العدد : ١٦٩٨٣ - السبت ٢١ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٨ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٣ - السبت ٢١ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٨ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

الرياضة

الكويت «بيتٌ فلسطيني» قبل مواجهة أستراليا

الأربعاء ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٣ - 02:00

الكويت‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬اكتسى‭ ‬ستاد‭ ‬جابر‭ ‬الأحمد‭ ‬الدولي‭ ‬جنوب‭ ‬العاصمة‭ ‬الكويت‭ ‬ثوب‭ ‬‮«‬الموقف‮»‬‭ ‬أكثر‭ ‬منه‭ ‬صفة‭ ‬الملعب‭ ‬الذي‭ ‬يستضيف‭ ‬مباراة‭ ‬أستراليا‭ ‬وفلسطين‭ ‬المحرومة‭ ‬من‭ ‬اللعب‭ ‬على‭ ‬أرضها،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬يشنها‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬على‭ ‬غزة‭.‬

بدت‭ ‬الكوفية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬حاضرة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬تشجيعاً‭ ‬لـ«الفدائي‮»‬‭ ‬ضمن‭ ‬تصفيات‭ ‬آسيا‭ ‬المشتركة‭ ‬لكأس‭ ‬العالم‭ ‬2026‭ ‬وكأس‭ ‬آسيا‭ ‬2027‭.‬

لم‭ ‬يكن‭ ‬كل‭ ‬الحضور‭ ‬فلسطينياً،‭ ‬فكانت‭ ‬الجماهير‭ ‬من‭ ‬جاليات‭ ‬متفرقة‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬الخليجية‭ ‬على‭ ‬الملعب‭ ‬الذي‭ ‬يتسع‭ ‬لـ60‭ ‬ألف‭ ‬متفرج‭.‬

ويبدو‭ ‬أن‭ ‬حملة‭ ‬‮«‬جهّز‭ ‬كوفيتك‭ ‬وتعال‭ ‬شجّع‮»‬‭ ‬التي‭ ‬أطلقت‭ ‬عبر‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬إيصال‭ ‬‮«‬رسالة‭ ‬تضامن‭ ‬مع‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬إلى‭ ‬العالم‮»‬،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬الحضور‭ ‬الجماهيري‭ ‬لم‭ ‬يكُن‭ ‬بالحجم‭ ‬المرتقب‭ ‬لمؤازرة‭ ‬المنتخب‭ ‬الفلسطيني‭.‬

لكن‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬حاضراً‭ ‬في‭ ‬الملعب‭ ‬آثر‭ ‬على‭ ‬إظهار‭ ‬دعمه‭ ‬للفلسطينيين،‭ ‬برفع‭ ‬الأعلام‭ ‬ولافتات‭ ‬عليها‭ ‬صورة‭ ‬المفتاح‭ ‬الذي‭ ‬يرمز‭ ‬إلى‭ ‬حق‭ ‬العودة،‭ ‬وأخرى‭ ‬كتب‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬غزّة‭ ‬حرّة‮»‬‭.‬

ويقول‭ ‬الكويتي‭ ‬أحمد‭ ‬العنزي‭ (‬36‭ ‬عاماً‭) ‬الذي‭ ‬تلحّف‭ ‬بالعلم‭ ‬الفلسطيني‭ ‬واعتمر‭ ‬الكوفية‭ ‬قبيل‭ ‬انطلاقة‭ ‬المباراة‭ ‬‮«‬الكويت‭ ‬وفلسطين‭ ‬واحد‭. ‬نحن‭ ‬اليوم‭ ‬ضيوف‭ ‬على‭ ‬فلسطين‭ ‬في‭ ‬أرضهم‭. ‬جئت‭ ‬اليوم‭ ‬وأسرتي‭ ‬بكاملها‭ ‬لتقديم‭ ‬الدعم‭ ‬إلى‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وترسيخ‭ ‬القضية‭ ‬العربية‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬أبنائي‮»‬‭.‬

 

وتؤكد‭ ‬ربّة‭ ‬المنزل‭ ‬الكويتية‭ ‬أنفال‭ ‬العازمي‭ (‬45‭ ‬سنة‭) ‬أن‭ ‬‮«‬فلسطين‭ ‬في‭ ‬قلوبنا‭. ‬حضرنا‭ ‬إلى‭ ‬الملعب‭ ‬كباراً‭ ‬وصغاراً‭ ‬دعماً‭ ‬لها‮»‬‭.‬

وحظي‭ ‬منتخب‭ ‬فلسطين‭ ‬بحفاوة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬منذ‭ ‬وصوله‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة‭ ‬الماضي‭. ‬وقال‭ ‬رئيس‭ ‬الاتحاد‭ ‬المحلي‭ ‬للعبة‭ ‬عبدالله‭ ‬الشاهين‭ ‬بعد‭ ‬استقبال‭ ‬نظيره‭ ‬الفلسطيني‭ ‬جبريل‭ ‬الرجوب‭ ‬الأحد‭ ‬‮«‬تنفيذاً‭ ‬لتوجيهات‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية،‭ ‬نحتضن‭ ‬مباراة‭ ‬فلسطين‭ ‬الغالية‭ ‬علينا‭ ‬في‭ ‬أرضكم،‭ ‬في‭ ‬أرض‭ ‬الصداقة‭ ‬والسلام‮»‬‭.‬

وقال‭ ‬الرجوب‭ ‬في‭ ‬مقطع‭ ‬فيديو‭ ‬نشره‭ ‬الاتحاد‭ ‬الكويتي‭ ‬‮«‬نشكرك‭ ‬ونشكر‭ ‬بلدك‭ ‬ودولتك‭ ‬والأسرة‭ ‬الحاكمة‭ ‬والأمير‭ ‬وولي‭ ‬العهد‭ ‬الذين‭ ‬لهم‭ ‬أفضال‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬فلسطين‭. ‬الكويت‭ ‬لها‭ ‬مكانة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬الفلسطينيين‮»‬‭.‬

‭- ‬‮«‬جئنا‭ ‬لإيصال‭ ‬رسالة‮»‬‭ -‬

وبعد‭ ‬رفض‭ ‬الاتحاد‭ ‬الآسيوي‭ ‬استضافة‭ ‬الجزائر‭ ‬مباريات‭ ‬فلسطين‭ ‬لعدم‭ ‬انضوائها‭ ‬في‭ ‬قارة‭ ‬آسيا،‭ ‬حرص‭ ‬المسؤولون‭ ‬الكويتيون‭ ‬على‭ ‬استضافة‭ ‬المواجهة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬مقررة‭ ‬أساساً‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬المحتلة‭.‬

في‭ ‬الملعب،‭ ‬ويقول‭ ‬الفلسطيني‭ ‬حامل‭ ‬الجواز‭ ‬الأردني‭ ‬نهاد‭ ‬أحمد‭ (‬58‭ ‬عاماً‭) ‬الموظف‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬الإسعاف‭ ‬لدى‭ ‬المستشفى‭ ‬الأميري‭ ‬‮«‬جئت‭ ‬لتشجيع‭ ‬شباب‭ ‬المنتخب‭ ‬تحديداً‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬بسبب‭ ‬وجود‭ ‬أهاليهم‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬والضفة‭. ‬نحن‭ ‬عاجزون‭ ‬عن‭ ‬شكر‭ ‬الكويت‭ ‬على‭ ‬الاستضافة‭. ‬وهذه‭ ‬ليست‭ ‬بغريبة‭ ‬عنها‮»‬‭.‬

أما‭ ‬المهندس‭ ‬المدني‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وائل‭ ‬يوسف‭ ‬لبّد‭ (‬40‭ ‬عاماً‭) ‬وهو‭ ‬من‭ ‬عسقلان،‭ ‬فيقول‭ ‬‮«‬نحن‭ ‬لا‭ ‬تهمنا‭ ‬المباراة‭. ‬جئنا‭ ‬لإيصال‭ ‬رسالة‭. ‬نحن‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬موجودون‭ ‬دائماً‭ ‬بالكوفية‭ ‬والعلم‮»‬‭.‬

واكتسبت‭ ‬المباراة‭ ‬أهمية‭ ‬مضاعفة‭ ‬كونها‭ ‬الأولى‭ ‬المُعتبرة‭ ‬بضيافة‭ ‬فلسطين‭ ‬في‭ ‬التصفيات‭ ‬بعدما‭ ‬حل‭ ‬‮«‬الفدائي‮»‬‭ ‬المصنف‭ ‬96‭ ‬عالمياً‭ ‬ضيفاً‭ ‬في‭ ‬الجولة‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬لبنان‭ (‬صفر‭- ‬صفر‭) ‬في‭ ‬الشارقة‭ ‬الإماراتية‭ ‬التي‭ ‬اختارها‭ ‬‮«‬منتخب‭ ‬الأرز‮»‬‭ ‬ملعباً‭ ‬له‭ ‬جراء‭ ‬عقوبة‭ ‬فرضتها‭ ‬لجنة‭ ‬الانضباط‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬عليه‭ ‬وقضت‭ ‬بحرمانه‭ ‬من‭ ‬جماهيره‭ ‬لمباراة‭ ‬واحدة،‭ ‬بسبب‭ ‬الشغب‭ ‬في‭ ‬اللقاء‭ ‬أمام‭ ‬سوريا‭ ‬ضمن‭ ‬تصفيات‭ ‬مونديال‭ ‬2022‭.‬

 

‮«‬كرمى‭ ‬لعيون‭ ‬فلسطين‮»‬‭ ‬

من‭ ‬جانبها،‭ ‬تغلبت‭ ‬أستراليا‭ ‬المصنفة‭ ‬27‭ ‬عالميا‭ ‬والتي‭ ‬بلغت‭ ‬دور‭ ‬الـ‭ ‬16‭ ‬في‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬قطر،‭ ‬على‭ ‬بنغلادش‭ ‬بسباعية‭ ‬نظيفة‭.‬

ولوحظ‭ ‬الحضور‭ ‬العربي‭ ‬الكبير‭ ‬للمباراة‭. ‬ويقول‭ ‬المصري‭ ‬أحمد‭ ‬السيد‭ (‬32‭ ‬عاماً‭) ‬المقيم‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬حاضراً‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أصدقائه‭ ‬مرتدياً‭ ‬الكوفية‭ ‬وحاملاً‭ ‬علم‭ ‬فلسطين‭ ‬‮«‬جئت‭ ‬كرمى‭ ‬لعيون‭ ‬فلسطين‮»‬،‭ ‬مشيرا‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬الدعم‭ ‬جيد‭ ‬‮«‬ولو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أمور‭ ‬صغيرة‮»‬‭.‬

ويؤكد‭ ‬مواطنه‭ ‬محمد‭ ‬جلال‭ ‬معوض‭ (‬34‭ ‬عاماً‭) ‬الموظف‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬‮«‬جئنا‭ ‬لتشجيع‭ ‬منتخب‭ ‬فلسطين‭ ‬ولنقول‭ (...) ‬فلسطين‭ ‬ومصر‭ ‬يد‭ ‬واحدة‮»‬‭.‬

ووجّه‭ ‬الشاب‭ ‬السوري‭ ‬الجامعي‭ ‬يحيى‭ ‬شاهر‭ (‬18‭ ‬سنة‭)‬،‭ ‬‮«‬رسالة‭ ‬إلى‭ ‬سكان‭ ‬القطاع‭: ‬الله‭ ‬يرحم‭ ‬الشهداء‭ ‬وينصر‭ ‬أهلنا‮»‬‭.‬

ويتطلع‭ ‬‮«‬الفدائي‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬الأفضل،‭ ‬رغم‭ ‬غياب‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬لاعبي‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يتمكنوا‭ ‬من‭ ‬الالتحاق‭ ‬بالمنتخب‭ ‬مثل‭ ‬خالد‭ ‬النبريص‭ ‬وأحمد‭ ‬الكايد‭ ‬وإبراهيم‭ ‬أبو‭ ‬عمير‭.‬

ومنذ‭ ‬بداية‭ ‬الأزمة‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬توقّف‭ ‬النشاط‭ ‬الرياضي‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬فانتقل‭ ‬المنتخب‭ ‬إلى‭ ‬الأردن‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬لياقة‭ ‬المباريات‭ ‬قبل‭ ‬انطلاق‭ ‬التصفيات،‭ ‬واعتذر‭ ‬عن‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬بطولة‭ ‬ماليزيا‭ ‬الودية‭ ‬في‭ ‬تشرين‭ ‬الأول‭/‬أكتوبر‭ ‬الماضي‭.‬

وعزم‭ ‬منتخب‭ ‬أستراليا‭ ‬التبرّع‭ ‬بجزء‭ ‬من‭ ‬عائدات‭ ‬المباراة‭ ‬لصالح‭ ‬الجهود‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬إذ‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬يقدم‭ ‬مبلغاً‭ ‬من‭ ‬خمسة‭ ‬أرقام‭ ‬عبر‭ ‬صندوق‭ ‬لاعبي‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬الأستراليين‭ ‬المحترفين‭ ‬إلى‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬أوكسفام‮»‬،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬سيخصص‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأسترالي‭ ‬للعبة‭ ‬مبلغاً‭ ‬مماثلاً‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا