نيروبي - (أ ف ب): أعرب الاتّحاد الإفريقي أمس الخميس عن «قلقه البالغ» إزاء الاشتباكات الدامية التي اندلعت هذا الأسبوع بين مجموعتين مسلّحتين في العاصمة الليبية طرابلس، داعياً إلى وقف فوري للقتال ومواصلة جهود المصالحة. وقالت مفوضية الاتّحاد الإفريقي في بيان إنّ رئيسها موسى فقي محمد «يتابع بقلق بالغ تطوّرات الوضع الأمني في طرابلس والتي أوقعت خسائر في الأرواح والعديد من الجرحى».
وأضاف البيان أنّ رئيس المفوضية «يحضّ كلّ الأطراف المعنية وجميع الفاعلين العسكريين والسياسيين والاجتماعيين على وضع حدّ فوري لكلّ الأعمال العدائية... ويذكّر جميع المعنيين بالحاجة الملحّة لمواصلة الجهود الجارية نحو المصالحة الوطنية». وأكّد الفقي في بيانه أنّ «لا حلّ عسكرياً للأزمة الليبية، وأنّ وحدة ليبيا وسلامها واستقرارها ومكانتها الدولية التاريخية لا يمكن أن تُستردّ إلا بالوسائل السلمية».
وقد أُطلق ليل الأربعاء سراح قائد «اللواء 444» العقيد محمود حمزة الذي تسبّب اختطافه من جانب «قوة الردع الخاصة» باندلاع اشتباكات عنيفة بين المجموعتين المسلّحتين جنوب العاصمة طرابلس يومي الإثنين والثلاثاء أوقعت 55 قتيلاً على الأقلّ وحوالي 150 جريحاً. وقال مصدر في رئاسة الأركان العامة للجيش في غرب ليبيا لوكالة فرانس برس أمس الخميس إنّ «محمود حمزة آمر اللواء 444 قتال، أُطلق سراحه رسمياً في وقت متأخر ليلة الأربعاء ووصل إلى مقرّ اللواء جنوب طرابلس».
وأضاف المصدر طالباً عدم نشر اسمه إنّ حمزة «أُطلق سراحه بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته الحكومة والمتضمن سحب التشكيلات المسلّحة في خطوط التماس ونشر قوة محايدة للفصل بين المتنازعين، وتقديم الحكومة الرعاية الطبية وتعويض كل الذين تضرّرت منازلهم وممتلكاتهم جرّاء الاشتباكات». وعن الوضع في جنوب طرابلس حيث دارت معارك دامية طوال يومين، قال المصدر إنّ «الوضع الأمني مستقر تماما، وهناك انتشار لدوريات الشرطة والأمن، وحركة السير طبيعية ولا مظاهر عسكرية في المناطق التي شهدت اشتباكات».
واندلعت المعارك الإثنين إثر اعتقال قوة الردع قائد «اللواء 444» لأسباب مجهولة. واستخدم مقاتلو المجموعتين النافذتين في الاشتباكات أسلحة ثقيلة واستقدموا تعزيزات عسكرية. وأعلن «المجلس الاجتماعي» المكوّن من وجهاء وشخصيات قبلية واجتماعية في بلدية سوق الجمعة شرق طرابلس حيث معقل «قوة الردع»، توصله إلى اتفاق مع رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة لنقل العقيد محمود حمزة الى «جهة محايدة»، دون تسميتها.
وبحسب وسائل إعلام محلية، فقد نُقل حمزة إلى المقرّ الرئيسي لـ«جهاز دعم الاستقرار»، وهي جماعة مسلحة أخرى ذات نفوذ في طرابلس وتتبع للمجلس الرئاسي. ويعدّ «اللواء 444» الذي يقوده العقيد محمود حمزة من أكثر القوى العسكرية تنظيماً، وينتشر خصوصا جنوب العاصمة، كما يسيطر على مدن بارزة في غرب ليبيا وتحديداً ترهونة وبني وليد، ويقوم بتأمين أجزاء واسعة من الطريق الرابط بين العاصمة وجنوب البلاد.
أما «قوة الردع»، وهي جهاز لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة مستقل عن وزارتي الدفاع والداخلية ويتبع للمجلس الرئاسي الليبي، فتُعتبر من القوى المسلحة النافذة في طرابلس، إذ تسيطر على معظم وسط وشرق المدينة وتفرض سيطرة مطلقة على قاعدة معيتيقة العسكرية الجوية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك