لقد سجلت عودة الشيخ علي بن محمد آل خليفة رئيس الاتحاد البحريني للكرة الطائرة لقيادة دفة الاتحاد العربي بعد توقف اضطراري، هذه العودة قوبلت برضا وتفاؤل في الأوساط الرياضية عامة وأسرة الكرة الطائرة العربية على وجه التحديد، والسبب يعود للكاريزما الخاصة التي يتحلى بها الرئيس حتى لو اتفق عليها المتفقون أو اختلف حولها المختلفون.
وكل ذلك وغيره يضاعف من شكل التحديات أمام علي بن محمد وأعضاء مجلسه القادم، وما الاستئناس العام الذي لقيه تنصيب علي بن محمد رسميا رئيسا للاتحاد العربي للكرة الطائرة إلا تعبير عن الثقة التي توليها أسرة الطائرة العربية في شخص الرئيس وطريقة إدارته لمنظومة اللعبة في وطننا العربي، وهذه الثقة لا تمنع أن أصحابها ينتظرون من المجلس نقلة لا تقتصر على الشكل وحده بقدر النوعية والكيف، والمرحلة القادمة لا يمكن لأحد أن يقلل من صعوبتها، التي يتطلب من الرئيس وأعضاء المجلس أن يكونوا جميعا في المستوى المأمول وفي حجم الطموحات والتطلعات.
وفي هذه الوقفة سعينا إلى استطلاع نخبة من أضلاع اللعبة، وحرصنا في الوقت نفسه على استبعاد الأصوات المحلية مع التقدير، رغبة في حصر الشهادة تأتي من بعيد.
عودة متوقعة
ويرى الكابتن زهير بلحاج »تونسي« مدرب منتخب وفريق الجيش القطريين سابقا والمحلل الفني بأن إعادة انتخاب الشيخ علي أمر كان متوقعا منذ فترة من الزمن بحسب تعبيره، مبديا تفاؤله بعودة البطولات العربية على مستويي الأندية والمنتخبات في كل الأصناف إلى الواجهة.
ويذهب بلحاج إلى أن وجود علي غانم الكواري رئيس الاتحادين القطري وغرب آسيا للكرة الطائرة ووجود الشيخ علي بن محمد آل خليفة على رأس الاتحاد العربي للعبة من شأنه أن يساهم وبدرجة كبيرة في تطوير الكرة الطائرة في المنطقة العربية.
ويرى بلحاج من زاويته أن التعاون بين الاتحادين المذكورين قد يعطي قوة كبيرة في تنظيم البطولات وعلى درجة عالية من حسن التنظيم.
وترك بلحاج عدة مقترحات على طاولة الاتحاد العربي للكرة الطائرة للنظر فيها منها إمكانية إدخال البطولات العربية خاصة على مستويي الناشئين والشباب في روزنامة الاتحاد الدولي وهذا من شأنه أن يعطي الاتحادات المحلية واللاعبين دافعا للبروز والتألق فضلا عن ظهور فرصة ربما للبطل كي يتأهل لبطولة العالم إذا ما أخذ بعين الاعتبار أن المنتخبات التي تتأهل عن القارات في أغلب الأحيان تكون في الترتيب الثاني أو الثالث، وتكوين لجنة فنية من خيرة المدربين العرب يقومون بالإشراف وتأطير تدريبات المنتخبات العربية على مستويي الفئات العمرية سعيا إلى إيجاد مدرسة عربية موحدة في التكوين الذي يمثل العائق الكبير في عدم تطور اللاعبين على مستوى الفريق الأول مقارنة بالدول الأوروبية خاصة وتنظيم دورات تدريبية عربية يشرف عليها الاتحاد العربي سنويا عبر تنظيم ما لا يقل بحسب قوله عن أربع دورات خلال السنة، وتكون هناك متابعة موثقة بالتقارير والصورة من قبل الاتحاد العربي عن طبيعة العمل المقدم للتقييم الجيد على مدى فترة الإشراف، وإقامة بطولة عربية للأندية على شاكلة نظام الدوري الأوروبي، إذ تلعب المنافسات ذهابا وإيابا في مدن مختلفة، وهذا بكل تأكيد يعطي حافزا كبيرا للاعبين، ويعتادون على نظام البطولات العالمية وإقامة مركز تدريبي للناشئين أو الشباب في بلد يتم اختياره بالإجماع، ويضم أفضل اللاعبين على المستوى الخليجي وبجهاز فني عربي على مستوى عال، يخضع من خلالها اللاعبون للتدريب خلال الإجازات المدرسية، أو تكوين مركز تدريبي ثابت يستقطب إليه اللاعبون من كل البلدان العربية، ويخضعون لإشراف تعليمي وتدريبي من معلمين ومدربين رفيعي المستوى لتكوين افضل اللاعبين قصد الاحتراف في أفضل الفرق العالمية، واستمرار تنظيم البطولات العربية يعطيها قيمة فنية كبيرة وغالبا ما كان التنافس كبيرا بين المنتخبات وعقد اجتماعات دورية للاتحاد العربي لتقييم العمل المنجز، وتحسين السلبيات والتأكيد على الإيجابيات، واستدعاء أفضل المدربين على المستوى العالمي لتحفيز المدربين الشبان للعمل والتطور.
من المؤيدين لعودته
وأكد أيمن تازي مدير الكرة الطائرة في نادي الأهلي السعودي أنه شخصيا من المؤيدين بقوة لعودة الشيخ علي لقيادة الاتحاد العربي وأن الاتحاد بعيد عن البحرين والشيخ علي، فهو ضائع بحسب تعبيره، على اعتبار أن الشيخ علي أحد الركائز الأساس، مضيفا بأنهم لم يتعرفوا على الكرة الطائرة والتنافس الشريف إلا في البحرين.
وتابع تازي قائلا: بأنه يمني النفس بأن يوفر الاتحاد العربي جوائز مالية خلال تنظيم منافساته على مستويي المنتخبات والأندية، وهناك طرق مختلفة يمكن عبرها ان يستطيع الاتحاد توفير هذه الجوائز منها حصول الاتحاد على نسبة مئوية بسيطة من المبالغ من الدول التي تستضيف بطولات الاتحاد، ومنها فرض رسوم على الاتحادات العربية التي تنضوي تحت راية الاتحاد العربي، ومتى حضرت الجوائز المالية فهذا من شأنه ان يرفع من وتيرة المنافسة على حد قوله، إذ أن الأندية صرفت أموالا طائلة، وحصولها على جائزة مالية له تأثير كبير بغض النظر عن حصولها على الكأس.
ويرى المسؤول عن الكرة الطائرة في النادي الأهلي السعودي أن تفتح الأبواب لمشاركة ثلاثة لاعبين محترفين خلال منافسات الأندية اثنان منهم في الملعب، وأن هذا الاقتراح شخصي، وقد يتفق أو يختلف معه إزاءه الآخرون.
التحدي الأكبر
وأفاد الحكم الدولي القطري فهد العوضي بأن هناك تحديين ينتظران الاتحاد العربي للكرة الطائرة خلال المرحلة القادمة متى أراد تطوير منظومة اللعبة وهما: إجراء تغيير جذري لنظام البطولات، وإنشاء لجنة التسويق.
وقال العوضي: ينبغي أن يعيد الاتحاد العربي النظر في مسابقاته التي تحتاج إلى إجراء تغيير في نظامها، ويشمل التغيير نظام اللاعبين، والنظام المالي، والنظام الاحترافي وغيرها، واعتبر ذلك من وجهة نظره الخاصة أساسا لنجاح أي لعبة.
ويرى الحكم الدولي القطري بأن وجود لجنة التسويق والجذب التحدي الأكبر الذي ينتظر الاتحاد إبان الفترة القادمة متى أراد التقدم والتطوير، خاصة متى كان يقف وراء هذه اللجنة مجموعة من ذوي الخبرة والدراية، ستلعب هذه اللجنة دورا كبيرا في استقطاب الشركات والداعمين، وسيترتب على ذلك تطوير منظومة اللعبة بشكل كلي على حد قوله.
التفكير خارج الصندوق
بارك الدولي الإماراتي سابقا وفاكهة معلقي الكرة الطائرة الكابتن جعفر الفردان للشيخ علي بن محمد آل خليفة التزكية العربية الجديدة، والعودة مجددا لقيادة الطائرة العربية ولا يصح إلا الصحيح بعد تعرضها للعديد من المطبات والأجواء الضبابية التي عطلت كثيرا من قدراتها.
وتابع قائلا: لقد عادت الثقة العربية في شخص وشخصية وكاريزما وحكمة الشيخ علي وعودة الالتفاف العربي حوله وحواليه والآن ولأننا نعيش فترة جديدة ونعاود الطيران من جديد علينا أن نكون أكثر تفكرا في الطموح العربي المتوقد والمتحفز للتطوير وللانطلاق للحاق بالدول التي بدأت ثورات التغيير والتطوير في اللوائح والنظم والمسابقات والتي أولت المنتخبات التركيز الأعلى ومثال رجال اليابان وسلوفينيا والارجنتين وسيدات تركيا تصبح في الواجهة العالمية بعد قراءة مستقبل طائراتهم وإعادة تفكيكها وتجديدها لتعاود الانطلاق.
وأفاد الفردان بأننا وثقنا في الاتحاد الجديد المتجدد وبصمنا بالعشرة على قدرته على تخطي سلبيات المرحلة السابقة، ونتطلع الى أن يبدأ الاتحاد بثورة تصاعدية تطويرية على كل المستويات (بطولات المنتخبات سيدات ورجال والمراحل السنية والتحكيم والمدربين والإعلاميين والمعلقين والسوشيال ميديا ولجان التوثيق للمعلومات السابقة والتي نفتقدها كثيرا كلما اضطررنا للحصول على (معلومة)).
وطالب الفردان بأن نبدأ الثورة بمؤتمر عربي تشارك فيه جميع الاتحادات وتطرح فيه كل السلبيات وكيفية تلافيها والإيجابيات وكيفية تعزيزها وعلينا أن نفكر كثيرا في دعم الاتحادات الفقيرة للحاق بركب الطائرة العربية والاهتمام ببطولات الأندية وانطلاقة بطولات الأندية العربية على مستوى الرجال والسيدات والشباب والشابات والناشئين والناشئات، وعلينا أن نفكر في أسرار انسحابات المنتخبات من البطولات قبل أيام من انطلاقة البطولات.
ويرى الفردان أننا في حاجة ماسة للتفكير خارج الصندوق، ونحن أمام ثورة الإحصاء العالمية فهل سنمكن شبابنا العربي من هذه البرامج والمعارف؟ وهل سنفتح الباب أمام المفكرين والكتاب لإجراء البحوث العلمية والمسوحات الاستقرائية؟ وهل سيكون للداتا التوثيقية وسرعة الحصول على المعلومة مكانا في خططنا القادمة؟ وهل سنمكن شبابنا من الدخول في معترك التأهيل الطبي والنفسي والتكنولوجي والتأهيلي؟ وهل سنمكن شبابنا من تعلم المعارف حول التغذية والحمية والفحوصات الطبية للاعبين؟ وهل سنمكن شبابنا العربي من التعرف على كيفية إجراء الفحوصات المسبقة على التلاميذ تمهيدا لاختيارهم للعبة الكرة الطائرة؟ وهل سنمكن شبابنا بالتعرف والتدريب على كيفية احتضان وتنظيم البطولات على أعلى مستويات التنظيم؟ وهل سنمكن شبابنا من التعرف على مهارات الإداري ومدير الفريق ومشرف اللعبة؟ وكيفية التخطيط للتطوير على مستوى اللعبة بالكامل إن كانت في النادي او الاتحاد؟
وهل سنمكن شبابنا من تعلم مهارات تنظيم البطولات من الملاعب الى السكرتارية إلى الأمن؟ وهل سنمكن شبابنا من تعلم مهارات اختيار اللاعبين الأجانب والمدربين حتى لا يقعوا فريسة أطماع وكلاء اللاعبين والسماسرة؟ وهل سنكمن شبابنا من التعرف على كيفية التخطيط والاستراتيجيات والبرامج والمشاريع؟
وهل سنمكن شبابنا من التعرف على مهارات تنمية مصادر الدخل والرعاية والإعلان؟ وهل سنكمن شبابنا من تطوير قدراتهم في التكنولوجيا الإعلامية وكيفية استثمار الثورة التقنية في برامج (الفيسبوك وتويتر والسناب شات والتيك توك) وغيرها من البرامج القادمة من الإعلام الرقمي؟ وهل سنكمن شبابنا من التدرب على الصحافة الرياضية في كيفية كتابة الخبر وإجراء المقابلات للاعبين والمدربين والإداريين خلال البطولات والدوريات؟ وهل سنمكن شبابنا من تدريب البعض على تقليب أوراق تاريخ اللعبة والبحث عن النجوم السابقين وإجراء الحوارات الموثقة لهؤلاء النجوم أصحاب الصولات والجولات في الملاعب والمدربين ورؤساء الاتحادات وكل المؤثرين في مسيرة اللعبة؟ كل هذه الاستفهامات وغيرها تحتاج إلى وقفة جادة وواقعية على حد قوله.
الفترة السابقة كانت لغزا
يرى المدير الفني والمحاضر الدولي شريف حمدي الشمرلي «مصري» أن موضوع الاتحاد العربي خلال الفترة القليلة المنصرمة شكل لغزا كبيرا لأسرة الطائرة العربية عطفا على النجاحات الكبيرة التي كانت تتحقق سابقا، والاستقرار الكبير في الاتحاد العربي، والكوادر المحترمة تحت قيادة الشيخ علي الذي يمثل قامة عربية وخليجية كبيرة، ولكن الحمد لله عادت الأمور لوضعها وأصحابها الحقيقيين.
وأكد الشمرلي أنه سيكون مع عودة الشيخ علي عودة الاتحاد العربي لسابق عهده القريب من النجاح والأداء المميز، وننتظر بإذن الله الكثير تحت إدارته الرشيدة وباقي الأعضاء وكل من يشارك في إدارة منظومة اللعبة المحترمة.
ويمني الشمرلي النفس بأن يستفيد الاتحاد العربي الاستفادة كلها من خبرات جميع الكوادر العربية، والاستمرار في تطوير منظومة الاتحاد العربي ونجاحاته الكبيرة بإذن الله.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك