العدد : ١٦٩٨٢ - الجمعة ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٧ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٢ - الجمعة ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٧ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

المال و الاقتصاد

التحول الاقتصادي والتكنولوجي - مقتطفات من FII الرياض

{ م. إسماعيل الصراف.

الخميس ٠٢ نوفمبر ٢٠٢٣ - 02:00

في‭ ‬مناخ‭ ‬يتسم‭ ‬بالتقلبات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والحماسة‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬عرضت‭ ‬قمة‭ ‬‮«‬مبادرة‭ ‬مستقبل‭ ‬الاستثمار‮»‬‭ ‬في‭ ‬الرياض‭ ‬كوكبة‭ ‬من‭ ‬المبادئ‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تحصين‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭. ‬وتقدم‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الاجتماعات‭ ‬الدولية‭ ‬رؤى‭ ‬لا‭ ‬تقدر‭ ‬بثمن‭ ‬حول‭ ‬الاتجاه‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الذي‭ ‬ينبغي‭ ‬للدول‭ ‬والشركات‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭ ‬أن‭ ‬تتبناه‭. ‬بالنسبة‭ ‬لدول‭ ‬مثل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬فإن‭ ‬المراقبة‭ ‬الدقيقة‭ ‬للمواضيع‭ ‬الشاملة‭ ‬ودمجها‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الوطنية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مسعى‭ ‬تحويليًا‭.‬

وكانت‭ ‬إحدى‭ ‬النقاط‭ ‬المحورية‭ ‬في‭ ‬القمة‭ ‬هي‭ ‬الدور‭ ‬المتزايد‭ ‬الذي‭ ‬تلعبه‭ ‬‮«‬القوى‭ ‬المتوسطة‮»‬‭ ‬الناشئة‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الدولي‭. ‬وإدراكًا‭ ‬للتحديات‭ ‬التي‭ ‬تفرضها‭ ‬الرياح‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المعاكسة‭ ‬والضرورات‭ ‬المناخية،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬فريد‭ ‬يؤهلها‭ ‬لتكون‭ ‬محفزًا‭ ‬للتغيير‭ ‬المحلي‭ ‬والدولي‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬تشجيع‭ ‬التجارة‭ ‬الإقليمية‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬المتعددة‭ ‬الأطراف،‭ ‬تستطيع‭ ‬القوى‭ ‬المتوسطة‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬نقطة‭ ‬ارتكاز‭ ‬للاستقرار،‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬توليد‭ ‬اقتصاد‭ ‬عالمي‭ ‬أكثر‭ ‬مرونة‭ ‬وقدرة‭ ‬على‭ ‬الصمود‭. ‬وينبغي‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬مع‭ ‬خدماتها‭ ‬المالية‭ ‬المتنامية‭ ‬وصناعة‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬المزدهرة،‭ ‬أن‭ ‬تغتنم‭ ‬هذه‭ ‬العباءة،‭ ‬وتعمل‭ ‬كوسيط‭ ‬ومبتكر‭ ‬داخل‭ ‬الخليج‭ ‬وخارجه‭.‬

وكان‭ ‬الموضوع‭ ‬البارز‭ ‬الآخر‭ ‬هو‭ ‬التقاطع‭ ‬بين‭ ‬التمويل‭ ‬والاستدامة،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬الصدمات‭ ‬الخارجية‭ ‬المتكررة‭ ‬مثل‭ ‬الأوبئة‭ ‬والأزمات‭ ‬الجيوسياسية‭. ‬إن‭ ‬فكرة‭ ‬إمكانية‭ ‬تعزيز‭ ‬القوة‭ ‬المالية‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التوترات‭ ‬المتزايدة‭ ‬توفر‭ ‬منظورًا‭ ‬تحليليًا‭ ‬يمكن‭ ‬للمملكة‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬إعادة‭ ‬تقييم‭ ‬هيكلها‭ ‬الاقتصادية‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬تحصين‭ ‬صناديق‭ ‬الثروة‭ ‬السيادية‭ ‬وتنويع‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬الصناعات‭ ‬المستدامة،‭ ‬لم‭ ‬تتمكن‭ ‬المملكة‭ ‬من‭ ‬تحمل‭ ‬الصدمات‭ ‬الخارجية‭ ‬فحسب،‭ ‬تسهم‭ ‬أيضاً‭ ‬في‭ ‬مرونة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬بسبب‭ ‬قوة‭ ‬اقتصادها‭.‬

وتطرقت‭ ‬القمة‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬حوكمة‭ ‬وتطبيق‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ (‬AI‭)‬،‭ ‬وتحديدًا‭ ‬تداعياته‭ ‬على‭ ‬قطاعات‭ ‬مثل‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬والتمويل‭ ‬والإدارة‭ ‬البيئية‭. ‬بالنسبة‭ ‬للبحرين،‭ ‬فإن‭ ‬التوجه‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬نحو‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحقق‭ ‬فوائد‭ ‬متعددة‭ ‬الأوجه‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬إنشاء‭ ‬إطار‭ ‬تنظيمي‭ ‬يشجع‭ ‬التطوير‭ ‬المسؤول‭ ‬للذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬يمكن‭ ‬للبحرين‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬نفسها‭ ‬كمركز‭ ‬إقليمي‭ ‬للتكنولوجيا،‭ ‬مما‭ ‬يجذب‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬والمواهب‭.  ‬

باختصار،‭ ‬إن‭ ‬المواضيع‭ ‬المنبثقة‭ ‬عن‭ ‬قمة‭ (‬مبادرة‭ ‬مستقبل‭ ‬الاستثمار‭) ‬ليست‭ ‬ذات‭ ‬صلة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬لها‭ ‬صدى‭ ‬خاص‭ ‬بالنسبة‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭. ‬إن‭ ‬تبني‭ ‬نهج‭ ‬متعدد‭ ‬الجوانب‭ ‬يدمج‭ ‬المرونة‭ ‬المالية،‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬والتقدم‭ ‬التكنولوجي،‭ ‬والرفاهية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يمهد‭ ‬الطريق‭ ‬لارتقاء‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬العالمية‭.‬

بقلم‭ ‬رجل‭ ‬الأعمال‭ ‬م‭. ‬إسماعيل‭ ‬الصراف

عضو‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬جمعية‭ ‬الإداريين‭ ‬البحرينية

عضو‭ ‬بمعهد‭ ‬المهندسين‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬البريطانية‭ (‬MIET‭)‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا