العدد : ١٦٩٨٥ - الاثنين ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٥ - الاثنين ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

الرياضة

ساحل العاج واثقة من استضافة «تاريخية» رغم التحديات

الأربعاء ٢٠ ديسمبر ٢٠٢٣ - 02:00

أبيدجان‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬رفعت‭ ‬ساحل‭ ‬العاج‭ ‬وتيرة‭ ‬أعمالها‭ ‬بعد‭ ‬مخاوف‭ ‬بشأن‭ ‬استعداداتها‭ ‬لاستضافة‭ ‬كأس‭ ‬أمم‭ ‬إفريقيا‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬13‭ ‬يناير،‭ ‬حيث‭ ‬تضع‭ ‬حالياً‭ ‬اللمسات‭ ‬الاخيرة‭ ‬داخل‭ ‬الملاعب‭ ‬وخارجها،‭ ‬تحضيراً‭ ‬لحدث‭ ‬قاري‭ ‬تنتظره‭ ‬القارة‭ ‬السمراء‭ ‬كل‭ ‬عامين‭.‬

وأكّد‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬المنظمة‭ ‬لكأس‭ ‬إفريقيا‭ ‬فرانسوا‭ ‬أميتشيا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬كل‭ ‬الأنظار‭ ‬ستتجه‭ ‬نحو‭ ‬ساحل‭ ‬العاج‭ ‬وليس‭ ‬لدينا‭ ‬أي‭ ‬خوف‭ ‬حقيقي‮»‬‭.‬

يتناقض‭ ‬هذا‭ ‬الهدوء‭ ‬مع‭ ‬مخاوف‭ ‬تعزّزت‭ ‬في‭ ‬الثاني‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬سبتمبر‭.‬

ففي‭ ‬تلك‭ ‬الامسية،‭ ‬غمرت‭ ‬عاصفة‭ ‬قوية‭ ‬عشب‭ ‬ملعب‭ ‬إبيمبيه‭ ‬الأولمبي‭ ‬الذي‭ ‬يتسع‭ ‬لـ‭ ‬60‭ ‬ألف‭ ‬متفرج‭ ‬وبُني‭ ‬بكلفة‭ ‬كبيرة‭ ‬لكأس‭ ‬القارية‭ ‬في‭ ‬ضواحي‭ ‬أبيدجان،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬ايقاف‭ ‬مباراة‭ ‬ودية‭ ‬بين‭ ‬ساحل‭ ‬العاج‭ ‬ومالي‭.‬

لخّصت‭ ‬السلطات‭ ‬آنذاك‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬بأنّه‭ ‬‮«‬أمطار‭ ‬استثنائية‮»‬،‭ ‬لكنها‭ ‬تصرفت‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬سريع‭ ‬بإقالة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬باتريك‭ ‬آتشي‭ ‬ووزير‭ ‬الرياضة‭ ‬بولان‭ ‬دانهو‭.‬

كُلّفت‭ ‬بعدها‭ ‬شخصية‭ ‬جديدة‭ ‬لرئاسة‭ ‬الحكومة‭ ‬هي‭ ‬روبير‭ ‬بوغريه‭ ‬مامبيه‭ ‬مع‭ ‬توليه‭ ‬ايضًا‭ ‬حقيبة‭ ‬الرياضة،‭ ‬بمهمة‭ ‬واضحة‭ ‬‮«‬تنظيم‭ ‬أجمل‭ ‬كأس‭ ‬أمم‭ ‬إفريقية‭ ‬في‭ ‬التاريخ‮»‬‭. ‬وبعد‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر،‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬ملعب‭ ‬إبيمبيه،‭ ‬الذي‭ ‬سيستضيف‭ ‬عشر‭ ‬مباريات،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المباراة‭ ‬الافتتاحية‭ ‬والمباراة‭ ‬النهائية‭ ‬في‭ ‬11‭ ‬فبراير،‭ ‬قادر‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬امتصاص‭ ‬المياه‭ ‬من‭ ‬العواصف‭.‬

وقال‭ ‬رئيس‭ ‬الاتحاد‭ ‬العاجي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬إدريس‭ ‬ديالو‭ ‬‮«‬لقد‭ ‬انزعجنا‭ ‬جميعًا‭ ‬مما‭ ‬رأيناه‭. ‬لكن‭ ‬السلطات‭ ‬تعاملت‭ ‬مع‭ ‬المشكلة‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬وتمت‭ ‬تسوية‭ ‬العشب‭ ‬بالكامل‮»‬‭.‬

 

الإرث

ويؤكّد‭ ‬ديدييه‭ ‬باسكال،‭ ‬مدير‭ ‬الأعمال‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬غريغوري‭ ‬التي‭ ‬تولت‭ ‬مهمة‭ ‬الإنقاذ‭ ‬‮«‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لدى‭ ‬العشب‭ ‬ما‭ ‬يكفي‭ ‬من‭ ‬الانحدار‭ ‬وكانت‭ ‬التربة‭ ‬تفتقر‭ ‬إلى‭ ‬النفاذية‭. ‬قمنا‭ ‬بتركيب‭ ‬فتحات‭ ‬للتسرب،‭ ‬نظّفنا‭ ‬وأعدنا‭ ‬زرع‭ ‬البذور‭ ‬وتصحيح‭ ‬تخطيط‭ ‬العشب‭. ‬لقد‭ ‬عملنا‭ ‬20‭ ‬ساعة‭ ‬يوميًا‭ ‬مدة‭ ‬أسبوع‭ ‬مذاك‭ ‬الحين،‭ ‬شهدنا‭ ‬عواصف‭ ‬كبيرة‭ ‬ولا‭ ‬بركة‭ ‬واحدة‮»‬‭.‬

ستستضيف‭ ‬خمسة‭ ‬ملاعب‭ ‬أخرى،‭ ‬تم‭ ‬بناؤها‭ ‬أو‭ ‬تجديدها،‭ ‬المباريات‭ ‬في‭ ‬أبيدجان،‭ ‬ياموسوكرو‭ (‬وسط‭)‬،‭ ‬بواكيه‭ (‬وسط‭)‬،‭ ‬سان‭ ‬بيدرو‭ (‬جنوب‭) ‬وكورهوغو‭ (‬شمال‭). ‬

ويتوقع‭ ‬ديالو‭ ‬‮«‬بفضل‭ ‬ملاعبنا،‭ ‬سنصبح‭ ‬مركزاً‭ ‬لفرق‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬ليس‭ ‬لديها‭ ‬ملاعب‭ ‬معتمدة‭. ‬في‭ ‬السابق،‭ ‬كانوا‭ ‬جميعا‭ ‬يلعبون‭ ‬في‭ ‬المغرب،‭ ‬والآن‭ ‬سيأتون‭ ‬إلى‭ ‬هنا‮»‬‭. ‬

كما‭ ‬هي‭ ‬الحال‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬حدث‭ ‬رياضي‭ ‬كبير،‭ ‬يُطرح‭ ‬السؤال‭ ‬حول‭ ‬إرث‭ ‬الملاعب،‭ ‬وخصوصًا‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬لا‭ ‬تجتذب‭ ‬فيه‭ ‬البطولة‭ ‬المحلية‭ ‬اهتمام‭ ‬الجماهير‭.  ‬ويأمل‭ ‬المنظمون‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تحصل‭ ‬الفرق‭ ‬الإيفوارية‭ ‬في‭ ‬دوري‭ ‬الدرجة‭ ‬الاولى‭ ‬والتي‭ ‬تلعب‭ ‬جميعها‭ ‬تقريباً‭ ‬في‭ ‬أبيدجان‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي،‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬المتفرجين‭ ‬بفضل‭ ‬الملاعب‭ ‬الأقرب‭ ‬إلى‭ ‬موطنها‭.‬

 

ارتياح

وباستخدام‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬1‭.‬5‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الاستثمارات،‭ ‬سمحت‭ ‬كأس‭ ‬إفريقيا‭ ‬بتسريع‭ ‬بعض‭ ‬مشاريع‭ ‬البنى‭ ‬التحتية‭.‬

أعيد‭ ‬تصميم‭ ‬الطريق‭ ‬‮«‬الساحلي‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يبلغ‭ ‬طوله‭ ‬350‭ ‬كيلومترًا‭ ‬والرابط‭ ‬بين‭ ‬العاصمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وميناء‭ ‬سان‭ ‬بيدرو‭ ‬الكبير‭ ‬بالكامل،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬خفض‭ ‬وقت‭ ‬السفر‭ ‬بين‭ ‬المدينتين‭ ‬إلى‭ ‬النصف‭ ‬وتم‭ ‬تمديد‭ ‬طريق‭ ‬سريع‭ ‬آخر‭ ‬لربط‭ ‬أبيدجان‭ ‬بمدينة‭ ‬ياموسوكرو‭ ‬ثم‭ ‬بواكيه،‭ ‬وهما‭ ‬المدينتان‭ ‬المضيفتان‭. ‬كما‭ ‬بُني‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التجمعات‭ ‬الخاصة‭ ‬لكأس‭ ‬إفريقيا‭ ‬لاستيعاب‭ ‬الفرق‭. ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬مشاركة‭ ‬24‭ ‬دولة‭ ‬منها‭ ‬المتاخمة‭ ‬لساحل‭ ‬العاج‭ ‬كبوركينا‭ ‬فاسو‭ ‬وغينيا‭ ‬وغانا،‭ ‬يمكن‭ ‬لكأس‭ ‬الأمم‭ ‬الإفريقية‭ ‬أن‭ ‬تجذب‭ ‬ما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬1‭.‬5‭ ‬مليون‭ ‬زائر،‭ ‬وفقا‭ ‬للمنظمين‭.‬

يُعدّ‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬استثنائياً‭ ‬بالنسبة‭ ‬لدولة‭ ‬استضافت‭ ‬المسابقة‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭ ‬فقط،‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1984،‭ ‬حين‭ ‬شاركت‭ ‬ثماني‭ ‬دول‭ ‬فقط‭.‬

وتشكّل‭ ‬مسألة‭ ‬الأمن‭ ‬أيضاً‭ ‬أحد‭ ‬الاسئلة‭ ‬الأساسية،‭ ‬فبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الخطر‭ ‬الجهادي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬المتاخم‭ ‬لمالي‭ ‬وبوركينا‭ ‬فاسو،‭ ‬فإن‭ ‬موضوع‭ ‬أمن‭ ‬الجماهير‭ ‬هو‭ ‬السبب‭ ‬الرئيس‭ ‬للقلق‭ ‬الذي‭ ‬أثارته‭ ‬مصادر‭ ‬متخصّصة‭ ‬عدّة‭. ‬وقبل‭ ‬عامين،‭ ‬لقي‭ ‬ثمانية‭ ‬أشخاص‭ ‬حتفهم‭ ‬في‭ ‬تدافع‭ ‬خلال‭ ‬دور‭ ‬الـ16‭ ‬لكأس‭ ‬الأمم‭ ‬الافريقية‭ ‬في‭ ‬الكاميرون‭.‬

وأكد‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬للشرطة‭ ‬الإيفوارية‭ ‬يوسف‭ ‬كوياتيه‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬‮«‬سنفتح‭ ‬الملاعب‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬مبكر‭ ‬جداً،‭ ‬وننظّم‭ ‬الجماهير‭ ‬في‭ ‬طوابير‭ ‬حتى‭ ‬يتمكّنوا‭ ‬من‭ ‬الدخول‭ ‬بهدوء‭. ‬وسنطلب‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬الحضور‭ ‬مبكرا‮»‬‭. ‬

وسيُنشر‭ ‬حوالي‭ ‬17‭ ‬ألف‭ ‬عنصر‭ ‬من‭ ‬الجيش‭ ‬والأمن‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬2500‭ ‬مراقب‭ ‬لتأمين‭ ‬المسابقة‭. ‬

بدوره،‭ ‬قال‭ ‬رئيس‭ ‬الشرطة‭ ‬‮«‬هذا‭ ‬ليس‭ ‬الحدث‭ ‬الكبير‭ ‬الأول‭ ‬الذي‭ ‬تستضيفه‭ ‬ساحل‭ ‬العاج،‭ ‬فقد‭ ‬استضفنا‭ ‬الألعاب‭ ‬الفرانكوفونية‭ (‬في‭ ‬عام‭ ‬2017‭). ‬نحن‭ ‬مرتاحون‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا