دبي (أ ف ب): مارس الإماراتيون رياضتهم المفضّلة الجوجيتسو على الأرض، فأصبحوا الأفضل على الساحة القارية والأكثر تتويجاً بذهبياتها في آسياد هانغجو الحالي، وروّجوا لها في الفضاء بعد رعاية حكومية بدأت منذ 17 عاماً.
نشر سلطان النيادي، صاحب أطول مهمّة لرائد فضاء عربي في محطة الفضاء الدولية، مقطع فيديو في مايو الماضي وهو يمارس حركات الجوجيتسو التي يتقنها.
عبّر عن حبّه لهذه الرياضة «الانضباط والقدرة على التكيّف التي اكتسبتها من الجوجيتسو لا تُقدّر بثمن بالنسبة لي، حتى في الجاذبية الصغرى فإن الحركات والأوضاع التي تعلّمتها على الأرض تخدمني جيداً هنا».
أحرزت الإمارات على مرّ مشاركتها في الألعاب الآسيوية 59 ميدالية، بينها 19 في الجوجيتسو في نسختين فقط، منذ اعتمادها في آسياد جاكرتا 2018.
تستضيف أبوظبي مقرّي الاتحادين الدولي والآسيوي، كما أن رابطة أبوظبي للمحترفين تنظّم 120 بطولة حول العالم.
أصبح لاعبو الإمارات ضيوفاً دائمين على منصات التتويج في المنافسات العالمية، رغم حداثة اللعبة في الدولة الخليجية التي أُشهر اتحادها في 2012، فحسموا أربع ذهبيات من أصل ثماني في هانغجو. والجوجيتسو التي تعني باليابانية «فن الليونة» رياضة ابتكرها مقاتلو الساموراي بعدما فُرض عليهم تسليم أسلحتهم، ما جعلهم يفكرون في طريقة جديدة للدفاع عن النفس.
«الأب الروحي»
عرفت الإمارات الجوجيتسو عام 1997 عبر الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائب حاكم أبوظبي، حيث مارسها خلال دراسته في الولايات المتحدة الأمريكية وحمل الحزام الأسود فيها، ثم أنشأ لاحقاً نادي أبوظبي للقتال، لذلك يطلق عليه لقب «الأب الروحي للجوجيتسو».
تبنّى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات، اللعبة في 2008 حين كان وقتها ولياً لعهد أبوظبي. وبعد عام أطلق النسخة الأولى من بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو التي وصلت إلى نسختها الخامسة عشرة وتُعدّ الأضخم دولياً بمشاركة سنوية لنحو 5 آلاف لاعب ولاعبة.
يكشف رجل الأعمال الكندي من أصل فلسطيني فؤاد درويش مدير عام «بالمز الرياضية»، أكبر شركة لتدريب رياضة الجوجيتسو في العالم، في حديث لوكالة فرانس برس «لاحظ الشيخ محمد بن زايد التغييرات الإيجابية الكبيرة التي أضفتها ممارسة اللعبة على شخصية أحد أبنائه خلال فترة وجيزة».
أضاف «جاء التوجّه العام لإدخال ممارسة هذه الرياضة في مجموعة محدودة من المدارس الحكومية على مستوى إمارة أبوظبي».
17 مليون دولار
تابع «ما لبثت الجوجيتسو أن انتشرت بسرعة هائلة وتزايدت شعبيتها في غضون سنوات نظراً للتغيرات الجوهرية على سلوك ممارسيها ومستوياتهم الصحية والبدنية وعاداتهم الاجتماعية والأسرية».
اتسعت رقعة المشاركة لتشمل القوات المسلحة والمدارس الحكومية والخاصة، فضلاً عن الأندية والأكاديميات، فجددّت «بالمز» في أغسطس الماضي عقد خدمات التدريب مع جهات حكومية في أبوظبي مدة أربع سنوات، مقابل 62.8 مليون درهم (نحو 17 مليون دولار).
وتحدّث محمد المرزوقي مدير إدارة التسويق والاتصال المؤسسي في اتحاد الإمارات للجوجيتسو عن «عشرات الأكاديميات الموجودة في كل الإمارات لرفد الرياضة باللاعبين المميزين، وذلك بدعم من القطاع الخاص».
قال المرزوقي «الجوجيتسو نجحت وأصبحت الرياضة الوطنية الأولى في الإمارات، وهذا ما يمكن ملاحظته من خلال الاهتمام الحكومي وحرص العائلات على ممارسة أولادهم للعبة».
200 ألف ممارس
عندما تحرز الإمارات 19 ميدالية في نسختين من دورة الألعاب الآسيوية، وتنال لقبي آخر نسختين من بطولة العالم في منغوليا وكازاخستان، فضلا عن حصد بطولة آسيا في تايلاند مطلع العام الجاري، فان ذلك نتاج طبيعي لعمل إداري وفني.
يؤكد درويش أن عدد الممارسين للجوجيتسو في الإمارات يفوق أي رياضة أخرى «برنامج الجوجيتسو المدرسي يضم حاليا أكثر من 60 ألف طالب وطالبة من نحو 130 مدرسة في إمارة أبوظبي».
وقبل نهاية العام الحالي سيشهد البرنامج نقلة نوعية من خلال إدراج أكثر من 150 مدرسة جديدة في جميع إمارات الدولة بمشاركة أكثر من 86 ألف طالب وطالبة.
أردف «سيشارك أكثر من 50 ألف متدرّب في برامج تدريب منهجية مطبقة لدى جهات حكومية مختلفة، بالإضافة إلى لاعبين من مختلف الأندية الرياضية والأكاديميات، ولذلك يمكن القول إن عدد ممارسي الجوجيتسو في الإمارات يتخطى حاجز الـ 200 ألف».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك