العدد : ١٦٩٨٥ - الاثنين ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٥ - الاثنين ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

الرياضة

بداية حقبة 16 منتخباً والجوهري يحمل الفراعنة

الأحد ٠٧ يناير ٢٠٢٤ - 02:00

نيقوسيا‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬ارتأى‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬رفع‭ ‬عدد‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬نهائيات‭ ‬كأس‭ ‬الأمم‭ ‬من‭ ‬12‭ ‬إلى‭ ‬16‭ ‬منتخباً،‭ ‬وقد‭ ‬نابت‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬عن‭ ‬كينيا‭ ‬في‭ ‬استضافة‭ ‬نهائيات‭ ‬1996‭ ‬بعد‭ ‬اعتذار‭ ‬الأخيرة‭ ‬لصعوبات‭ ‬مالية‭.‬

لم‭ ‬يكتب‭ ‬للبطولة‭ ‬أن‭ ‬تقام‭ ‬بمشاركة‭ ‬16‭ ‬منتخباً،‭ ‬لأن‭ ‬نيجيريا‭ ‬حاملة‭ ‬اللقب‭ ‬رفضت‭ ‬التوجه‭ ‬إلى‭ ‬جوهانسبرغ،‭ ‬زاعمة‭ ‬أن‭ ‬الأمن‭ ‬ليس‭ ‬متوافراً‭ ‬هناك،‭ ‬فخسرت‭ ‬البطولة‭ ‬منتخباً‭ ‬عريقاً‭ ‬كان‭ ‬بلغ‭ ‬الدور‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬1994‭. ‬وكان‭ ‬جزاء‭ ‬نيجيريا‭ ‬استبعادها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬مدة‭ ‬أربعة‭ ‬أعوام،‭ ‬فغابت‭ ‬عن‭ ‬بطولتي‭ ‬96‭ ‬و98‭ ‬في‭ ‬بوركينا‭ ‬فاسو،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬الأسرة‭ ‬الإفريقية‭ ‬وتنال‭ ‬شرف‭ ‬الاستضافة‭ ‬مع‭ ‬غانا‭ ‬لبطولة‭ ‬عام‭ ‬2000،‭ ‬بدلاً‭ ‬عن‭ ‬زمبابوي‭ ‬التي‭ ‬استبعدت‭ ‬لتأخر‭ ‬الاستعدادات‭ ‬لاستضافة‭ ‬البطولة‭. ‬وعُرض‭ ‬على‭ ‬غينيا‭ ‬الحلول‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬نيجيريا،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬الأفضل‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬عدم‭ ‬المتأهلين،‭ ‬لكنها‭ ‬رفضت‭ ‬لعدم‭ ‬استعدادها‭ ‬بشكل‭ ‬كافٍ‭.‬

وقلب‭ ‬المنتخب‭ ‬الجنوب‭ ‬إفريقي،‭ ‬مدعوماً‭ ‬من‭ ‬أنصاره‭ ‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬رئيس‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬نلسون‭ ‬مانديلا،‭ ‬التوقعات‭ ‬بإحرازه‭ ‬اللقب‭ ‬بتغلبه‭ ‬على‭ ‬تونس‭ ‬2‭-‬0‭ ‬في‭ ‬المباراة‭ ‬النهائية،‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يشارك‭ ‬في‭ ‬النهائيات‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬بعد‭ ‬عودته‭ ‬إلى‭ ‬الساحة‭ ‬الرياضية‭ ‬إثر‭ ‬غياب‭ ‬طويل‭ ‬بسبب‭ ‬سياسة‭ ‬التمييز‭ ‬العنصري‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬ينتهجها‭.‬

على‭ ‬ملعب‭ ‬‮«‬سوكر‭ ‬سيتي‮»‬‭ ‬أمام‭ ‬ثمانين‭ ‬ألف‭ ‬متفرّج،‭ ‬انتظر‭ ‬منتخب‭ ‬‮«‬بافانا‭ ‬بافانا‮»‬‭ ‬حتى‭ ‬آخر‭ ‬ربع‭ ‬ساعة‭ ‬ليسجّل‭ ‬هدفي‭ ‬الفوز‭ ‬عبر‭ ‬مهاجمه‭ ‬مارك‭ ‬وليامس‭ ‬في‭ ‬شباك‭ ‬الحارس‭ ‬شكري‭ ‬الواعر،‭ ‬بحضور‭ ‬الرئيس‭ ‬العائد‭ ‬إلى‭ ‬الحرية‭ ‬مانديلا‭ ‬مرتدياً‭ ‬قميص‭ ‬بلاده‭.‬

آنذاك‭ ‬ضمّت‭ ‬تشكيلة‭ ‬تونس‭ ‬جيلاً‭ ‬ذهبياً‭ ‬مع‭ ‬الواعر،‭ ‬الهادي‭ ‬بالرخيصة،‭ ‬خالد‭ ‬بدرة،‭ ‬رياض‭ ‬البوعزيزي،‭ ‬قيس‭ ‬الغضبان،‭ ‬زبير‭ ‬بية،‭ ‬عادل‭ ‬السليمي‭ ‬ومهدي‭ ‬بن‭ ‬سليمان،‭ ‬بقيادة‭ ‬المدرب‭ ‬البولندي‭ ‬هنري‭ ‬كاسبرجاك‭.‬

وبلغت‭ ‬الجزائر‭ ‬الدور‭ ‬ربع‭ ‬النهائي‭ ‬وخسرت‭ ‬أمام‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬1-2،‭ ‬ومصر‭ ‬الدور‭ ‬عينه‭ ‬وخسرت‭ ‬أمام‭ ‬زامبيا‭ ‬1‭-‬3‭.‬

الرابع‭ ‬لمصر‭ ‬

كُتب‭ ‬أخيراً‭ ‬للبطولة‭ ‬أن‭ ‬تقام‭ ‬بمشاركة‭ ‬16‭ ‬منتخباً،‭ ‬وكانت‭ ‬بوركينا‭ ‬فاسو‭ ‬صاحبة‭ ‬الضيافة‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬عام‭ ‬1998‭.‬

دخل‭ ‬منتخب‭ ‬مصر‭ ‬تاريخ‭ ‬الكأس‭ ‬من‭ ‬بابها‭ ‬الواسع،‭ ‬بعدما‭ ‬بات‭ ‬ثاني‭ ‬منتخب‭ ‬بعد‭ ‬غانا‭ ‬يحرز‭ ‬اللقب‭ ‬أربع‭ ‬مرات‭ ‬منذ‭ ‬انطلاق‭ ‬البطولة‭ ‬عام‭ ‬1957‭.‬

ولم‭ ‬يكن‭ ‬فوز‭ ‬‮«‬الفراعنة‮»‬‭ ‬متوقعاً،‭ ‬وخصوصاً‭ ‬بعد‭ ‬خسارتهم‭ ‬في‭ ‬الدور‭ ‬الأوّل‭ ‬أمام‭ ‬المغرب،‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬المرشحين‭ ‬للفوز‭ ‬بالبطولة‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬تشكيلته‭ ‬المحترفة‭ ‬بمعظمها‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭.‬

وأحرزت‭ ‬مصر‭ ‬اللقب‭ ‬بفوزها‭ ‬على‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬2‭-‬0‭ ‬في‭ ‬المباراة‭ ‬النهائية‭ ‬بهدفي‭ ‬أحمد‭ ‬حسن‭ ‬وطارق‭ ‬مصطفى‭.‬

وجاءت‭ ‬الكونغو‭ ‬الديمقراطية‭ ‬ثالثة‭ ‬بتغلبها‭ ‬على‭ ‬بوركينا‭ ‬فاسو‭ ‬بركلات‭ ‬الترجيح‭ ‬4‭-‬1‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬الوقتين‭ ‬الأصلي‭ ‬والإضافي‭ ‬بتعادل‭ ‬مثير‭ ‬4‭-‬4،‭ ‬بعدما‭ ‬كانت‭ ‬بوركينا‭ ‬فاسو‭ ‬متقدمة‭ ‬4‭-‬1‭ ‬قبل‭ ‬خمس‭ ‬دقائق‭ ‬من‭ ‬نهاية‭ ‬الوقت‭ ‬الأصلي‭. ‬وتوّج‭ ‬قائد‭ ‬منتخب‭ ‬مصر‭ ‬حسام‭ ‬حسن‭ ‬ومهاجم‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬بينيديكت‭ ‬ماكارثي‭ ‬هدافاً‭ ‬للبطولة‭ ‬برصيد‭ ‬7‭ ‬أهداف،‭ ‬واختير‭ ‬الثاني‭ ‬أفضل‭ ‬لاعب‭. ‬وأبهر‭ ‬أصحاب‭ ‬الأرض‭ ‬بعروضهم‭ ‬الرائعة‭ ‬ونديتهم‭ ‬الكبيرة‭ ‬بقيادة‭ ‬المدرب‭ ‬الفرنسي‭ ‬فيليب‭ ‬تروسييه‭ ‬الملقب‭ ‬بـ‮«‬المشعوذ‭ ‬الأبيض‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬بلغوا‭ ‬الدور‭ ‬نصف‭ ‬النهائي‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يخسروا‭ ‬أمام‭ ‬مصر‭ ‬0‭-‬2‭ ‬بهدفي‭ ‬حسام‭ ‬حسن‭.‬

عن‭ ‬حسام‭ ‬حسن‭ ‬الذي‭ ‬بلغ‭ ‬آنذاك‭ ‬32‭ ‬عاماً،‭ ‬قال‭ ‬زميله‭ ‬طارق‭ ‬مصطفى‭: ‬‮«‬تعرّض‭ ‬لهجوم‭ ‬شرس‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الإعلام‭ ‬بسبب‭ ‬تقدّم‭ ‬عمره‭ ‬وصيامه‭ ‬عن‭ ‬التهديف‭.. ‬أصرّ‭ ‬على‭ ‬الرحيل‭ ‬ومغادرة‭ ‬المطار‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬كنا‭ ‬ننتظر‭ ‬الطائرة‭ ‬المتجهة‭ ‬لبوركينا‭ ‬فاسو،‭ ‬بسبب‭ ‬غضبه‭ ‬الشديد‭ ‬من‭ ‬انتقاد‭ ‬الصحف‭ ‬له‭ ‬وقتها‮»‬‭.‬

تابع‭: ‬‮«‬احتوى‭ ‬محمود‭ ‬الجوهري‭ ‬الأمر‭ ‬سريعاً‭ ‬واجتمع‭ ‬بجميع‭ ‬اللاعبين‭ ‬وأكد‭ ‬أننا‭ ‬سنذهب‭ ‬لبوركينا‭ ‬فاسو‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التتويج‭ ‬باللقب،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬حصل‮»‬‭.‬

ويتذكّر‭ ‬‮«‬الثعلب‭ ‬الصغير‮»‬‭ ‬حازم‭ ‬إمام‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭: ‬‮«‬جميع‭ ‬لاعبي‭ ‬المنتخب‭ ‬أرادوا‭ ‬مساندة‭ ‬حسام‭ ‬حسن‭ ‬لأننا‭ ‬نعرف‭ ‬قيمته‭ ‬الكبيرة‭.. ‬كان‭ ‬يقترب‭ ‬محمد‭ ‬عمارة‭ ‬أو‭ ‬عبدالستار‭ ‬صبري‭ ‬أو‭ ‬أنا‭ ‬من‭ ‬التسجيل‭ ‬وكنا‭ ‬نمرر‭ ‬الكرة‭ ‬لحسام‭ ‬ليسجل‭ ‬هو‭ ‬الهدف‭.. ‬ظهر‭ ‬بمستوى‭ ‬رائع‭ ‬واستحق‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬نجم‭ ‬البطولة‮»‬‭.‬

كان‭ ‬المدرّب‭ ‬التاريخي‭ ‬محمود‭ ‬الجوهري‭ ‬يتعرّض‭ ‬لضغوط‭ ‬آنذاك،‭ ‬لغياب‭ ‬النتائج‭ ‬منذ‭ ‬التأهل‭ ‬لمونديال‭ ‬1990‭. ‬أطلق‭ ‬المدرب‭ ‬العائد‭ ‬تصريحاً‭ ‬صادماً‭ ‬قبل‭ ‬النهائيات‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حملة‭ ‬التشكيك‭: ‬‮«‬لا‭ ‬أعد‭ ‬الجماهير‭ ‬بأي‭ ‬شيء‭. ‬تصنيف‭ ‬المنتخب‭ ‬في‭ ‬البطولة‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬الثالث‭ ‬عشر‮»‬‭.‬

فيما‭ ‬أثار‭ ‬تصريحه‭ ‬جدلاً‭ ‬واسع‭ ‬النطاق،‭ ‬رفع‭ ‬الجوهري‭ ‬الضغوط‭ ‬عن‭ ‬لاعبيه‭ ‬وقادهم‭ ‬إلى‭ ‬اللقب‭ ‬حيث‭ ‬برز‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬حسام‭ ‬وأحمد‭ ‬حسن،‭ ‬هاني‭ ‬رمزي‭ ‬وسمير‭ ‬كمّونة‭ ‬ومحمد‭ ‬عمارة‭ ‬وعبدالظاهر‭ ‬السقا‭ ‬وحازم‭ ‬إمام‭. ‬وخرج‭ ‬المغرب‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬المرشحين‭ ‬لإحراز‭ ‬اللقب،‭ ‬من‭ ‬الدور‭ ‬ربع‭ ‬النهائي‭ ‬لخسارته‭ ‬أمام‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬1‭-‬2،‭ ‬وتونس‭ ‬من‭ ‬الدور‭ ‬عينه‭ ‬لسقوطها‭ ‬أمام‭ ‬بوركينا‭ ‬فاسو‭ ‬بركلات‭ ‬الترجيح‭ ‬7-8‭ (‬الوقتان‭ ‬الأصلي‭ ‬والإضافي‭ ‬1‭-‬1‭)‬،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬خرجت‭ ‬الجزائر‭ ‬من‭ ‬الدور‭ ‬الأوّل‭ ‬لخسارتها‭ ‬أمام‭ ‬غينيا‭ ‬0‭-‬1،‭ ‬وأمام‭ ‬بوركينا‭ ‬فاسو‭ ‬1-2‭ ‬والكاميرون‭ ‬1‭-‬2‭ ‬أيضاً‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا