ارتقت الجولة الثانية لدورينا الممتاز عن سابقتها؛ بارتفاع نسبة التسجيل التي وصلت إلى 23 هدفا وبمعدل أكثر من ثلاثة أهداف ونصف في المباراة، ما يؤكد أن المباريات جاءت في أغلبها مفتوحة، رغم أن الفرق لم تصل بعد إلى (لياقة المباريات)، ولكن ثمت اجتهادات البداية لاقتناص نقاط تقلل من الضغوطات في الجولات المتأخرة، ولذا إن وجود الرفاع الشرقي والحالة في مقدمة ترتيب الجولة الأولى (بست لكل منهما) يعطيهما الدافع ويقلل عنهما أي ضغوطات يمكن أن تنسحب على مسيرتهما في الدوري، كما أن أندية الشباب والبسيتين والحد وسترة سيتوجب على مسؤوليهم الاعتناء بالعامل النفسي للدفع بالخروج بأقل الخسائر في الجولة الثالثة.
وأعتقد أن الأندية المرشحة للمنافسة تتعامل مع جولات البداية بخبرة وبالذات إنها تملك النفس الطويل الذي يساعدها على التعويض؛ وخاصة أمام الفرق التي لا تملك طموح المنافسة!
وعلى أية حال فالحماس هو الغالب على أداء الفرق وعلى حساب الجانب الفني؛ حتى قمة الجولة (المحرق مع الخالدية) التي انتهت إيجابية لم ترتق إلى المستوى المأمول، وإن لاحظنا بعض الجمل التكتيكية فرضها اللاعبون أصحاب الخبرة، ولكنها قمة تميزت بالشد العصبي والاعتراض على التحكيم (بمناسبة ومن دونها).
التحكيم
وبمناسبة ذكر التحكيم فأعتقد أن القمة نالها من الاعتراض ما نالها، ولولا هدوء الحكم إسماعيل حبيب؛ لوصلت إلى ما لا يحمد عقباه، ومع الاعتراضات تظهر الحاجة إلى تقنية الفيديو لإخراج الأخطاء (مثار الشك) عن كاهل الحكام والابتعاد عن اجتهادات الجماهير.
بعيدا عن الصدفة
ولعل صدارة الشرقي والحالة قد يعتبرها البعض محل صدفة؛ ولكنها غير ذلك باعتبار أن الرفاع الشرقي فرض نفسه على فريق صاعد، ويبدو فوزه طبيعيا بحسب مسار اللعب؛ ولكن بالنسبة للحالة هي استغلال من قبله لسوء أداء منافسه المنامة في الشوط الأول فتقدم بهدفيه، ثم عرف كيف يدافع عنهما في الشوط الثاني؛ وهو ما يمثل نقطتين من فم الأسد!
ماراثون تهديف
مباراة النجمة والشباب كانت أقرب إلى سباق المارثون، فقد بدأ الشباب التسجيل وتعادل النجمة ثم تقدم النجمة وتعادل الشباب، ثم خطف محمد عبد الوهاب هدف الترجيح لفريقه النجمة في الوقت القاتل (89)، وهو الهدف الأغلى في الجولة لأنه جاء في توقيت صعب وأيضا أعطى فريقه ثلاث نقاط مهمة.
قمة الجولة
مثل لقاء المحرق والخالدية (القمة المنتظرة)، وحيث إن صفوف الفريقين مليئة بالنجوم واللاعبين أصحاب الخبرة وأيضا نخبة المحترفين، لكنها قمة غلب عليها ارتكاز اللعب في وسط الملعب، والاعتماد على المرتدات من الأطراف؛ وعدا الهدفين فقد أهدرت بعض الفرص المهمة.
رباعية رفاعية
فرض الرفاع أفضليته وبالذات في الشوط الثاني، وأحسن الماحوزي (المدرب) استغلال ما بحوزته من عناصر متميزة وفي مقدمتها كميل الأسود (قائد الأوركسترا)، وفتح اللعب على الأطراف، فكان لكل هدف حكاية!
لكن يبقى التساؤل عن الحد، وما وصل له من حال عدم قدرته على الصمود في وجه فريق يتميز بالقدرة على الاختراقات من العمق والأطراف؛ ما جعل شباكه تستقبل أربعة أهداف.
لاعب الأسبوع
برأيي أن لاعب الأسبوع هو كميل الأسود (كابتن الرفاع) فقد قاد فريقه بشكل جيد، يتحرك في كل مكان، وقل منطقة لا يتواجد فيها يصنع ويسجل، وكان من عوامل فوز فريقه.
جماهير سترة
حضرت بكثرة لاستاد الأهلي وشجعت فريقها بحماسة وكانت تتأمل أن تعوض خسارة الجولة الأولى، ولكنها صدمت بخسارة ثانية، فخرجت تندب حظها رغم أن فريقها كان المتقدم بالتسجيل.
الحشاش يتصدر الهدافين
وفي وسط داره تمكن الأهلي من قلب خسارته بهدف للفوز على سترة بثلاثة، وهو قدم مباراة جيدة، أدى أدوارا متميزة بكل خطوطه، وسجل له (عبدالله الحشاش) هدفين من الثلاثة، فتصدر قائمة الهدافين بنهاية الجولة الثانية؛ وبثلاثة أهداف، سبق بها كل من: فراس شواط (المحرق)، وإبراهيم الختال(المنامة)، وكميل الأسود (الرفاع)، وربيريو (النجمة).
أسرع هدف
يعتبر هدف (اليسون) لاعب الشباب هو الأسرع حتى الآن وسجله في مرمى النجمة (د9)؛ متقدما على هدف الأسود لاعب الرفاع في الحد بدقيقتين (د11).
أجمل هدف
يعتبر هدف محمد عبدالوهاب لاعب النجمة في مرمى الشباب هو الافضل وسجله من ركلة ثابتة في الزاوية الصعبة على يسار الحارس؛ وفي الزاوية التي يفترض أن يدافع عنها!
رأي فني للمحلل صلاح حبيب
لا فوارق بين الجولتين
رأى المحلل الفني صلاح حبيب أن لا فوارق بين الجولتين الأولى والثانية، عدا كمية الأهداف الجيدة التي تعطي التنبؤ بأن الدوري سيكون أفضل إذا لم تؤثر التوقفات على الرتم العالي الذي بدأت به، ولعل نسبة الأهداف هي التي تميز الجولتين، وأتوقع أن يكون الموسم الحالي ممتعا.
وعن *قمة الجولة،* قال صلاح: إن قمة الجولة بين المحرق والخالدية جاءت تكتيكية، تميزت بالسرعة والبعد عن التحفظ عدا الربع الأخير، وتبديلات الخالدية التي ساعدته على الاستحواذ، والمحرق قدم نفسه في المباراة بينما يعاب على الخالدية سهولة ضربه في المرتدات تاركا مساحات لم يستفد منها المحرق، وتبديلات المدرب جيدة، وقد كانت بحق مباراة مدربين.
وبالنسبة إلى لقاء *الحد والرفاع* فإن الأول ظهر ضعيفا ومشاكله دفاعية مع غياب الانسجام، فكان يلعب بشخصية البطل، وفي الرفاع كان كميل الأسود بيده كلمة السر في العودة للانتصارات! فلعبوا بالضغط العالي، واستثمر أطراف الحد، والأخير عليه مراجعة حساباته.
وأشار إلى أن فوز *الحالة على المنامة* كان يمكن اعتباره مفاجئا قبل اللقاء، ولكن أثناءه هو غير ذلك؛ لأنه سيطر على منطقة المناورة، وقلل من خطورة الختال واضطره للتراجع، ولعب بانضباط تكتيكي، واستغل إمكانات لاعبيه جيدا، ومحترفو المنامة كانوا خارجي الفورمة.
واعتبر لقاء *النجمة مع الشباب* أنه سجال والكرة الأخيرة هي التي حسمت بعد التكافؤ بين الفريقين، وعلى كرامي أن يحذر من إصراره الهجومي بل عليه مراعاة الجانب الدفاعي، أما الشباب فأعتقد أن خسارتين يمكن أن تلقي بظلالهما عليه، وبالذات أن تجربة المدرب هي جديدة، والخسارة مرتين من البدء توجع!
وتساءل الكابتن صلاح حبيب ما إذا كان *سترة* ميدانا للتجارب نتيجة عدم الاستقرار والانضباط والروح، فالهزيمة ثقيلة من *الأهلي*، ورغم المعسكر قبل الدوري فالفريق شبه ضائع، وتوجد لديه مشاكل فردية فنية.
ولفت أن فوزين *للشرقي* بدءا؛ دليل على رغبة مغايرة عن الموسم الفائت فأبعد نفسه عن التصريحات، ولعب بانضباط معتمدا على المرتدات التي توفق فيها، والدليل خطورة هجماته، ولعل المدرب بدا يرمي ببصماته على الفريق، وأعتقد أن لقاءه مع *الحد* سيكون صعبا وقد يستغل المرتدات في مواجهته وما يميزه هو التوازن بين أطرافه.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك