ليبرفيل – الوكالات: سادت حالة ترقب في الغابون بانتظار أي معلومات عن مستقبل الدولة الواقعة في وسط إفريقيا أمس بعدما أسدل ضباط متمرّدون في الجيش الستار على حكم عائلة بونغو الذي دام 55 عاما. أطاح العسكريون الأربعاء بالرئيس علي بونغو أونديمبا الذي حكم والده عُمر البلاد لأكثر من أربعة عقود، بعد لحظات على الإعلان عن فوزه في انتخابات متنازع عليها.ووسط أجواء احتفالية في الدولة الغنية بالنفط، عيّن قادة الانقلاب قائد الحرس الجمهوري الجنرال بريس أوليغي نغيما «رئيسا للمرحلة الانتقالية» في الغابون. وأعادوا خدمة الإنترنت وبث ثلاث وسائل إعلام فرنسية بعدما قطعته حكومة بونغو مساء السبت.
لكنهم أبقوا حظر التجوّل المفروض من السادسة مساء حتى السادسة صباحا «للمحافظة على الهدوء والسلام» فيما ما زالت حدود الغابون مغلقة.
وينتظر سكان الغابون والمجتمع الدولي معرفة المدة التي ستبقى فيها البلاد تحت الحكم العسكري والكيفية التي ستعاد من خلالها السلطة إلى المدنيين.
وأعلن مجلس السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي أمس أنه قرر «تعليقا فوريا» لعضوية الغابون في الاتحاد إثر الانقلاب.وأعرب المجلس عبر منصة اكس عن «تنديده الشديد باستيلاء عسكريين على الحكم في جمهورية الغابون وإطاحة الرئيس علي بونغو في 30 اغسطس 2023»، مضيفا أنه «قرر أن يعلق فورا مشاركة الغابون في كل أنشطة الاتحاد الإفريقي وهيئاته ومؤسساته».
وجاء هذا الاعلان إثر اجتماع للمجلس بحث التطورات في الغابون.
يطرح مستقبل بونغو تساؤلات أيضا، علما بأن الأمم المتحدة والصين كانتا من بين الأطراف التي طالبت بضمانات من أجل سلامته.انتُخب بونغو الذي لطالما تم تصويره على أنه شخصية تفتقر للشعور بالمسؤولية عام 2009 عقب وفاة والده الذي جمع ثروة طائلة من خلال الموارد النفطية للغابون.
وأعيد انتخابه عام 2016 في ظروف خلافية قبل أن يتعرّض إلى ذبحة قلبية عام 2018 أضعفت سلطته.
وأعلن قادة الانقلاب الأربعاء بأن بونغو وضع قيد الإقامة الجبرية و«أحيل على التقاعد».لكن خلال تلك الساعات الأولى تمكّن بونغو من نشر تسجيل مصوّر ناشد فيه «جميع الأصدقاء حول العالم.. رفع أصواتهم» من أجله.
جاء الإعلان عن الانقلاب بعد لحظات على إعلان هيئة الانتخابات الوطنية فوز بونغو بولاية ثالثة في انتخابات السبت مع حصوله على 64,27 في المئة من الأصوات.
وأعلن القادة الجدد الذي أطلقوا على أنفسهم «لجنة المرحلة الانتقالية وإعادة لمؤسسات» إلغاء نتائج الاقتراع التي قالت المعارضة إنها مزوّرة. وأفادوا في بيان أن الانتخابات «لم تفِ بشروط الاقتراع الشفاف والموثوق والشامل الذي كان يأمل به سكان الغابون».
وأوضحوا «يضاف إلى ذلك حكم غير مسؤول ولا يمكن التنبؤ به، والذي نجم عنه تدهور التماسك الاجتماعي، مع خطر أن يقود ذلك إلى فوضى في البلاد».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك