ ‬لم‭ ‬يتخط‭ ‬العداد‭ ‬الهجومي‭ ‬لمنتخب‭ ‬‮«‬النشامى‮»‬‭ ‬حاجز‭ ‬الخمسة‭ ‬أهداف،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬نسخة‭ ‬قطر‭ ‬الحالية،‭ ‬هزّ‭ ‬شباك‭ ‬خصومه‭ ‬عشر‭ ‬مرات‭ ‬في‭ ‬خمس‭ ‬مباريات،‭ ‬محققاً‭ ‬المشوار‭ ‬الأنصع‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬مشاركاته‭ ‬القارية‭.‬

يتوقف‭ ‬الحارس‭ ‬التاريخي‭ ‬للأردن‭ ‬عامر‭ ‬شفيع‭ ‬عند‭ ‬الآراء‭ ‬الفنية‭ ‬التي‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬عموتة‭ ‬يوجّه‭ ‬المنتخب‭ ‬للعب‭ ‬بشكل‭ ‬أكثر‭ ‬جرأة‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬الهجومي،‭ ‬خلافاً‭ ‬للمدربين‭ ‬السابقين‭ ‬المصري‭ ‬الراحل‭ ‬محمود‭ ‬الجوهري‭ ‬والعراقي‭ ‬عدنان‭ ‬حمد‭ ‬‮«‬لعب‭ ‬بنسيج‭ ‬فني‭ ‬متوازن‭ ‬في‭ ‬الشقين‭ ‬الدفاعي‭ ‬والهجومي‭ ‬دون‭ ‬غلبة‭ ‬لأحدهما‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الآخر‮»‬‭.‬

يتابع‭ ‬شفيع‭ (‬41‭ ‬عاماً‭) ‬الذي‭ ‬حمل‭ ‬ألوان‭ ‬الأردن‭ ‬لعقدين‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬‮«‬يتمثل‭ ‬العنوان‭ ‬الأبرز‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬المنتخب‭ ‬بالتوازن‭. ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المباريات‭ ‬كان‭ ‬يتموضع‭ ‬بخمسة‭ ‬مدافعين‭ ‬وفي‭ ‬أخرى‭ ‬ثلاثة‮»‬‭.‬

وخصّ‭ ‬شفيع‭ ‬المكنّى‭ ‬‮«‬الحوت‮»‬‭ ‬بالإشادة‭ ‬الحارس‭ ‬الحالي‭ ‬يزيد‭ ‬أبو‭ ‬ليلى‭ ‬‮«‬الذي‭ ‬يتصاعد‭ ‬أداؤه‭ ‬يوماً‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬كحال‭ ‬باقي‭ ‬اللاعبين‮»‬،‭ ‬معتبراً‭ ‬أن‭ ‬تواجد‭ ‬الأردن‭ ‬بين‭ ‬الأربعة‭ ‬الكبار‭ ‬‮«‬أشبه‭ ‬بالمعجزة‮»‬‭ ‬نظراً‭ ‬إلى‭ ‬تواضع‭ ‬مستوى‭ ‬الدوري‭ ‬الأردني‭ ‬والحالة‭ ‬المادية‭ ‬المتردية‭ ‬للأندية‭.‬

مرمى‭ ‬الانتقادات‭ ‬

استهلّ‭ ‬الأردن‭ ‬مشواره‭ ‬بفوز‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬ماليزيا‭ ‬4‭-‬0‭ ‬بثنائيتين‭ ‬لنجم‭ ‬مونبلييه‭ ‬الفرنسي‭ ‬موسى‭ ‬التعمري‭ ‬ومحمود‭ ‬المرضي،‭ ‬ثم‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬ثوان‭ ‬من‭ ‬الفوز‭ ‬على‭ ‬كوريا‭ ‬الجنوبية‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تعادله‭ ‬الأخيرة‭ ‬2‭-‬2‭.‬

في‭ ‬ختام‭ ‬دور‭ ‬المجموعات،‭ ‬‮«‬رفض‮»‬‭ ‬الأردن‭ ‬الفوز‭ ‬على‭ ‬البحرين‭ (‬0-1‭) ‬تفادياً‭ ‬لمواجهة‭ ‬اليابان‭ ‬في‭ ‬دور‭ ‬الـ16،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬نفاه‭ ‬عموتة‭ ‬بدبلوماسية‭.‬

بيد‭ ‬أن‭ ‬خطّة‭ ‬المدرب‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يبتسم‭ ‬كثيراً‭ ‬كادت‭ ‬تنقلب‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬ثمن‭ ‬النهائي‭ ‬أمام‭ ‬العراق،‭ ‬عندما‭ ‬احتاج‭ ‬إلى‭ ‬هدفين‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬الضائع‭ ‬ليقلب‭ ‬تأخره‭ ‬إلى‭ ‬فوز‭ ‬صعب‭ ‬3-2،‭ ‬إثر‭ ‬طرد‭ ‬العراقي‭ ‬أيمن‭ ‬حسين‭.‬

وفي‭ ‬ربع‭ ‬النهائي‭ ‬الثالث‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬آسيا‭ ‬بعد‭ ‬2004‭ ‬و2011‭ ‬مع‭ ‬الجوهري‭ ‬وحمد،‭ ‬تخطى‭ ‬الأردن‭ ‬عقبة‭ ‬طاجيكستان‭ ‬بهدف،‭ ‬ليتذوّق‭ ‬طعم‭ ‬دور‭ ‬الأربعة‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭.‬

لكن‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬المضيئة،‭ ‬سبقها‭ ‬بداية‭ ‬مخيبة‭ ‬لعموتة‭ ‬وضعته‭ ‬في‭ ‬مرمى‭ ‬الانتقادات،‭ ‬بعد‭ ‬استعدادات‭ ‬شهدت‭ ‬خسارة‭ ‬تلو‭ ‬الأخرى‭ ‬أكبرها‭ ‬أمام‭ ‬النروج‭ ‬0‭-‬6‭ ‬واليابان‭ ‬1‭-‬6‭ ‬عشية‭ ‬النهائيات‭.‬

تحوّلات‭ ‬سريعة‭ ‬

يبدي‭ ‬المدرب‭ ‬والمحاضر‭ ‬الآسيوي‭ ‬وليد‭ ‬فطافطة‭ ‬إعجابه‭ ‬الشديد‭ ‬بقيادة‭ ‬عموتة‭ ‬‮«‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مقنعاً‭ ‬في‭ ‬تجاربه‭ ‬الودية،‭ ‬لكن‭ ‬ظهر‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬النسيج‭ ‬الفني‭ ‬المتين‭ ‬القادر‭ ‬على‭ ‬المقارعة‭ ‬في‭ ‬كأس‭ ‬آسيا‮»‬‭.‬

أوضح‭ ‬فطافطة‭ ‬أن‭ ‬عموتة‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬من‭ ‬سبقوه‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يرتجفون‭ ‬خوفاً‭ ‬من‭ ‬اللعب‭ ‬الهجومي‭ ‬‮«‬بدا‭ ‬جريئاً‭ ‬في‭ ‬طروحاته‭ ‬الفنية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬منح‭ ‬لاعبيه‭ ‬الثقة‭ ‬عبر‭ ‬التحوّلات‭ ‬السريعة‭ ‬من‭ ‬الدفاع‭ ‬إلى‭ ‬الهجوم‭ ‬والتي‭ ‬كنا‭ ‬نفتقدها‭ ‬فيما‭ ‬مضى‮»‬‭.‬

شرح‭ ‬‮«‬منتخب‭ ‬النشامى‭ ‬استطاع‭ ‬أن‭ ‬يهاجم‭ ‬بعنفوان‭ ‬شديد،‭ ‬محرجاً‭ ‬منتخبات‭ ‬لها‭ ‬باع‭ ‬طويل‭ ‬مع‭ ‬المنافسة،‭ ‬وأكبر‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬تسجيله‭ ‬عشرة‭ ‬أهداف،‭ ‬وهو‭ ‬حصاد‭ ‬تهديفي‭ ‬كبير‭ ‬يعكس‭ ‬الأسلوب‭ ‬الهجومي‭ ‬الناضج‭ ‬للمنتخب‮»‬‭.‬

يُعدّ‭ ‬النجاح‭ ‬الذي‭ ‬سطّره‭ ‬عموتة‭ (‬54‭ ‬عاماً‭) ‬مع‭ ‬الأردن‭ ‬إنجازاً‭ ‬جديداً‭ ‬في‭ ‬سيرته‭ ‬الذاتية‭. ‬قاد‭ ‬المغرب‭ ‬إلى‭ ‬لقب‭ ‬كأس‭ ‬إفريقيا‭ ‬للاعبين‭ ‬المحليين‭ (‬2020‭)‬،‭ ‬الوداد‭ ‬البيضاوي‭ ‬إلى‭ ‬دوري‭ ‬أبطال‭ ‬إفريقيا‭ (‬2017‭) ‬وقبلها‭ ‬الفتح‭ ‬الرباطي‭ ‬إلى‭ ‬كأس‭ ‬الكونفدرالية‭ (‬2010‭)‬،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬عدّة‭ ‬ألقاب‭ ‬محلية‭ ‬مع‭ ‬السدّ‭ ‬القطري‭.‬

ابن‭ ‬مدينة‭ ‬الخميسات‭ ‬الذي‭ ‬حلّ‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬حمد‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬الماضي،‭ ‬لا‭ ‬يترك‭ ‬فرصة‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬الجانب‭ ‬الهجومي،‭ ‬فقال‭ ‬لفرانس‭ ‬برس‭ ‬‮«‬نأمل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تخدمنا‭ ‬الظروف‭ ‬للعمل‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬الفاعلية‭ ‬الهجومية،‭ ‬لخلق‭ ‬الفرص‭ ‬وترجمتها‭ ‬إلى‭ ‬أهداف‭ ‬في‭ ‬المباريات‭ ‬الحاسمة‮»‬‭.‬

يتمتع‭ ‬لاعب‭ ‬الوسط‭ ‬السابق‭ ‬بشخصية‭ ‬قوية‭ ‬أظهرها‭ ‬خلال‭ ‬مباراة‭ ‬العراق‭ ‬عندما‭ ‬اشتبك‭ ‬مع‭ ‬المهاجم‭ ‬البديل‭ ‬حمزة‭ ‬الدردور‭ ‬الذي‭ ‬تهجم‭ ‬بعنف‭ ‬على‭ ‬جهازه‭ ‬الفني،‭ ‬فكان‭ ‬مصير‭ ‬الهداف‭ ‬التاريخي‭ ‬للمنتخب‭ ‬الاستبعاد‭ ‬عن‭ ‬البعثة‭.‬

علّق‭ ‬المدرب‭ ‬الذي‭ ‬سيفتقد‭ ‬خدمات‭ ‬المدافع‭ ‬سالم‭ ‬العجالين‭ ‬والمهاجم‭ ‬علي‭ ‬علوان‭ ‬بداعي‭ ‬الإيقاف،‭ ‬على‭ ‬الانتقادات‭ ‬التي‭ ‬طالته‭ ‬قبل‭ ‬انطلاق‭ ‬البطولة‭ ‬‮«‬الانتقادات‭ ‬أمر‭ ‬عادي،‭ ‬والمدرب‭ ‬هو‭ ‬دائما‭ ‬الحلقة‭ ‬الأضعف،‭ ‬لكن‭ ‬بدأ‭ ‬عملي‭ ‬يعطي‭ ‬ثماره‭ ‬وأنا‭ ‬راضٍ‭ ‬عما‭ ‬تحقق‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬ولا‭ ‬نريد‭ ‬التوقف‭ ‬هنا‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا