بيروت – (أ ف ب): تشهد المنطقة الحدودية في جنوب لبنان منذ أسبوع تصعيداً عسكرياً بين حزب الله وفصائل فلسطينية من جهة وإسرائيل من جثة ثانية، ما يثير خشية من توسع نطاق الحرب في قطاع غزة وفتح جبهة جديدة. وأمر الجيش الإسرائيلي أمس الأحد بالإجلاء الفوري لمدنيين وإغلاق منطقة بطول أربعة كيلومترات من الحدود الشمالية مع لبنان، فيما أعلن حزب الله استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية على الجانب الآخر من الحدود.
وقال الحزب في بيان إنه هاجم «ثكنة حانيتا الصهيونية بالصواريخ الموجّهة ما أدى إلى إصابة دبابتين من نوع ميركافا وناقلة جند مجنزرة وسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف جيش العدو». كذلك، تبنّت حركة حماس أمس الأحد عمليتي تسلل نفذتهما يوم الجمعة والسبت انطلاقاً من جنوب لبنان.
وأسفر التصعيد منذ أسبوع عن مقتل أكثر من عشرة أشخاص غالبيتهم مقاتلون وبينهم ثلاثة مدنيين ضمنهم مصور وكالة رويترز في لبنان، فيما قتل شخصان على الاقل في إسرائيل. وبدأ التوتر في لبنان غداة بدء حركة حماس هجوماً غير مسبوق ضد إسرائيل التي ترد بقصف عنيف يستهدف قطاع غزة. ومنذ بدء هجوم حماس في السابع من أكتوبر، قتل أكثر من 1400 شخص في اسرائيل بحسب اخر حصيلة ادلت بها السلطات أمس الاحد.
وفي قطاع غزة، قتل أكثر من 2300 شخص بينهم أكثر من 700 طفل في قطاع غزة وجرح أكثر من 9000، وفق آخر حصيلة ادلت بها وزارة الصحة التابعة لحماس. وقال الباحث في مجموعة الأزمات الدولية هايكو ويمن «إن الطرفين حتى الآن يبدوان ملتزمين بقواعد اللعبة» في إشارة إلى «تفاهمات غير معلنة حول الخطوط الحمر التي يجب عدم تجاوزها تجنباً للتصعيد». ورغم ذلك، حذر من تصعيد «دام قد يحصل في أي لحظة».
وفي الأيام القليلة الماضية أعلن حزب الله مرات عدة قصف مواقع إسرائيلية قرب الحدود. وتوسع نطاق القصف أمس الأحد ليطول منطقة شتولا داخل إسرائيل، ما يعتبر «رفعاً لدرجة التصعيد»، وفق ما كتب ويمن على موقع اكس.
ورغم أن التصعيد لا يزال محدوداً، وفق قوله، لكن «النظر في التفاصيل مهم للغاية». ورجح محللون أن يصعد حزب الله بشكل أكبر تدخله في حال شنت إسرائيل هجوماً برياً في قطاع غزة. وعلى وقع استعدادات القوات الإسرائيلية أمس الأحد لعملية برية وشيكة على قطاع غزة، حذرت إيران حليفة حماس وحزب الله، أمس الاحد من أن «لا أحد» يمكنه «ضمان السيطرة على الوضع»، وذلك على لسان وزير خارجيتها حسين أمير عبداللهيان.
من جهته، قال مستشار الامن القومي للبيت الابيض جايك ساليفان أمس الاحد: «هناك خطر قائم أن يشهد النزاع تصعيدا، بفتح جبهة ثانية في الشمال، وبالطبع بتدخل إيران». وشدّد ساليفان على أن الولايات المتحدة «لا يمكنها استبعاد فرضية أن تتخذ إيران قرارا بالتدخل مباشرة في شكل او في آخر».
وحشدت إسرائيل قواتها ودباباتها على طول حدودها الشمالية، على مقربة من أماكن تركّز انتشار حزب الله في جنوب لبنان. وخلال تظاهرة تضامنية مع الفلسطينيين في غزة، أعلن نائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم يوم الجمعة جهوزية حزبه «متى يحين وقت أي عمل» للتحرك ضد إسرائيل. وحضّت قوى غربية عدة على ضبط النفس وحذّرت من توسع النزاع في حال فتح جبهات أخرى مع إسرائيل، وخصوصاً من جنوب لبنان.
ودعت فرنسا يوم السبت حزب الله إلى عدم الانخراط في النزاع بين اسرائيل وحماس، معربة عن قلقها حيال الوضع المتوتر على الحدود بين لبنان وإسرائيل. وكان الرئيس الأمريكي قد قال يوم الأربعاء: «لقد وجّهت رسالة واضحة للإيرانيين مفادها: احذروا». وخاض حزب الله وإسرائيل حرباً مدمّرة صيف 2006، خلّفت أكثر من 1200 قتيل في الجانب اللبناني معظمهم من المدنيين، و160 قتيلا في الجانب الإسرائيلي معظمهم من العسكريين. وتسبّبت الحرب التي استمرت 34 يوماً بنزوح نحو مليون لبناني من بلداتهم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك