تباينت نتائج منتخبات الكرة الطائرة في دورة الألعاب الآسيوية المستمرة في الصين، وفي الوقت الذي سجلت فيه بعض المنتخبات تقدما نجد أن هناك أكثر من منتخب قد تراجعت نتائجه، في هذه الوقفة نستعرض ثلاث قراءات لثلاث قامات فنية، كل منهم نظر إلى الموضوع من زاويته الخاصة، سواء اتفقنا معها أو اختلفنا، غير أننا نحمل لها ولصاحبها كل التقدير والاحترام.
إيجاد عمل مشترك بين الاتحادين
ويرى الكابتن خالد العمار مدرب نادي الهلال ونادي الشباب والمنتخب الأول الوطني والمنتخب العسكري سابقا في تحليله الشخصي الذي يعتمد على الشكل الفني العام بدون الغوص في التفاصيل الدقيقة لأنها جزء من اللعبة على حد تعبيره، ولذا فإنه فيما يخص مشاركتنا الخليجية في الألعاب الآسيوية، يطالب بأن نحدد أهدافنا من المشاركات الآسيوية، وأن تكون الأهداف منطقية التوقع، ومترابطة من حيث الزمن والأداء والإنجاز، وهذه متطلبات رئيسة سعيا إلى تقييم واقعي ومنطقي، ويحدد لنا الاتجاه ومسيرته وطول النفس فيه، هذا إذا ما أرادت منتخباتنا الخليجية السير في الاتجاه الواقعي للعبة بعيداً عن العاطفة والطموحات غير المنطقية.
وواصل الكابتن العمار رؤيته لافتا إلى أن منتخبي قطر والبحرين يمثلان واجهة اللعبة في دورة الألعاب الآسيوية في الوقت الحالي، ومشاركتهما تتناسب مع الإمكانات المتاحة لهما والتي من أهمها البعد الفني في نوعية المنافسة، فالجميع يعلم بالهبوط المظلي للعبة خليجياً، وبالتالي هذا من شأنه ان يؤثر على مستوى المنتخبين (الطموحين) بالقرب من المنافسة الآسيوية وعدم الابتعاد عن حدودها، وإذا ما أراد المنتخبان (مواصلة) السير في طريق التطوير الفني فلا بد لهما من إيجاد الحلول المناسبة للبقاء بالقرب من المستويات الآسيوية العالية، وعدم الاقتصار على المسابقات الخليجية وغرب آسيا.
وتابع قائلا ضمن السياق السابق مستشهدا ببطولة الخليج لكرة القدم في بداياتها كيف كانت سمة المنافسة فيها إلى أن وصل إلى مستوى لا يحقق الطموح، فالمنتخبات التي أظهرت اهتماماً بمجاراة المستويات العالية أخذت منهجاً مختلفاً من خلال المشاركة بالصف الثاني.
ويرى الكابتن العمار أن منتخب قطر الشقيق قدم نفسه بشكل مميز، وأظهر قيمة العمل الفني والبرمجي اللذين يقوم بهما مسؤولو اللعبة، ومنهجيتهم الفنية التي اتضحت جلياً للجميع من خلال حصولهم على كأس بطولة التحدي، وتقدمهم في مراكز اللعبة دولياً، ولكن يبقى السؤال المهم لمسؤولي اللعبة؟ هل بهذا العمل يعتقدون بأنهم وصلوا إلى أهدافهم؟ أم إنها البداية؟
ويرى أن المنتخب القطري كان قريباً من الميدالية البرونزية في الألعاب الآسيوية غير أنه واجه طريقة لعب صعبة من المنتخب الياباني، والتي تكمن في عدم تعود اللاعبين عليها وإلا لكان بالإمكان تحقيق الفوز، وأن المنتخب القطري معذور بذلك من وجهة نظره.
وتحدث مدرب المنتخب السعودي سابقا عن منتخبنا الوطني للكرة الطائرة قائلا: انه يسعى ويبذل جهداً كبيراً للتواجد في دائرة الحضور والمنافسة بقدر المستطاع ويرى من زاويته أنه لا زال ناجحا في ذلك عطفا على إمكاناته، ويؤكد أن الابتعاد عن المستويات الفنية العالية والاحتكاك بها وخاصة (الآسيوية) يوسع الفارق الفني ويحقق عنصر(المفاجأة) لمنتخباتنا وعدم الاستطاعة في سد تلك الفجوة خلال المشاركة.
وفي ختام رؤيته الفنية يأمل الكابتن خالد العمار من الشيخ علي بن محمد آل خليفة رئيس الاتحاد العربي وعلي غانم الكواري رئيس اتحاد غرب آسيا إيجاد عمل مشترك بينهما وتكوين لجنة على مستوى عال من الخبرات لإعادة هيكلة جميع النواحي الفنية وتحديثها بما يتواكب مع متطلبات اللعبة عالمياً.
نتائج ومراكز متغيرة
وقدم الكابتن علي جعفر مدرب منتخبنا الوطني للكرة الطائرة الشاطئية مسحا فنيا سريعا للطبقة الأولى من المنتخبات الآسيوية، ويرى أن هناك نتائج متغيرة، فاليابانيون أحرزوا لقب كأس آسيا بتغلبهم على منتخب إيران في مدينة أرومية، لتعود اليابان بمنتخبها الرديف وتحصل على البرونزية في دورة الألعاب الآسيوية بينما حقق المنتخب الإيراني الميدالية الذهبية بناء على قراءة فنية معينة، بينما حققت الصين المركز الرابع في كأس آسيا، بينما تقدمت إلى المركز الثاني والميدالية الفضية في دورة الألعاب الآسيوية على أرضها.
ويرى ان المنتخب القطري صاحب برونزية آسيا قد تأخر مركزا واحدا في دورة الألعاب بحصوله على المركز الرابع، لافتا الى أن المنتخب يلقى اهتماما كبيرا من خلال مشاركاته المستمرة في الاستحقاقات الآسيوية فضلا عن الاستقرار الذي يحظى به المنتخب على مستويي تشكيلته والجهاز الفني، وهذا له دور في استقرار نتائجه.
وتحدث عن المنتخب الكوري الذي قال بأن لاعبيه من الفئة الشابة، وقد تراجع مركزه، وفي الوقت الذي حقق فيه الكوريون المركز الخامس في كأس آسيا نجده يتأخر الى المركز السابع في دورة الألعاب بحسب قوله.
ووصف تراجع المنتخب الهندي بالتراجع المخيف، فبعد المركز السادس في كأس آسيا نجده على حد قوله في المركز الحادي عشر في الألعاب الآسيوية.
ويرى في المنتخب الباكستاني أنه المفاجأة فبعد المركز السابع في كأس آسيا نجده يحقق المركز الخامس في الألعاب الآسيوية نظرا لاستعانته بالخبرة الفنية البرازيلية.
وتطرق الكابتن علي إلى الحديث عن منتخبنا قائلا: عودته إلى أحضان المنافسات والبطولات الآسيوية خطوة محسوبة للاتحاد يشكر عليها، ويتمنى أن تتواصل الخطوات على مستوى مختلف الفئات لما له من مردود فني مستقبلا.
وتابع قائلا في السياق ذاته بأن منتخبنا الوطني حقق المركز الثامن في كأس آسيا بأرومية، بينما تراجع كثيرا في دورة الألعاب بحلوله في المركز الثاني عشر، وربما افتقد المنتخب بحسب رأيه الاستقرار خلال الفترة المنصرمة إذ تم تغيير أكثر من لاعب، وعلى مستوى آخر لم نشاهد أغلب مباريات المنتخب وهذا يجعلنا بحسب نظره لا نستطيع أن نقيم عمل الجهاز الفني والحكم عليه، متأملا من القائمين على شأن المنتخب دراسة هذا التراجع والوقوف على أسبابه.
لهذا تقدم المنتخب القطري
ووصف الكابتن يوسف فريدون مدرب المنتخب القطري سابقا والمحلل الفني بقناة الكأس القطرية بأن المستوى العام لمنافسات اللعبة في الدورة أقل من البطولة السابقة والبطولة الآسيوية في إيران وخاصة المنتخبات ذات العراقة والمعروفة.
ويرى الكابتن فريدون أن الفريقين الوحيدين اللذين كانا في المستوى نفسه هما القطري والبحريني، وأن منتخب قطر بات مستواه أفضل من السابق نتيجة المشاركات الخارجية والداخلية واستقطاب الأندية للمحترفين، زد على ذلك عودة اللاعبين رحيمي وديدي والمعد بورسلاف بوبي.
ويرى فريدون أن منتخبنا قدم المستوى نفسه في الألعاب الآسيوية الذي قدمه في كأس آسيا بأرومية، ويبقى الجميل في دورة الألعاب الآسيوية كما يقول وجود منتخبات جديدة أمثال: قيرغستان وكمبوديا ونيبال ومنغوليا، يشاركون للاحتكاك والتعود على مثل هذه الأجواء والمنافسات.
وقال أن هناك منتخبات تشارك للتطوير وتحسين الأداء للمستقبل أمثال هونغ كونغ وافغانستان.
ويرى فريدون أنه من المحزن عدم مشاركة المنتخبات العربية والخليجية في البطولات.
وعلل تحسن التصنيف العام لمنتخب قطر بسبب المشاركات في جميع البطولات، وتحسن الأداء العام والانسجام واكتساب الخبرات كل ذلك أوصله الى ما هو عليه بالحصول على المركز الثالث في البطولة الآسيوية في إيران، والمركز الرابع في الألعاب الآسيوية.
وتابع قائلا: هناك تحسن بسيط في أداء المنتخبات، الباكستاني والهندي والإندونيسي، وأن المنتخبين الباكستاني والهندي سوف يكون لهما دور في المستقبل وخاصة المنتخب الباكستاني، بينما سجل المنتخبان التايلاندي والتايواني تراجعا، أما على المستوى الياباني فقد شهد تطورا كبيرا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك