قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التعازي لعائلات ضحايا حادث الطائرة التي كان على متنها مؤسس مجموعة فاجنر العسكرية يفجيني بريجوجين، متحدثا عنه بشكل خاص.
وقال بوتين في تصريح تليفزيوني خلال لقاء مع الزعيم الذي نصبته روسيا لمنطقة دونيتسك المحتلة جزئيا في أوكرانيا، دينيس بوشيلين، إنه يعرف بريجوجين منذ بداية التسعينيات، قائلا إنه كان «رجلا موهوبا لكنه ارتكب أخطاء».
واعتبر الحادث على نطاق واسع بمثابة اغتيال للانتقام من التمرد الذي دشنه بريجوجين ضد بوتين.
وأضاف بوتين إن مساهمة مقاتلي فاجنر في الحرب ضد ما وصفها بـ «النازية الجديدة لن تُنسى».
وأوضح أنه من المهم الانتظار حتى انتهاء لجنة التحقيق في تحطم الطائرة من عملها، متعهدا بالمضي قدما في استجلاء الحقائق «حتى النهاية».
وكشفت مصادر روسية أنه تم التعرف على جثة زعيم مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة في مشرحة، وذلك بعد ساعات من تأكيد تحطم طائرة خاصة كان على متنها 10 أشخاص، بينهم قائد فاغنر ومؤسسها.
ونقل مراسل «سكاي نيوز عربية» عن تلك المصادر قولها إنه تم كذلك التعرف على جثة دميتري أوتكين مؤسس المجموعة العسكرية الخاصة ومساعد بريجوجين من خلال علامات الطول ورسوم الوشم.
وأشارت المصادر إلى صعوبة التعرف البصري على جثث ضحايا حادث تحطم طائرة بريغوجين وذلك «لتشوهاتها الشديدة» الناجمة عن النيران والتفجير.
استنادا إلى العلامات «غير المباشرة»، أكد خبراء بأن بريجوجين من بين الضحايا على أن يتم تحديد الأمر بدقة عبر فحص الحمض النووي.
وكانت قناة «نوفوستي موسكفي» أكدت في حسابها على «تلجرام»، نقلا عن مصادرها في هيئة الجنازات في مدينة تفير، شمالي العاصمة الروسية موسكو، حيث سقطت الطائرة، أن جثة بريجوجين موجودة بالفعل في مكتب تفير الإقليمي للفحص الطبي الشرعي.
ونشرت هيئة الطيران الروسية قائمة بأسماء الأشخاص الذين كانوا على متن الطائرة من طراز «إمبراير ليجاسي» التي كانت تقوم برحلة بين موسكو وسان بطرسبرغ، شملت بريغوجين ومساعده دميتري أوتكين، وهو شخصية غامضة يشتبه بأنه عمل بالفعل في الاستخبارات العسكرية الروسية. وكان ثلاثة من أفراد الطاقم بين القتلى، بينهم المرأة الوحيدة على متن الطائرة وهي مضيفة تدعى كريستينا راسبوبوفا.
ولا يعرف الكثير عن باقي الركاب فيما ذكر الإعلام الروسي أن معظمهم مرتزقة من فاجنر.
والمحققون الذين فتحوا تحقيقا في «انتهاك قواعد سلامة الطيران» دون ترجيح اي فرضية لزموا الصمت أمس. وتحطمت الطائرة قرب قرية كوجينكينو، على بعد نحو 350 كلم شمال موسكو في منطقة تفير.
وعلى مواقع التواصل أثارت حسابات قريبة من فاجنر اعتبارا من الأربعاء فرضية إطلاق صاروخ أرض جو، مما ساهم في ترجيح أكبر لعملية اغتيال.
وقام سكان سان بطرسبرغ المدينة التي اتحذ منها مقرا، بوضع الزهور على نصب تذكاري موقت يدل على شعبية زعيم الحرب لدى البعض الذين ايدوا انتقاده الصريح للنخب الروسية، وأحيانا للكرملين.
زحف بريجوجين في يونيو مع مقاتليه باتجاه موسكو للإطاحة بكبار الجنرالات في 48 ساعة شهدت أحداثا درامية وشكّلت تهديدا لسلطة بوتين.
قبلها، اشتكى بريجوجين على مدى شهور من الطريقة التي تمّت من خلالها إدارة الهجوم على أوكرانيا حيث قاد مقاتلوه في كثير من الأحيان المعارك.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك