غزة - (د ب أ): قال مرصد حقوقي، أمس الاثنين، إن إسرائيل لا توفر أي ممرات آمنة في قطاع غزة وتنكل بالفلسطينيين النازحين وتستخدمهم دروعا بشرية. وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، في بيان صحفي أمس تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) نسخة منه، إن هجمات إسرائيل الليلة قبل الماضية والتي تعدّ غير مسبوقة منذ بدء حربها على قطاع غزة في السابع من الشهر الماضي، خلفت أكثر من 1500 قتيل وجريح وتدمير مئات الوحدات السكنية فوق رؤوس قاطنيها.
وتلقى فريق المرصد شهادات صادمة من سكان مدينة غزة بشأن الهجمات الدموية ولا سيما في منطقة (الفوايدة حارة الريس) في غزة والتي تم الإبلاغ عن قتل العشرات من سكانها جراء القصف المكثف لعدة ساعات متواصلة. كما تلقى شهادات مماثلة من سكان مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة بتعرضهم لسلسلة من عشرات الغارات الإسرائيلية أدت إلى تدمير مربعات سكنية بكاملها ودفن العشرات من المدنيين تحت الأنقاض بعد قصف منازلهم.
وقالت الشهادات إن التقديرات تشير إلى أن المئات من الضحايا لا يزالون تحت أنقاض ركام المنازل المدمرة، فيما شوهدت جثث وأشلاء متقطعة في الشوارع مع حلول ساعات صباح الأمس. وتزامن ذلك مع شلل كامل أصاب عمل فرق طواقم الإنقاذ من سيارات الإسعاف والدفاع المدني الليلة قبل الماضية بفعل انقطاع خدمات الاتصالات والانترنت لأكثر من 15 ساعة متواصلة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف أكثر من 450 هدفا خلال ساعات الليلة قبل الماضية، مواصلا التحريض على المستشفيات بزعم أنها تستخدم لأغراض عسكرية من دون أن يقدم دليلا واحدا على ذلك. وقال المرصد الأورومتوسطي إن غارات إسرائيل الليلة قبل الماضية استهدفت بشكل عنيف وغير مسبوق محيط عدد كبير من المستشفيات في مدينة غزة وشمالها بما في ذلك مجمع الشفاء الطبي، ومستشفيات الإندونيسي، والعيون، والقدس، والطب النفسي الوحيد في القطاع.
ومنذ بدء حرب إسرائيل، توقف 16 مستشفى من أصل 35 مستشفى مزودة بقدرات استيعابية للمرضى الداخليين عن العمل، وأغلق 51 (أكثر من 75%) من جميع مرافق الرعاية الأولية في جميع أنحاء غزة أبوابها بسبب الأضرار الناجمة عن الغارات الإسرائيلية أو نقص الوقود. ومنذ ثلاثة أيام تم الإعلان أن مولدات الكهرباء الرئيسية في مجمع الشفاء في مدينة غزة والمستشفى الإندونيسي في شمال القطاع، توقفت عن العمل بسبب نقص الوقود، ويقوم المستشفيان بتشغيل مولدات ثانوية أصغر حجمًا، توفر فقط بضع ساعات من الكهرباء يوميًا للخدمات الأكثر أهمية.
ووثق المرصد الحقوقي عمليات تنكيل يتعرض لها نازحون فلسطينيون لدى محاولتهم التوجه نحو جنوب منطقة وادي غزة من قوات الجيش الإسرائيلي التي تطوق مدينة غزة بالكامل وتقسم القطاع. وأفادت شهادات لنازحين لفريق الأورمتوسطي بتجريدهم بأوامر من القوات الإسرائيلية من ملابسهم بالكامل واحتجاز بعضهم كدروع بشرية فضلا عن إجبارهم على عبور منطقة جنوب وادي غزة مشيا على الأقدام تحت دوي الانفجارات والغارات وإطلاق القذائف.
ويتم ذلك في ظل تقديرات بوجود أكثر من 1,5 مليون نازح في قطاع غزة نحو نصفهم يقيمون في 149 منشأة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وسط اكتظاظ شديد وظروف غير إنسانية وانعدام للاحتياجات المعيشية. ويبحث الآلاف من النازحين داخليا عن الأمان من خلال النوم في الشوارع بالقرب من مباني الأمم المتحدة وفي ساحات المستشفيات في وقت ينعدم فيه وجود أي ملجأ آمن وتستمر الغارات على كافة أنحاء قطاع غزة بلا هوادة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك