سيناتور ديمقراطي بارز: العنصريون الإسرائيليون يستخدمون
المساعدات في سلب الأراضي والتنكيل بالفلسطينيين وانتهاك حقوقهم
تصاعدت في الفترة الماضية الدعوات في أمريكا لقطع المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل. وقال ساسة وأعضاء كونجرس وكتاب ومحللون إن استمرار المساعدات يدمر مصداقية أمريكيا؛ إذ تستخدم هذه المساعدات في تمويل العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين وسلب أراضيهم وانتهاك حقوقهم وتمويل العنف الذي يمارسه المستوطنون.
وطالب السيناتور الديمقراطي كريس فان هولين الرئيس الأمريكي جو بايدن بإعادة النظر في المساعدات العسكرية الضخمة لإسرائيل، في ظل ميل الحكومة الإسرائيلية أكثر نحو اليمين المتطرف. ودعا العضو البارز في مجلس الشيوخ الأمريكي الرئيس بايدن إلى «التدخل شخصيًّا لمنع الوزراء العنصريين في الحكومة الإسرائيلية من سلب الأراضي الفلسطينية والتعدي على حقوق الفلسطينيين وارتكاب انتهاكات صارخة بحقهم».
وبحسب تقرير نشرته قبل أيام صحيفة «الجارديان» البريطانية، ذكر فان هولين أن «ضررًا جَسيمًا سيلحق بالمصداقية الأمريكية في العالم»، في حال عدم تدخل بايدن.
ونوّه السيناتور الذي يمثل ولاية ميرلاند الأمريكية إلى أن «إعادة النظر في المساعدات العسكرية الضخمة تضمن عدم استخدام إسرائيل لها في ضم الضفة الغربية، أو إلحاق الأذى والظلم بالفلسطينيين، بما في ذلك تواطؤ الجيش الإسرائيلي مع المستوطنين في هجماتهم ضد القرى والبلدات الفلسطينية».
وأكد أهمية أن توضّح واشنطن لإسرائيل أن «المساعدات الأمريكية لا يمكن استخدامها في دعم عنف المستوطنين، أو توسيع المستوطنات غير الشرعية».
وحذّر في الوقت ذاته من أن «السكوت عما يحدث سيُفسَّر من قبل وزراء اليمين المتطرف في الحكومة على أنه ضعف من جانب الولايات المتحدة».
وأضاف السيناتور وهو عضو في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي أن إدارة بايدن مطالبة بالنظر فيما إذا كانت إسرائيل خالفت قانون «ليهي» لعام 1997، الذي يحظر تقديم مساعدات عسكرية أمريكية إلى الجيوش الأجنبية المتورطة في انتهاكات حقوق الإنسان.
يشار إلى أن فان هولين، زار الضفة الغربية وإسرائيل الشهر الماضي، وقال إنه كان خلال الزيارة شاهدًا على عملية سلب الأراضي، ومدى خطورة الوضع في ظل وجود حكومة يمينية متطرفة تضم عنصريين معروفين، مثل بن غفير وسموتريتش «اللذين يظهران بوضوح عزمهما على الاستيلاء على الضفة الغربية بالكامل». وذكر السيناتور أن «الجيش الإسرائيلي إما يغضُّ الطرفَ عن عنف المستوطنين، وإما يتعاونُ معهم في مهاجمة البلدات والمدن الفلسطينية».
ومؤخرا نشرت صحيفة «ها آرتس» الإسرائيلية تقريرا يرصد كيف أن مناقشة إنهاء المساعدة العسكرية الأمريكية لإسرائيل باتت تحظى بشعبية متزايدة، الأمر الذي يمثل تحولا جذريا.
وأذاعت محطة الشبكة التلفزيونية الأمريكية PBS مناظرة بين سفير أمريكي سابق لدى إسرائيل ومسؤول كبير في البيت الأبيض تندرج تحت «تحطيم المحرمات»، وكانت غير متصورة على الإطلاق من قبل؛ إذ ناقشا خلالها إن كان الوقت قد حان لوقف الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل. وباتت القضية التي كان يُعتقد في السابق أنها تحظى بإجماع شامل في السياسة الأمريكية موضوعا مثيرا للجدل في واشنطن. وفي المناظرة، أعرب دان كيرتزر السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل بين عامي 2001 و2005 إبان إدارة الرئيس جورج بوش الابن عن دعمه للفكرة. وقال إن إسرائيل لا تشترك مع الولايات المتحدة في القيم الديمقراطية، وهي مستقرة بما يكفي وقادرة على الاعتناء بنفسها.
ولم يعارض دينيس روس، الذي كان مسؤولاً عن القضية الإسرائيلية الفلسطينية في عهد إدارة كلينتون في التسعينيات، وقف هذه المساعدة صراحة، لكنه نبّه إلى أن الوقت ليس مناسبا لذلك.
وتضمن مذكرة تفاهم بين البلدين وُقعت عام 2016 نحو 3.8 مليارات دولار سنويا لإسرائيل، فضلا عن دعم إضافي في حالات الطوارئ، مثل تجديد صواريخ القبة الحديدية الاعتراضية. وهذه الاتفاقية تنتهي عام 2026، ويُقدِّر كبار المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين أن صياغة اتفاقية جديدة ستزداد تعقيدا عما كانت عليه في الماضي، بحسب الصحيفة العبرية.
ولم تعد مناقشة هذه القضية «محرمة» في وسائل الإعلام الأمريكية كما كانت في السابق، ويعترف كبار المسؤولين الإسرائيليين بأن معدل التغيير فاجأهم. فقبل فترة دعا مقال في صحيفة نيويورك تايمز بقلم كاتب الرأي الكبير نيكولاس كريستوف، الذي لا يكتب كثيرا عن إسرائيل، صراحة إلى وقف المساعدات لإسرائيل. وتضمن المقال مقابلة مع كيرتزر ومارتن إنديك، وهو سفير سابق آخر في إسرائيل، الذي أيّد الفكرة أيضا. وأوضح إنديك وكيرتزر أن هذه المساعدة لا تخدم سياسة أمريكا الخارجية فعليا؛ لأن إسرائيل مستمرة في تجاهل المطالب الأمريكية. وقال كلاهما إن إسرائيل أصبحت دولة قوية وغنية وإن الوقت قد حان «لفطمها» عن المساعدات الأمريكية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك