كاهولوي - (أ ف ب): تجاوزت حصيلة ضحايا حرائق هاواي، وهي الأكثر فتكا منذ أكثر من قرن في الولايات المتحدة، 100 قتيل، على ما أعلنت يوم الثلاثاء السلطات التي تواصل البحث عن الضحايا وباتت تتوافر لها مشرحة متنقلة في جزيرة ماوي. وبحسب أحدث حصيلة للسلطات ارتفع عدد القتلى إلى 106 أشخاص، حدّد خمسة منهم فقط بسبب صعوبة التعرف على الجثث.
ولم يغطِّ عمال الإغاثة الذين يبحثون بين أنقاض بلدة لاهاينا التي أتت عليها النيران بشكل شبه كامل، بمساعدة كلاب مدرّبة، إلا حوالي ربع أراضي المنطقة، ومازالت امامهم مساحة كبيرة يتعين العمل فيها. وتخشى السلطات من ارتفاع عدد الضحايا بشكل كبير وقد حذّرت من أنه قد يتضاعف. كذلك، لا يزال مئات الأشخاص في عداد المفقودين. وتمكّن بعض السكان من تحديد مواقع أقاربهم مع استعادة الاتصالات تدريجيا في ماوي.
البحث عن الجثث في مدينة لاهاينا التي كان يبلغ عدد سكانها 12 ألف نسمة قبل الكارثة، عمل شاق. وكان الحريق هائلا إلى درجة أنه أذاب المعدن؛ دُمّر أكثر من ألفَي مبنى وأُحرق العديد من المنازل تماما. ودعي أقارب المفقودين إلى الخضوع لاختبار الحمض النووي للمساعدة في التعرف على الجثث. ووصل يوم الثلاثاء إلى جزيرة ماوي موظفون من وزارة الصحة الأمريكية مع مشرحة متنقلة، بحسب ما أفاد مصور في وكالة فرانس برس.
وبعد أسبوع من اندلاع الحرائق في ماوي أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الثلاثاء أنه سيزور هاواي برفقة زوجته جيل في أقرب وقت ممكن لتفقد الأضرار ومواساة الناجين. وقال بايدن: «زوجتي جيل وأنا سنزور هاواي في أقرب وقت ممكن»، مشيرا إلى حرصه على عدم «عرقلة» جهود الإغاثة. وجاءت تصريحات الرئيس الديمقراطي البالغ 80 عاما خلال زيارته مصنعا في ويسكونسن، وقد خصّص مطلع خطابه للأوضاع في هاواي.
وقال بايدن الذي سارع إلى إعلان الحرائق في هاواي «كارثة كبرى» ما حرّر أرصدة فدرالية لاستخدامها في تقديم المساعدات إنه تحدّث مرارا إلى حاكم هاواي جوش غرين. وقد أثارت طريقة التعامل مع هذه الكارثة الكثير من الجدل، فيما تحدث بعض السكان عن شعورهم بأنه تم التخلي عنهم. وقالت أنيليز كوشران (30 عاما) وهي واحدة من عشرات سكان لاهاينا الذين اضطروا إلى إلقاء أنفسهم في البحر هربا من النيران: «ما حدث، في رأيي، نتيجة إهمال».
ولم تتلق الشابة التي فوجئت بالدخان الأسود، على غرار العديد من جيرانها، أي تنبيه. وأمضت ثماني ساعات في المحيط قبل أن تنجو بعد تشبّثها بجدار صخري. وأثناء الحرائق، لم تجد التحذيرات التي أطلقتها السلطات عبر الاذاعة والتلفزيون نفعا بالنسبة إلى كثر من السكان المحرومين من الكهرباء وانعدام التغطية. وبقيت صفارات الإنذار صامتة. وفُتح تحقيق في إدارة الأزمة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك