كوالالمبور - (أ ف ب): أدلى الماليزيون أمس السبت بأصواتهم لاختيار أعضاء مجالس ست ولايات، في اقتراع يعد مؤشرا على مدى الدعم لحكومة الوحدة برئاسة أنور إبراهيم. وفيما لن تؤثر الانتخابات على الأرجح فوراً على أغلبية الثلثين الحالية لأنور في البرلمان، يرى محللون أن قبضته على السلطة قد تضعف إذا تعرض ائتلافه «باكاتان هارابان» (تحالف الأمل) لانتكاسة، وخصوصا بين الناخبين الملايو المسلمين في الدولة ذات الغالبية المسلمة بجنوب شرق آسيا.
وأغلقت مراكز الاقتراع في السادسة مساء (10:00 بتوقيت جرينتش) ومن المتوقع إعلان النتائج في وقت لاحق اليوم. وقالت مفوضية الانتخابات إن نسبة الإقبال تراوحت بين 56 و70% من أكثر من 9,7 ملايين ناخب مسجلين حتى الساعة الرابعة عصرا. ومن المتوقع أن تُعلن النتائج في ولايات كيلانتان وترينغانو وكيدا وبينانغ وسيلانغور ونيغيري سمبيلان في غضون ساعات.
من بين الولايات الست، يسيطر تحالف أنور حاليا على نيغيري سيمبيلان وأغنى ولايتين في البلاد: سيلانغور حيث أكبر ميناء في ماليزيا، وبينانغ التي تستضيف صناعة أشباه الموصلات مزدهرة. ويهيمن على الولايات الأخرى تحالف قوي من الملايو قاعدته في الأرياف بقيادة محيي الدين ياسين. يمثل الملايو ثلثي سكان ماليزيا البالغ عددهم 33 مليون نسمة إلى جانب أقليات إتنية صينية وهندية كبيرة.
وحث أنور في نداء وجهه عبر فيسبوك عشية الاقتراع، الناخبين على منح ائتلافه «تفويضا واضحا وقويا... لتحقيق أجندة أفضل لجميع الاتنيات في هذا البلد». يدفع الرجل البالغ 76 عاما من أجل مجتمع أكثر اندماجا يتيح للإتنيات الأخرى مشاركة أوسع، بينما يعطي خصومه الأولوية للغالبية المسلمة من الملايو.
وعبر ائتلاف المعارضة «بيريكاتان ناسيونال» عن الثقة في تحقيق المزيد من الاختراقات. وأحد الأعضاء البارزين في بيريكاتان هو حزب بي إي إس الذي يسعى لإقامة نظام ثيوقراطي في ماليزيا. ومع فوزه بـ49 مقعدا برلمانيا أو أكثر من 20% من 222 مقعدا في المجلس العام الماضي، صعد حزب بي إي إس خطابه العنصري والديني لحشد التأييد.
من ناحيته، قال المتحدث باسم الحزب الإسلامي خيري نظام خير الدين لوكالة فرانس برس إن أنور «وعد بالكثير لكنه لم ينفذ». ويرى جيمس تشين وهو خبير في ماليزيا في جامعة تسمانيا في أستراليا أن الانتخابات تحظى بمتابعة لمعرفة مستوى الدعم الذي يحظى به الاصلاحي أنور إبراهيم لدى مسلمي الملايو. وحذر من عواقب وخيمة إذا خسر أنور حتى ولاية واحدة.
وأضاف أن «التداعي الأول هو أنه لا يستطيع القيام بأي إصلاحات كبرى أو إصلاحات هيكلية جوهرية للاقتصاد والسياسة». وبحسب تشين فإن هذا «سيدفع أنور إلى تبني سياسة أكثر تأييدا للملايو وأكثر إسلامية. وهذا يعني نهاية الإصلاحات». وتولى أنور رئاسة الحكومة في نوفمبر الماضي عقب أزمة سياسية شهدت فوز حزبه بغالبية الأصوات في الانتخابات العامة لكن بدون تحقيق الغالبية المطلقة الضرورية لتشكيل حكومة.
وأجبره ذلك على تشكيل ائتلاف مع خصوم سابقين في «المنظمة الوطنية المتحدة للملايو» لضمان تأمين أغلبية الثلثين في البرلمان ونيل موافقة ملك ماليزيا على تشكيل «حكومة وحدة». صمد التحالف حتى الآن في بلد شهد تعاقب ثلاثة رؤساء حكومات خلال أربع سنوات، بعد هزيمة نجيب رزاق وخسارته رئاسة الوزراء في انتخابات 2018 وسط فضيحة الفساد المتعلقة بصندوق الثروة السيادي «1ام دي بي».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك