السويداء – الوكالات: تظاهر مئات السوريين أمس في مدينة السويداء جنوب البلاد في وقت تتزايد مشاركة النساء في التظاهرات المنددة بالنظام التي تشهدها المحافظة منذ أكثر من شهر، وفق نشطاء.
وتشهد محافظة السويداء معقل الأقلية الدرزية تظاهرات سلمية منذ قرار حكومة الرئيس بشار الأسد رفع الدعم عن الوقود الشهر الماضي.
وسدد القرار ضربة للسوريين الذين يرزحون تحت وطأة نزاع مستمر منذ أكثر من عام وصعوبات اقتصادية.
وقالت ناشطة وشاهدة عيان لوكالة فرانس إن ما بين 2000 و2500 شخص شاركوا في تظاهرات أمس، أطلق بعضهم هتافات منددة بالنظام ولوحوا بأعلام درزية.
وقالت سما (32 عاما) لوكالة فرانس برس: «أشعر بقوة شخصية عندما أكون بين النساء ونهتف ضد بشار الأسد»، الرئيس السوري.
وحمل متظاهر لافتة كبيرة كتب عليها لائحة من المطالب من بينها حكومة انتقالية و«دستور جديد» وعودة النازحين والمعتقلين إلى ديارهم.
وقالت متظاهرة أخرى هي سنا (30 عاما): «بشار يجب أن يرحل. هذا الظلم والاستبداد والقهر يجب أن ينتهي. كفى، عمري كله مضى في عهد عائلة واحدة».
واندلع النزاع المستمر في سوريا بعد أن قمعت السلطات احتجاجات سلمية في 2011.
وأودت الحرب بأكثر من 500 ألف شخص وشردت الملايين.
وقالت وجيهة وهي في العشرينيات إنها سارت نصف ساعة في الحر إلى الساحة الرئيسية في السويداء حاملة لافتات مناهضة للنظام ليستخدمها المحتجون الذين يواصلون تظاهراتهم منذ أسابيع.
وأضافت في اتصال هاتفي مع فرانس برس: «من بداية الثورة السورية في 2011 الى اليوم كانت النساء حاضرات، ونساء السويداء كان لهن دور كبير جدا».
ويشمل دورهن تنظيم الأغاني وتحضير اللافتات والتواصل مع الذين ينظمون احتجاجات في بلدات مجاورة، حسبما قالت.
ولمحافظة السويداء خصوصيتها، إذ طوال سنوات النزاع تمكّن دروز سوريا الى حد كبير من تحييد أنفسهم عن تداعياته. فلم يحملوا اجمالاً السلاح ضد النظام ولا انخرطوا في المعارضة باستثناء قلة. وتخلف عشرات آلاف الشبان عن التجنيد الاجباري، مستعيضين عن ذلك بحمل السلاح دفاعاً عن مناطقهم فقط، بينما غضّت دمشق النظر عنهم.
وتشهد محافظة السويداء منذ سنوات تحركات متقطعة احتجاجاً على سوء الأوضاع المعيشية.
وتوجد الحكومة السورية في محافظة السويداء عبر المؤسسات الرسمية، فيما ينتشر الجيش حالياً على حواجز في محيط المحافظة.
ومنذ الشهر الماضي تشهد محافظة درعا التي انطلقت منها تظاهرات 2011 احتجاجات أصغر حجما.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك