ليبرفيل -(أ ف ب): أدلى الناخبون في الغابون أمس السبت بأصواتهم في انتخابات يسعى من خلالها الرئيس عمر بونغو أودينمبا المنتمي لعائلة حكمت البلاد 55 عاما، للفوز بولاية ثالثة على معارضة اتحدت متأخرة. ويتقدم بونغو ومنافسه الرئيسي ألبرت أوندو أوسا السباق الذي يخوضه 14 مرشحا للفوز بمقعد الرئاسة في البلد الصغير الغني بالنفط والواقع بوسط إفريقيا.
وكان عشرات الأشخاص ينتظرون أمام مراكز اقتراع في وسط ليبرفيل قبيل الظهر، فيما بدت معظم الشوارع التي ارتفعت فيها أعلام حزب بونغو الحاكم، شبه مقفرة على غير عادتها يوم السبت، على ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس. ويرأس علي بونغو (64 عاما) البلاد منذ 14 عاما، وانتُخب رئيسا للمرة الأولى عام 2009 بعد وفاة والده عمر بونغو أونديمبا الذي حكم البلاد أكثر من 41 عاما.
وقبيل الانتخابات، أثار تسجيل محادثة نشر على مواقع التواصل الاجتماعي ضجة كبيرة. وجرت المحادثة بين أوندو أوسا وشخصية أخرى من المعارضة، وفق المنشورات، وسُجّلت دون علم الرجلين اللذين تطرقا فيها إلى استراتيجيات مختلفة «لخلق صراع على النفوذ» وإيجاد دعم من دول أخرى. واتهم بونغو الرجلان بالخيانة، وقال إن التصريحات تعكس خطة للسيطرة على الحكم بمساعدة «قوى أجنبية».
وخلال مهرجان عشية الانتخابات حضره عشرات الآلاف أنصاره في ليبرفيل، اتهم بونغو الرجلين بمحاولة «تدمير هذا البلد»، مضيفا «لن نسمح لهما بالقيام بذلك». واختارت أحزاب المعارضة الرئيسية أوندا أوسا، أستاذ الاقتصاد البالغ 69 عاما والذي كان وزيرا في عهد بونغو من 2006 إلى 2009، مرشحها المشترك قبل ثمانية أيام على الانتخابات. وأصدر تحالف المعارضة هذا الأسبوع بيانا ينفي بشدة زحقيقة وصحة هذه المحادثة» واتهم الحكومة بـ«التلاعب المخزي».
وأعيد انتخاب بونغو عام 2016 بفارق ضئيل لا يتجاوز 5500 صوت، ما دفع منافسه جان بينغ إلى اتهامه بتزوير الانتخابات. وأثار إعلان النتائج حينها أعمال عنف في العاصمة ليبرفيل خلّفت خمسة قتلى، وفق الحكومة. وتقول المعارضة إن 30 شخصا قتلوا بنيران قوات الأمن. في أكتوبر 2018، أصيب بونغو بجلطة دماغية بقي بعدها لمدة عشرة أشهر من دون ظهور علني، ما دفع المعارضة إلى التشكيك بقدرته على إدارة البلاد.
ورغم استمرار معاناته من صعوبات في الحركة، قام في الأشهر الأخيرة بجولات في كل أنحاء البلاد وبزيارات رسمية إلى الخارج شملت حضور قمم عدة. مع ذلك، مُنع الصحافيون الأجانب إلى حدّ كبير من تغطية الانتخابات، وندّدت منظمة «مراسلون بلا حدود» ومقرها فرنسا ب«انتهاك التعددية الإعلامية».
وقالت المنظمة «السلطات الغابونية رفضت كل طلبات الاعتماد التي تقدّم بها صحافيون أجانب يريدون تغطية الانتخابات»، مشيرة إلى طلبات من إذاعة فرنسا الدولية وصحيفة «لوموند» الفرنسية. وشدّدت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الجمعة على «أهمية مراقبة الانتخابات» لضمان «انتخابات حرة ونزيهة وسلمية». وقال متحدث باسم الوزارة في بيان «يستحق جميع الغابونيين هذه الفرصة لاختيار مستقبلهم دون خوف من القمع أو الترهيب».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك