أوقف المنتخب الالماني المغامرة الشيّقة لنظيره اللاتفي في كأس العالم لكرة السلة المقامة حاليًا في الفلبين واندونيسيا واليابان، بعد ان تغلب عليه بشق الأنفاس 81-79 يوم أمس في ربع النهائي في مباراة مثيرة في مانيلا. وضربت ألمانيا موعدًا مع الولايات المتحدة في مواجهة تعد بأن تكون نارية لمقعد في النهائي، فيما ستواجه صربيا الفائز بين سلوفينيا وكندا اللذين يلعبان لاحقًا. وعلّق مدرب ألمانيا الكندي غوردون هربرت عقب المباراة: «لقد فزنا ولكن لم يكن المشهد جميلاً. لقد عانينا هجومياً. مقاعد البدلاء لدينا، للمرة الثالثة على التوالي، كانت استثنائية». ويعود المنتخب الالماني الى دور الاربعة للمرة الاولى منذ 21 عامًا، عندما بلغ نصف النهائي للمرة الاخيرة واحتل المركز الثالث في إنديانابوليس بقيادة نجمه التاريخي ديرك نوفيتسكي الذي فاز آنذاك بجائزتي أفضل لاعب وهدّاف للبطولة.
مذاك الحين، غاب نجم الالمان عن المونديال السلّاوي فاحتل المركز الثامن عشر عام 2019 في الصين، فيما لم يتأهل لنسخة عام 2014 في اسبانيا، الا انّ الجيل الحالي بدا مهيأ أكثر من أي وقت لإعادة السلّة الالمانية الى الواجهة بعد احتلال المركز الثالث في بطولة أوروبا عام 2022 التي استضافتها بالمشاركة مع إيطاليا وجورجيا وتشيكيا، وذلك بفضل وجود أربعة لاعبين ألمان في دوري كرة السلة الامريكي للمحترفين.
في المقابل، فاجأت لاتفيا، بلد المليون و884 ألف نسمة، الجميع في المونديال الحالي من خلال أداء صلب وقويّ، رغم غياب نجم ارتكازها كريستابس بورزينغيس بداعي الاصابة، الا انّ ذلك لم يمنعها من الذهاب بعيدًا. وقال نجم لاتفيا لاعب اوكلاهوما سيتي ثاندر الامريكي دافيس بيرتانس: «أنا فخور للغاية بالفريق. لقد وضعنا أنفسنا في وضع يسمح لنا بالفوز ليس من خلال مجهود فردي، ولكن من خلال جهودنا الجماعية، ولسوء الحظ لم نتمكن من انتزاع النصر».
من جهته قال المدرب الإيطالي لمنتخب لاتفيا لوكا بانكي: «بالطبع، خيبة الأمل كبيرة، لكن يجب ألا ننسى مشوارنا. لقد أظهرنا أسلوب لعبنا وهويتنا. جلسنا على طاولة أفضل ثمانية فرق في العالم. كان ذلك بمثابة هدفنا في أول مشاركة على المستوى الدولي».
وكان اللاتفيون بعيدين سلّة واحدة عن انجاز تاريخي ببلوغ نصف النهائي في المشاركة الاولى على الاطلاق في كأس العالم، الا انّ بيرتانس فشل في تسجيل ثلاثية قبل ثوان من نهاية المباراة، فنجا الالمان بفوز صعب بفارق نقطتين.
وجاءت المباراة مثيرة من بدايتها، حيث وجّه اللاتفيون انذارا مبكرًا من خلال التقدم 13-3، بفضل ثلاثيتين لبيرتانس، ثمّ 16-8 في منتصف الربع الاول، الا انّ المنتخب الالماني بدأ تدريجيا في التقاط أنفاسه، وقلّص النتيجة الى 13-16 في نهاية هذا الربع. وتحسّن أداء المنتخب الالماني كثيرًا في الربع الثاني، بقيادة الاخوين فرانتس وموريتز فاغنر، فتقدم «دي مانشافت» 36-34 مع نهاية النصف الاول.
واستمرت الاثارة في الربع الثالث مع تقارب شديد في النتيجة، حيث لم يفلح اي من المنتخبين في كسب افضلية واضحة، الى ان ضرب المنتخب الالماني بقوة موسعا الفارق الى 10 نقاط قبل دقيقتين من نهاية الوقت. وظنّ الالمان انّهم اوشكوا على حسم النتيجة الا انّ الردّ كان صاعقا من الجانب اللاتفي الذي قلّص الفارق الى نقطتين قبل ثوان من النهاية، وكان قاب قوسين او ادنى من خطف الفوز الذي كان في نهاية المطاف من نصيب ألمانيا. وسجّل فاغنر 16 نقطة مع ثماني متابعات واضاف شقيقه موريتز 12 نقطة مع أربع متابعات، وأسهم ايضا أندرياس أوبست بـ13 نقطة منها ثلاث ثلاثيات. ومن جانب لاتفيا التي غاب عنها دايريس بيرتانس بداعي الاصابة، سجّل كريسترز زوريكس 24 نقطة وأضاف بيرتانس 20 نقطة منها 6 ثلاثيات.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك