الرباط – (أ ف ب): أكد مصدر قضائي مغربي أمس الجمعة أن النيابة العامة فتحت تحقيقا «في حادث عنيف في عرض البحر»، على خلفية تصريحات شاب أكد أنه نجا من إطلاق نار نسبه إلى خفر السواحل الجزائريين وأودى بشقيقه، الذي يحمل الجنسية الفرنسية أيضا، إضافة الى صديق لهما. وكان هؤلاء قد تاهوا في البحر خلال جولة على دراجات مائية في منطقة حدودية مع الجزائر.
ونقلت وكالة الأنباء المغربية عن مصدر قضائي قوله إن «النيابة العامة بوجدة (شرق) أمرت، يوم 29 أغسطس، بفتح تحقيق بناء على تصريحات أحد الأشخاص أكد أنه كان برفقة أربعة شبان آخرين ضحية حادث عنيف في عرض البحر». وأضاف المصدر: «يعتقد أن الأشخاص الخمسة الذين كانوا على متن دراجات مائية (جيت سكي) ضلوا سبيلهم في البحر خلال جولة بحرية».
ولم يشر المصدر إلى المكان الذي وقعت فيه المأساة أو المسؤولين المفترضين عنها، مؤكدا أن «التحقيق يتواصل حاليا»، و«أنه تم الاستماع للعديد من الأشخاص من أسر ومحيط هؤلاء الشباب». يأتي ذلك بعدما بثّت وسائل إعلام مغربية أن أربعة شبان كانوا يوم الثلاثاء على دراجات مائية قبالة شاطئ مدينة السعيدية عندما دخلوا على ما يبدو المياه الجزائرية عن طريق الخطأ، فأطلق عليهم خفر السواحل النار، وقُتل اثنان منهم، بينما احتُجز ثالث ونجا الرابع.
لكن المصدر القضائي أوضح أن الأمر يتعلق بخمسة أشخاص، من دون إضافة تفاصيل. وكانت أنباء أولية قد أشارت إلى أن القتيلين يحملان الجنسية الفرنسية، قبل أن يتبين أمس الجمعة أن واحدا منهما مغربي فرنسي والثاني مغربي. كما تبين أن المحتجز يحمل أيضا الجنسية الفرنسية. فقد أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية صباح أمس الجمعة وفاة فرنسي و«احتجاز آخر في الجزائر في حادث يشمل عددا من مواطنينا»، من دون تحديد هويتيهما. وفي باريس، أوضحت النيابة العامة لوكالة فرانس برس أنها «تلقّت إخبارا من وزارة الخارجية الفرنسية بوفاة مواطن فرنسي-مغربي قرب السواحل الجزائرية».
وكان الموقع الإخباري المغربي «لو360» قد أورد يوم الخميس أن كلا من بلال قيسي، وهو مغربي فرنسي، وعبد العالي مشوار وهو مغربي، «قتلا جراء إطلاق رصاص من طرف خفر السواحل الجزائري، في المياه الإقليمية الجزائرية». وقال إن السلطات الجزائرية أوقفت شابًا ثالثا كان معهما يدعى إسماعيل صنابي، هو الآخر مغربي-فرنسي. وأورد الموقع نفسه أمس الجمعة أن بلال يبلغ 29 عاما وعبد العالي 40 عاما، مشيرا إلى أنهما كانا يعملان في التجارة، فيما يبلغ اسماعيل 33 عاما.
وتستند الاتهامات الموجهة لخفر السواحل الجزائريين الى تصريحات شقيق بلال ويدعى محمد في فيديو بثه موقع «العمق» مساء الخميس. وقال: «تهنا في البحر... حتى وجدنا أنفسنا في المياه الجزائرية. عرفنا ذلك عندما قصدنا زورق أسود» لخفر السواحل الجزائريين، مضيفا: «أطلقوا خمس رصاصات أصابت شقيقي وصديقي، بينما أصيب صديقي الآخر أيضا برصاصة».
وأضاف «أنهم قاموا بالدوران حول دراجاتنا المائية (بزورقهم) كأنهم كانوا يريدون إغراقنا». وأوضح أنه بينما كان يسعى للابتعاد عن مكان الحادث صادف زورقا للبحرية الملكية المغربية أعاده إلى شاطئ السعيدية. ولم يصدر أي تعليق من مصدر رسمي جزائري حتى عصر أمس الجمعة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك