الرياض – (أ ف ب): حافظ قطبا الرياض، الهلال والنصر، على «ستاتيكو الحرب الباردة» في صراعهما على صدارة الدوري السعودي لكرة القدم، فأبقى «الزعيم» على فارق النقاط الأربع عن ملاحقه «العالمي» لما بعد فترة التوقف الدولي، تمهيداً للدربي الساخن المرتقب بينهما مطلع الشهر المقبل.
وكما يُلاحق النصر غريمه العاصمي في الترتيب، يزاحم الصربي ألكسندر ميتروفيتش (10 أهداف)، النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو (13 هدفاً) على صدارة الهدافين، في صراع من نوع آخر، في جولة شهدت عودة قوية للنجم الفرنسي كريم بنزيمة بـ«هاتريك»، أنعش طموحات الاتحاد.
«ميترو .. لا يرحم»
مجدداً، امتلك الهداف الصربي ألكسندر ميتروفيتش، مفتاح الحل للهلال، فلم يخيب آمال الجماهير «المذهلة» على حد تعبيره، التي احتشدت بما يناهز الـ 28 ألف متفرج في ملعب الملك فهد الدولي، معوِضاً صبرها لأكثر من ثمانين دقيقة، برأسية هزت شباك التعاون «العنيد»، الذي لم يسعفه تحفظه في الخلف من تلقي هدف ثان، عبر ضربة حرة رائعة نفذها بإتقان الدولي محمد كنو.
يؤكد نجم فولهام الإنجليزي سابقاَ، الذي بلغ هدفه العاشر، أن الفوز على التعاون كان مهماً لفريقه، «خضنا كثيراً من المباريات في الأسابيع الأخيرة، وكان من المهم تحقيق الفوز قبل فترة التوقف الدولي».
وكما تُظهر النتائج المحلية والقارية، لم يتأثر «الزعيم» بإصابة أبرز لاعبيه، الساحر البرازيلي نيمار جونيور، الغائب منذ 18 أكتوبر وحتى نهاية الموسم، إذ لم يستحوذ تألق النجم الصربي، على قلوب جماهير الهلال فحسب، بل على اهتمام مدربه البرتغالي جورجي جيزوس الذي وصف «ميترو» بأنه «لا يرحم»
يقول جيزوس، الذي تم اختياره أفضل مدرب عن شهر أكتوبر، إن «ميتروفيتش لاعب عظيم في إنهاء الهجمات. هو لا يرحم، يُنهي الهجمات، ولديه خصائصه الخاصة». وفيما أكدت صحيفة الرياضية المحلية أن إدارة نادي الهلال استقرت على تعليق قيد نيمار، في فترة التسجيل الشتوية، واستبداله بلاعب في مركز الظهير الأيسر، لفت جيزوس بعد المباراة إلى أنه لم يفكر (حتى الآن)، بالتعاقد مع ظهير أيسر في يناير، «ما زال لدينا وقت لدراسة حاجة الفريق للتعاقد مع بديل نيمار».
تحت أنظار مدرب الأخضر، الإيطالي روبرتو مانشيني ومساعده العاجي يايا توريه، واصل «سكري القصيم» الصيام عن الفوز للمباراة الرابعة توالياً متكبداً الخسارة بعد 3 تعادلات، وهو الأمر الذي عزاه مدربه البرازيلي بيركليس شاموسكا إلى «الغيابات بداعي بعض الإصابات، وتراكم البطاقات».
«رونالدو يسجل بعد الراحة»
لكن الهلال، لم يهنأ بفارق النقاط السبع عن النصر، أكثر من 24 ساعة، إذ ضرب «العالمي»، في ملعب مدينة الملك عبدالعزيز الرياضية بالشرائع، موعداً مع فوز جديد عنّونه رونالدو، بعدما اختتم ثلاثية فريقه في مرمى الوحدة.
وفيما كشفت تقارير إعلامية أن «فارس الجنوب» تقدم باحتجاج حول نظامية مشاركة لاعب النصر البرازيلي أندرسون تاليسكا في المباراة، كونه موقوفاً عن اللعب مباراتين بعد حصوله على البطاقة الحمراء أمام الاتفاق ضمن منافسات كأس الملك، رفض المدرب كاسترو في المؤتمر الصحفي التعليق على هذا الأمر.
وقررت لجنة الانضباط والأخلاق التابعة للاتحاد السعودي إيقافه مباراة للإيقاف التلقائي بموجب البطاقة الحمراء المباشرة التي حصل عليها بكأس الملك.
وبحسب صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، فإن تنفيذ عقوبة البطاقة الحمراء المباشرة في مسابقة كأس الملك يأتي وفقاً للفقرة 3 من المادة 17، وتنفيذ عقوبة الإيقاف في الدوري، وفقاً للفقرة 6 من المادة 18.
بعد غيابه عن مباراة فريقه أمام الدحيل القطري الأسبوع الماضي في الدوحة ضمن دوري أبطال آسيا، «عاد كريستيانو بعد الراحة التي طلبها من مدربه ومواطنه لويس كاسترو، بالطريقة الوحيدة التي يعرفها، وهي تسجيل الأهداف»، كما قالت صحيفة آس الإسبانية.
عودة كريم.. ولوبيتيغي في المشهد
في جدة، وبما يشبه الرد «الفني» على مدربه المُقال نونو إشبيرتو سانتو، أفرغ النجم الفرنسي كريم بنزيمة ما في جعبته تهديفاً وتمريراً، فاستعاد بوصلته التهديفية، وأعاد التوازن من جديد إلى فريقه الاتحاد بـ«هاتريك»، زيّنه بـ«كعب ساحر» منحت «العميد» فوزه الأول منذ 21 سبتمبر.
بعد ثلاثيته الأولى في الدوري، تجاوز كريم فترة سانتو، معتبرا أنها «من الماضي»، «كنا بحاجة لهذا الانتصار بعد خمس جولات من دون فوز، لذلك ستدعمنا هذه النتيجة في الفترة المقبلة وترفع معنوياتنا». وكانت الأيام التي سبقت إقالة سانتو وتعيين المحلي حسن خليفة مدرباً، «حُبلى» بالتطورات في القلعة الاتحادية، عقب خسارة الفريق المفاجئة من القوة الجوية العراقي في دوري أبطال آسيا، إذ كشفت تقارير إعلامية عن نقاش حاد بين أفضل لاعب في العالم العام الماضي، ومدربه داخل غرفة تبديل الملابس.
وفيما كشفت صحيفة «آس» الإسبانية، وصحف سعودية محلية، عن اقتراب الاتحاد من التعاقد مع المدرب الإسباني جولين لوبيتيغي، اعتبرت «آس» أن «إقالة سانتو تُناسب كريم بنزيمة جيدًا».
وقالت «بدا القائد أكثر مرونة في الهجوم، ووضع الفريق على ظهره بتسجيله ثلاثية وتمريرة حاسمة تشبه «الروليت».
وجاء تدشين «نمور جدة» لهذه العودة القوية على حساب أبها، قبل شهر تماماً، من انطلاق بطولة كأس العالم للأندية، التي يحتضنها الاتحاد في جدة، بصفته بطلاً للدوري العام الماضي.
«هذا مخجل»!
وعلى الرغم من اكتفائه بتعادل مخيب أمام ضمك، استغل أهلي جدة خسارة التعاون، فتقدم إلى المركز الثالث، لكن ذلك لم يقِ مدربه الألماني ماتياس ياسله من الانتقادات الجماهيرية الحادة، ولا من ملاحظات الإدارة التي ستناقش معه نهجه الفني، مع منحه الثقة لقيادة المباراة المقبلة أمام الشباب، بحسب ما كشفت صحيفة الرياضية المحلية.
لم يتردد النجم الجزائري رياض محرز (32 عاماً) في التعبير عن استيائه من إهدار فريقه الفوز في مباراة وصفها «سهلة» أمام ضمك، «بدأنا بشكل جيد وتحكمنا في مباراة سهلة، وبعدها أعطيناهم الفرصة للعودة في الشوط الثاني، وهذا مخجل»!
وأضاف نجم مانشستر سيتي سابقا الذي ساهم في 12 هدفاً لفريقه بالدوري «كنا نستحق الفوز 3-0 أو 4-0، لكننا تراخينا قليلاً في الشوط الثاني وسمحنا لهم بالتعادل. من الصعب تقبل ذلك. إنه أمر محبط».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك