التنازل عن الأراضي مقابل الانضمام إلى حلف الناتو
واشنطن – العربية.نت: بعد التقارير التي تحدثت عن فشل الهجوم الأوكراني المضاد في استعادة أراضٍ سيطرت عليها روسيا، حذّر خبراء غربيون من أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا معرضة لأن تصبح صراعا طويل الأمد يستمر عدة سنوات أخرى. والسبب ليس فقط أن القتال في الخطوط الأمامية بطيء الحركة، لكن أيضا لأن أيا من اللاعبين الرئيسيين ليس لديهما أهداف سياسية واضحة يمكن تحقيقها، وفقا لما نقلته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية.
وبحسب الصحيفة، كان الهدف المركزي للهجوم الأوكراني المضاد استعادة وحدة أراضي أوكرانيا، لكن يبدو أنه أصبح بعيد المنال بالنظر إلى محدودية الدعم الغربي لكييف. وتريد الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون الرئيسيون؛ مثل ألمانيا، منع روسيا من الفوز بالحرب، لكنهم يخشون التكاليف والمخاطر في حال مساعدة أوكرانيا على تحقيق النصر الكامل. وبدأ بعض المسؤولين الغربيين يرسمون سيناريوهات لصفقات كبيرة تهدف إلى إنهاء الحرب، لكنها حتى الآن لا تتناسب مع أهداف كييف ولا أهداف موسكو.
في وقت سابق من هذا العام كانت واشنطن وبرلين ودول أخرى تأمل أن تفتح فرصة لإجراء محادثات هذا الخريف إذا حقق هجوم كييف المضاد تقدما كبيرا ضد القوات الروسية في جنوب وشرق أوكرانيا. لكن طوال الحرب تصادم تعزيز أوكرانيا بقوة نارية حاسمة مع أولوية غربية أخرى مهيمنة هي «تجنب التصعيد غير المنضبط» الذي يؤدي إلى حرب مباشرة مع روسيا أو إلى استخدام بوتين الأسلحة النووية.
هذه التطورات حوّلت تقييمات الاستخبارات الأمريكية إلى حالة من التشاؤم الآن وطرحت العديد من التساؤلات حول ما إذا كان بإمكان القوات الأوكرانية اختراق الدفاعات الروسية والوصول إلى الساحل، وهو هدف استراتيجي رئيسي لكييف.
وأشار تقرير «وول ستريت جورنال» إلى أن الارتباك حول الأهداف الغربية الأسبوع الماضي تجسد عندما تحدث مسؤول كبير في حلف «الناتو» علنا عن فكرة ناقشها دبلوماسيون أوروبيون هي أن تتخلى أوكرانيا عن الأراضي التي تسيطر عليها روسيا مقابل الانضمام إلى الحلف لحماية ما تبقى منها. وأثار هذا الاقتراح رفضا غاضبا من أوكرانيا التي تقول إن حدودها ليست للمقايضة. واعتذر مسؤول «الناتو» لاحقا عن تصريحاته، وأكد أن الرأي العام الغربي يميل إلى أن فكرة أن لأوكرانيا وحدها تحديد شروط سلام مقبولة.
لكن «في السر»، لا يعتقد العديد من المسؤولين الغربيين أن الولايات المتحدة وحلفاءها يمكنهم ترك الأمر لكييف وحدها لتحديد الهدف والشروط لعقد سلام، وهم يخشون أن تتسبب أهداف كييف «المتطرفة» بحرب لا نهاية لها، بحسب ما نقلته «وول ستريت جورنال». ويرغب هؤلاء المسؤولون «في عرض الجزرة على أوكرانيا لقبول خسارتها الفعلية لبعض الأراضي»، بحسب الصحيفة التي شرحت أن المغريات قد تثمل بـ«عضوية الناتو أو الاتحاد الأوروبي أو وعود بتقديم مساعدات عسكرية واقتصادية طويلة الأجل».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك