كيتو – (أ ف ب): بدأ الناخبون في الإكوادور الإدلاء بأصواتهم صباح أمس الأحد في انتخابات رئاسية مبكرة بعد حملة طبعها اغتيال أحد أبرز المرشحين فرناندو فيافيسينسيو، وعلى خلفية موجة عنف غير مسبوقة مرتبطة بتجارة المخدرات التي تتوسّع في البلاد. وتجرى هذه الانتخابات بعد 12 يومًا على قتل فيافيسينسيو، الصحفي السابق الذي كان يبلغ 59 عامًا والذي حل في المركز الثاني في استطلاعات الرأي حول نوايا التصويت.
وطبعت الحملة ثلاثة اغتيالات أخرى طالت مدير مرفأ كبير ومرشحا للكونجرس ومسؤولا محليا. وقالت الناخبة ايفا هورتادو (اربعون عاما) لدى خروجها من مركز الاقتراع: «المشكلة الأكثر خطورة هي انعدام الأمن (...) عدد كبير من الجرائم والاغتيالات، نشعر بالخوف». وفُتحت مراكز الاقتراع أمس الأحد عند الساعة 07:00 (12:00 بتوقيت جرينتش)، على أن تُغلق الساعة 17:00 (22:00 بتوقيت جرينتش)، لانتخاب رئيس ونائب للرئيس و137 عضوا في الكونجرس المؤلف من غرفة واحدة.
وقال الرئيس المحافظ المنتهية ولايته غييرمو لاسو مع بدء عملية الاقتراع: «تشهد الاكوادور هذا اليوم الانتخابي في ظروف معقدة، وفي الوقت نفسه، هي مفعمة بالأمل»، مشددا على «المسؤولية الهائلة» التي تقع على عاتق مواطنيه الذين دعاهم الى «وقف تقدم المشاريع السلطوية التي تعرض استقرار البلاد للخطر».
وضربت آفة تهريب المخدّرات خلال السنوات الأخيرة الإكوادور التي عُرفت وقتا طويلا بأنها واحة سلام في أمريكا اللاتينية، إلى حدّ تهديد استقرار المؤسسات. وإن كان ساحل المحيط الهادئ بمينائه الاستراتيجي غواياكيل قد عُرف فترة طويلة بأنّه بؤرة العنف في البلاد، فإن كيتو تعيش اليوم أيضًا في الخوف؛ إذ تضاعفت فيها وتيرة جرائم القتل على المستوى المحلّي في عام 2022، ويتوقع أن تسجّل أرقاما قياسية هذا العام. ومنذ عام 2021 قتل أكثر من 430 معتقلا في السجون في مذابح بين العصابات المتناحرة.
وبالإضافة إلى العنف الذي تشهده البلاد، ترزح الإكوادور أيضا تحت وطأة أزمة مؤسساتية حرمتها من دور البرلمان خلال الأشهر الثلاثة الماضية بعد قرار الرئيس المحافظ المنتهية ولايته غييرمو لاسو بحلّه والدعوة إلى انتخابات مبكرة لتجنّب توجيه تهم بالفساد إليه. وسينتخب الرئيس الجديد حتى مايو 2025، التاريخ الذي كان من المفترض أن تنتهي فيه ولاية لاسو. وقال لويس لاغوناس (54 عاما) لفرانس برس فيما كان ينتظر دوره للاقتراع في شمال العاصمة إن «هذه الحكومة لم تعرف كيف تتعامل مع الإجرام (...) نحتاج الى الشدة». وأكد المتقاعد كارلوس ليون (61 عاما) أن «لا شيء يمكن القيام به في 18 شهرا»، مبديا امله وصول رئيس «قوي، لا يخاف، وقدماه على الأرض».
وأدى اغتيال فيافيسينسيو الى خلط اوراق المعركة الانتخابية. وستجرى دورة ثانية في 15 اكتوبر في حال لم يتمكن أي من المرشحين الثمانية من الفوز بالغالبية المطلقة. وستكون صورة فيافيسينسيو موجودة على أوراق الاقتراع لا صورة كريستيان زوريتا البالغ 53 عامًا الذي اختير مكانه، إذ إن موعد الاقتراع لم يسمح بطباعة أوراق جديدة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك