سيول -(أ ف ب) انتقدت كوريا الشمالية أمس السبت الأمم المتحدة لاتهامها بارتكاب انتهاكات حقوقية واسعة النطاق بحق مواطنيها، ووصفت بيونج يانج المنشقين عنها الذين فروا من المصاعب بأنهم «حثالة بشرية»، وفق وسائل إعلام حكومية. وجاءت الانتقادات بعد جلسة في مجلس الأمن الدولي يوم الخميس بشأن الوضع في كوريا الشمالية، وجهت خلالها انتقادات لإنفاق بيونج يانج الباهظ على برنامجها للأسلحة النووية بينما يعاني شعبها الجوع ويفتقر إلى الضروريات الأساسية.
خلال الجلسة، قال المنشق الكوري الشمالي إلهيوك كيم إنه أُجبر في سن مبكرة على العمل في الحقول بدون أجر، وأن الحبوب التي زرعوها ذهبت كلها إلى الجيش. وأضاف «الحكومة تحوّل دماءنا وعرقنا إلى حياة فاخرة للقادة وإلى صواريخ. تحوّل عملنا الشاق إلى انفجارات في السماء». وتابع «الأموال التي تنفق على صاروخ واحد فقط يمكن أن تطعمنا لمدة ثلاثة أشهر».
من جهته، قال المفوض السامي الأممي لحقوق الإنسان فولكر تورك في كلمة عبر الفيديو إن «العديد من الانتهاكات التي أشيرُ إليها تدعم تنامي عسكرة جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية». وأضاف تورك «الاستخدام الواسع النطاق للعمل القسري - وهو يطاول السجناء السياسيين وأطفال المدارس للحصاد - ومصادرة أجور عمال في الخارج، كل هذا يدعم الجهاز العسكري للدولة وقدرتها على تصنيع الأسلحة».
ردا على ذلك، قال متحدث باسم الرابطة الكورية لدراسات حقوق الإنسان في بيان نقلته وكالة الأنباء المركزية الكورية إن الاجتماع «يهين وينتهك» روح ميثاق الأمم المتحدة. وأضاف المتحدث أن بيونج يانج «تدين بشدة وتعارض مجلس الأمن الدولي لمساومته بشأن وضع حقوق الإنسان في دولة بعينها». وتابع «يعرف شعب كوريا الديموقراطية الشعبية جيدا وضعه الحقوقي ويقيّمه بشكل صحيح بنفسه».
ووصف المسؤول المنشقين الكوريين الشماليين بأنهم «حثالة بشرية فروا بعد أن هجروا وطنهم وآباءهم وأزواجهم وأطفالهم فقط لإنقاذ حياتهم القذرة». وجلسة الاستماع التي جاءت بدعوة من الولايات المتحدة، هي الأولى في مجلس الأمن بشأن حقوق الإنسان في كوريا الشمالية منذ ستّ سنوات، وتأتي مع تسريع بيونج يانج وتيرة اختباراتها للصواريخ ذات القدرة النووية، ما أدى إلى تصعيد التوتر في أنحاء شرق آسيا. ولم يحضر الجلسة ممثلون لكوريا الشمالية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك