متابعة ورصد: علي ميرزا
في أولى مواجهات المحرق ودار كليب خلال الموسم الجاري 2023-2024 ضمن المجموعة (أ) من دوري عيسى بن راشد العام للكرة الطائرة، قدم الفريقان كعادة مواجهاتهما على مدار المواسم المنصرمة مباراة جيدة خرج منها دار كليب بانتصار مستحق لأنه كان الطرف الأفضل، وصاحب اليد العليا في الثلاثة الأشواط التي استغرقتها المباراة، كلّفت الأخطاء المباشرة فريق المحرق ثمنا باهضا خاصة في الشوط الثاني، فضلا عن تذبذب مردود ضاربي الأطراف، وفي هذه الوقفة نحاول أن نتوقف عند العوامل التي رجّحت كفة دار كليب لتحقيق انتصاره السادس على التوالي، والأسباب التي قادت المحرق إلى تلقيه الخسارة الثانية.
التشكيل الأساس
قلنا في صبيحة يوم المباراة بأنّ مدربي الفريقين ياسين الميل (المحرق) والبرازيلي كاكاروتو (دار كليب) سيعولان على التشكيل الأساس على خلاف المباريات السابقة، وهذا ما شاهدناه في المباراة، إذ تكوّن تشكيل المحرق من اللاعبين: محمود العافية لصناعة اللعب، وعباس الخباز وحسين علي خليفة (مركز3) وسيد مجيد محمد كاظم وأحمد عيسى (مركز4) وحسين إحسان مركز2، والليبرو بدر محمد ناصر.
بينما تكوّن تشكيل المحرق من: علي حبيب (صناعة اللعب) وحسن عباس وحسن عليوي (مركز3) ومحمد يعقوب ومحمود عبد الواحد (مركز4) وعبد الله محمد جعفر (مركز2) والليبرو عباس سلطان.
وقد لجأ مدربا الفريقين خلال الأشواط الثلاثة إلى التغييرات، غير أنها كانت تكتيكية في دار كليب، بينما جاءت اضطرارية في المحرق.
عوامل رجّحت دار كليب
للانتصار أسباب وعوامل مثلما للخسارة، من شاهد أداء دار كليب أمام المحرق، سيلاحظ بأنه جاء مختلفا عن أدائه الذي قدمه في بقية المباريات السابقة ولو بنسب مختلفة، وهذا أمر بديهي، على اعتبار أنّ كل مباراة لها استراتيجية لعب مختلفة تتوقف على درجة الفريق المنافس ومكامن القوة والضعف لديه.
ويأتي الإرسال الهجومي أو التكتيكي في مقدمة الأسلحة التي استخدمها دار كليب في المباراة، وجاءت إرسالاته مؤثرة، وأحرز من بعضها بعض النقاط المباشرة، بل كانت موجّهة في المكان والوقت المناسبين، وتمكنت من هزّ الاستقبال، وهذا لم يأت من فراغ ولكن وراءه قراءة واعية وفكر مستوعب وخبرة تنفيذ.
وأظهر عنيد دار كليب فعالية هجومية لافتة على مدار المباراة ومن مختلف مراكز اللعب الهجومية الأمامية، وكان ضاربو الفريق في أحسن حالاتهم الفنية وعلى مستوى التركيز والحرص في الوقت نفسه على اجتناب الخطأ كلما وجدوا إلى ذلك سبيلا، وهذه التنشيط الهجومي الفاعل الذي كان وراءه تألق صانع ألعابه علي حبيب الذي كان في قمة صلابته الذهنية، فعرف كيف يوزع جهود ضاربيه، بل أحسن توجيه كراته في المكان والتوقيت المناسب، وكل التشكيل الهجومي هذا لولا متانة الكرة الأولى التي كان وراءها في المقام الأول الليبرو عباس سلطان وبقية المستقبلين الرئيسين، وبعيدا عن بروز وتألق الثنائي محمد يعقوب ومحمود عبد الواحد وتوظيف خبرتهما في التعامل مع الكرات شبه الميتة، وجدنا الثنائي حسن عليوي لاعب مركز3 يتعامل للمرة الأولى مع الكرة المدفوعة التي لا تتطلب منه خطوات كثيرة كعادته، ورأينا عبد الله محمد جعفر يلعب بثقة عالية ورأينا مدربه كاكاروتو يتفاعل مع ألعابه كثيرا ويصفّق له، وشاهدنا حوائط صد هجومية من حسن عباس. وقد كشفت المباراة عن انسجام غير طبيعي يسود نظام اللعب في ميدان دار كليب، وهناك قراءة واعية وواقعية من البرازيلي لمنافسه، كل ذلك قطف العنيد ثماره من المباراة.
أسباب خسارة المحرّق
رغم أنّ المحرق قدم أداء جيدا، إلا أنّ هذا لم يكن كافيا لوحده، وافتقاد الفريق للفاعلية الهجومية المستمرة كان أحد أسباب الخسارة، ولذا لجأ مدرب الفريق ياسين الميل إلى الزج بحسن الحداد في مركز2 بدلا من زميله حسين إحسان، وسيد علي محمد كاظم الذي لم يفعل شيئا بدلا من سيد مجيد محمد كاظم، ونسبيا أعطى الحداد فاعلية لمركزه، ويمكن القول بأنّ المحرق افتقد إلى اللاعب الحاسم الذي يحتاجه وقت الشدّة.
ويأتي غياب حوائط الصد عن أداء دورها المنتظر منها من ضمن الأسباب، إذ أخذ ضاربو دار كليب يسرحون ويمرحون في الكثير من المناسبات دون أن تجد حوائط صد الفريق إيقافهم إلا في حالات نادرة، وربما سبب وجود سيد مجيد محمد كاظم نظرا لقصر القامة ربكة في الصد في الدوران الذي يتواجد فيه في الخط الأمامي، إذ حاول علي حبيب معد دار كليب يلعب عليه كثيرا سوى تواجد سيد مجيد في مركزي 4 أو 2.
وحاول صانع ألعابه محمود العافية تنشيط مركز3 للثنائي حسين علي خليفة وعباس الخباز ونجحوا في ذلك في ظل الجهد الذي بذله الليبرو بدر محمد ناصر على مستوى الدفاع وتأمين الكرة الأولى، إذ عمد مرسلو دار كليب إلى الهروب منه وتركيز إرسالاتهم على ثنائي مركز4 أحمد عيسى وسيد مجيد.
ويبقى السبب الأهم الذي دفع المحرق ثمنه خلال المباراة يتمثل في الأخطاء الكثيرة المباشرة والتي بلغ عددها 25 خطأ مباشرا، وخاصة في الشوط الثاني الذي ارتكب فيه المحرق 13 خطأ مقابل 7 لدار كليب.
أخطاء المباراة المباشرة
وقع الفريقان في 42 خطأ مباشر، توزعت على الثلاثة الأشواط، 6 أخطاء لكل فريق في الشوط الأول، و13 خطأ للمحرق مقابل 7 أخطاء لدار كليب في الشوط الثاني، و6 أخطاء في الشوط الثالث للمحرق مقابل 4 أخطاء لدار كليب. في الهجوم أخطأ المحرق 8 مرات، بينما أخطأ دار كليب 5 مرات، ولمس المحرق الشبك 4 مرات، بينما لمسها دار كليب 2، وأضاع المحرق 8 إرسالات ومثلها لدار كليب، وخطأ 1 تجاوز على المحرق.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك