واشنطن- (أ ف ب): تستغل حسابات وسائل التواصل الاجتماعي التي تنكر تغير المناخ، حرائق الغابات المميتة في هاواي لدفع نظريات مؤامرة تتحدث عن استخدام أشعة ليزر عالية الطاقة لإشعال النيران. أدت منشورات تتحدث عن هذه التقنيات أو تدعي أن الحرائق تم إشعالها عمدا بهدف إقامة مدن صديقة للمناخ، الى ملايين المشاركات عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل »اكس«(تويتر سابقا).
وكتب الإذاعي اليميني المتطرف ستو بيترز عبر المنصة المذكورة »فقط سلاح طاقة موجهة يمكنه التسبب بهذا النوع من الدمار«. تلقي هذه السردية الضوء على ما يعتبر خبراء المعلومات المضللة أنه توجه ينكر فيه منظرو المؤامرة علم تغير المناخ استجابة لأحداث الطقس المتطرفة.
وقالت ارونيما كريشنا وهي باحثة في جامعة بوسطن تدرس التضليل المناخي «في أي وقت يحصل فيه حدث متعلق بالمناخ مع دعوات إلى تسريع العمل المناخي، تكون هناك محاولة مقابلة لتشويه سمعة علوم المناخ وفصل الحدث عن تغير المناخ وإلقاء اللوم فيه على أمر آخر».
ضاقت منصات التواصل الاجتماعي من بينها «اكس» بمنشورات تدعي كذبا أنها تعرض صورا ومقاطع فيديو يظهر فيها استهداف هاواي بأنظمة مماثلة، تستخدم طاقة كهرومغناطيسية مركزة ويتم تطويرها في الولايات المتحدة للدفاع الصاروخي والمسيرات. ولكن الصور التي تنتشر عبر الانترنت غير مرتبطة بالحرائق التي أدت إلى مصرع ما لا يقل عن 111 شخصا وأدت الى تدمير مدينة لاهاينا الساحلية في جزيرة ماوي.
وكشفت خدمة تقصي الحقائق في فرانس برس عن منشورات مزيفة تحرف لقطات لإطلاق صاروخ «سبيس اكس» في كاليفورنيا، وشعلة في مصفاة نفط في أوهايو، وتوهج خطوط كهرباء في لويزيانا، وانفجار قمر صناعي ومحول صيني في تشيلي، من بين صور أخرى قديمة متداولة بلغات متعددة. وقام البعض بمشاركة صورة تم التلاعب بها لإضافة شعاع من الضوء في السماء، بينما ادعى آخرون أن ظواهر طبيعية -مثل عدم احتراق بعض الأشجار -تدل على وجود أشعة ليزر.
وبالنسبة لمايك روتشيلد الخبير في نظرية المؤامرة فإن «هذه النظرية قابلة للتكيف بشكل خاص مع وسائل التواصل الاجتماعي لأنها تتناسب مع الصور الملتقطة للحرائق التي تُظهر أشعة ضوئية يُفترض أنها آتية من الفضاء». ورأى أن هذا «يستند إلى عدم فهم المؤمنين بنظرية المؤامرة لطبيعة نشاط الحرائق والرياح».
قال إيان بويد وهو خبير في أسلحة الطاقة الموجهة في جامعة كولورادو لفرانس برس إن نظرية المؤامرة تتحدى الواقع جزئيا لأن الليزر الذي يتمتع بقوة كافية لإشعال حرائق هاواي يتطلب هواء «هائلا« أو مركبة فضائية لا يمكن عدم ملاحظتها. لا تزال السلطات تحقق في سبب اندلاع الحرائق الأكثر فتكاً منذ أكثر من قرن في الولايات المتحدة. ووضع جزء كبير من أرخبيل هاواي في حالة إنذار قصوى (اللون الأحمر) من خطر اندلاع حرائق مع مرور اعصار جلب رياحًا قوية إلى منطقة تحوي نباتات جافة.
وتحدثت وسائل الاعلام الأمريكية عن سقوط خطوط الكهرباء كمصدر محتمل للحريق. واعتبر مايك غولنر الذي يبحث في ديناميات الحرائق في جامعة كاليفورنيا -بيركلي أنه «مع رياح بهذه الشدة وكمية كبيرة من العشب الجاف، ليس هناك أي حاجة لاشتعال مصدره الفضاء»، متابعا «من الواضح أن هذه ادعاءات مجنونة حقا».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك