العدد : ١٧٠٣٦ - الأربعاء ١٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٣٦ - الأربعاء ١٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

طرقات ضيقة تحولت إلى شوارع تجارية.. من المسؤول ؟

تحقيق: محمد الساعي

الأحد ١٣ أغسطس ٢٠٢٣ - 02:00

اختناقات مرورية.. فوضى ومخالفات.. نقص في المواقف.. ولا تنظيم

«البلديات»: ليس اختصاصنا.. «الأشغال»: ليست مسؤوليتنا.. و«التجارة»: لا تعليق

التخطيط العمراني: لسنا من يصدر الرخص.. وتحديثات على الشوارع التجارية لتخفيف الضغط

أصابع الاتهام توجه إلى المجالس البلدية السابقة.. والحلول الجذرية غير ممكنة

الأهالي: المخالفات المرورية صارخة وغياب الدوريات يفاقم المشكلة

مئات المحلات والمطاعم تراكمت في طرقات صغيرة بآليات قانونية!


تصوير‭ - ‬عبدالأمير‭ ‬السلاطنة

 

يوما‭ ‬ما،‭ ‬كانت‭ ‬نماذج‭ ‬جميلة‭ ‬للقرى‭ ‬الهادئة‭ ‬والبيوتات‭ ‬المترابطة،‭ ‬والطرقات‭ ‬البسيطة‭ ‬التي‭ ‬تشق‭ ‬القرية،‭ ‬وتتوزع‭ ‬مساكن‭ ‬الأهالي‭ ‬على‭ ‬طرفي‭ ‬الطريق‭ ‬بهدوء‭ ‬وسكينة‭. ‬

مرت‭ ‬سنوات‭ ‬ليست‭ ‬بالكثيرة،‭ ‬لتتحول‭ ‬هذه‭ ‬المناطق‭ ‬وبقدرة‭ ‬قادر‭ ‬الى‭ ‬شوارع‭ ‬تجارية‭ ‬تعج‭ ‬بالمحلات‭.. ‬وبالمطاعم‭.. ‬وبالمركبات‭.. ‬وبالمتسوقين‭.. ‬وبالمشاكل،‭ ‬وباتت‭ ‬تلك‭ ‬المناطق‭ ‬أشبه‭ ‬بمجمعات‭ ‬تجارية‭ ‬عشوائية‭. ‬

المشكلة‭ ‬ان‭ ‬الطاقة‭ ‬الاستيعابية‭ ‬لهذه‭ ‬الطرقات‭ ‬لا‭ ‬تتناسب‭ ‬بتاتا‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬وحجم‭ ‬المحلات‭ ‬التجارية‭ ‬والأنشطة،‭ ‬ولا‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬المركبات‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها،‭ ‬ولا‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬مواقف‭ ‬السيارات‭ ‬المتوافرة،‭ ‬ولا‭ ‬مع‭ ‬حجم‭ ‬وإمكانيات‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬للمنطقة،‭ ‬ولا‭ ‬مع‭ ‬مساحة‭ ‬القرية‭ ‬إجمالا‭.. ‬ولا‭ ‬مع‭ ‬المعايير‭ ‬والاشتراطات‭ ‬التي‭ ‬تضعها‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬لافتتاح‭ ‬مشاريع‭ ‬ومحلات‭ ‬تجارية‭. ‬

والنتيجة‭.. ‬اختناقات‭ ‬ومخالفات‭ ‬مرورية،‭ ‬فوضى‭ ‬عارمة،‭ ‬طوابير‭ ‬من‭ ‬السيارات‭ ‬التي‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬مواقف‭ ‬لها،‭ ‬أعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬يتكدسون‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬واحد،‭ ‬أنشطة‭ ‬تجارية‭ ‬متكررة‭ ‬وبكثافة‭ ‬غريبة‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الشارع‭. ‬

ليجد‭ ‬من‭ ‬يتورط‭ ‬بالدخول‭ ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬عنق‭ ‬زجاجة،‭ ‬يكافح‭ ‬للخروج‭ ‬منها‭ ‬سالما‭. ‬وما‭ ‬يزيد‭ ‬الطين‭ ‬بلة‭ ‬هو‭ ‬غياب‭ ‬شبه‭ ‬تام‭ ‬لسيارات‭ ‬المرور‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تنظيم‭ ‬الفوضى‭ ‬الحاصلة،‭ ‬وقبل‭ ‬ذلك‭ ‬تغريم‭ ‬المخالفين‭. ‬فليس‭ ‬من‭ ‬الغريب‭ ‬أن‭ ‬تجد‭ ‬في‭ ‬ذروة‭ ‬الزحام،‭ ‬من‭ ‬يوقف‭ ‬مركبته‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬الطريق‭ ‬ليطلب‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المطعم‭ ‬أو‭ ‬تلك‭ ‬الكافتيريا،‭ ‬وعلى‭ ‬أصحاب‭ ‬المركبات‭ ‬الأخرى‭ ‬أن‭ (‬يتصرفوا‭)!‬

 

نماذج‭ ‬صارخة

من‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬خوض‭ ‬المغامرة،‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يزور‭ ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬المناطق‭ ‬مثل‭ ‬البديع‭ ‬وبعض‭ ‬شوارع‭ ‬عراد،‭ ‬ودار‭ ‬كليب‭ ‬والمالكية‭ ‬وكرزكان‭ ‬ودمستان‭ ‬وغيرها،‭ ‬ليقف‭ ‬على‭ ‬نماذج‭ ‬صارخة‭ ‬لهذه‭ ‬الفوضى‭.‬

كل‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬حدث‭ ‬للأسف‭ ‬بآليات‭ ‬قانونية‭ ‬وتراخيص‭ ‬رسمية‭. ‬ولا‭ ‬نعني‭ ‬هنا‭ ‬مصادرة‭ ‬حق‭ ‬فتح‭ ‬المحلات‭ ‬التجارية،‭ ‬ولكن‭ ‬بالتأكيد‭ ‬هناك‭ ‬معايير‭ ‬وضوابط‭ ‬لدى‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬المعنية‭ ‬لو‭ ‬تم‭ ‬تطبيقا‭ ‬لما‭ ‬آل‭ ‬الحال‭ ‬الى‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬عليه‭ ‬الآن‭.‬

من‭ ‬خلال‭ ‬محاولة‭ ‬تتبع‭ ‬سبب‭ ‬المشكلة،‭ ‬وجدنا‭ ‬أن‭ ‬أصابع‭ ‬الاتهام‭ ‬توجه‭ ‬الى‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬السابقة،‭ ‬وخصوصا‭ ‬المجالس‭ ‬الأولى‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬2002‭. ‬فبحسب‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين،‭ ‬ان‭ ‬صلاحية‭ ‬تصنيف‭ ‬الشوارع‭ ‬كانت‭ ‬للمجالس‭ ‬البلدية‭. ‬وهنا‭.. ‬ولكي‭ ‬يرضي‭ ‬العضو‭ ‬البلدي‭ ‬أهالي‭ ‬منطقته،‭ ‬كان‭ ‬يستجيب‭ ‬لطلباتهم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬فتح‭ ‬محلات‭ ‬تجارية‭ ‬أمام‭ ‬منازلهم‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشارع‭ ‬وذاك‭ ‬الطريق،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬دراسة‭ ‬أو‭ ‬استشراف‭ ‬مستقبلي‭. ‬وتكرر‭ ‬الأمر‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناطق،‭ ‬حتى‭ ‬كثرت‭ ‬المحلات‭ ‬التجارية‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مدروس،‭ ‬وعمت‭ ‬الفوضى،‭ ‬وتم‭ ‬تحويلها‭ ‬إلى‭ ‬شوارع‭ ‬تجارية‭. ‬وهنا‭ ‬انتبهت‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬إلى‭ ‬المشكلة،‭ ‬وكانت‭ ‬الخطوة‭ ‬الأولى‭ ‬هي‭ ‬سحب‭ ‬صلاحية‭ ‬الترخيص‭ ‬وتصنيف‭ ‬الشوارع‭ ‬من‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية،‭ ‬ولكن‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬وقع‭ ‬الفأس‭ ‬بالرأس‭!‬

وهنا‭ ‬نعود‭ ‬إلى‭ ‬الإشكالية‭ ‬نفسها،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬المجالس‭ ‬هي‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬تحول‭ ‬هذه‭ ‬الطرقات‭ ‬إلى‭ ‬شوارع‭ ‬تجارية،‭ ‬ألا‭ ‬يفترض‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬معايير‭ ‬تطبق‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬محل،‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬عدم‭ ‬تكرار‭ ‬ذات‭ ‬النشاط‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الشارع‭ ‬بشكل‭ ‬مبالغ؟‭ ‬توافر‭ ‬مواقف‭ ‬كافية؟‭ ‬توافر‭ ‬مساحات‭ ‬معقولة؟

تساؤلات‭ ‬طرحناها‭ ‬على‭ ‬أربع‭ ‬جهات‭ ‬معنية‭ ‬بمنح‭ ‬التراخيص‭ ‬وتصنيف‭ ‬الشوارع‭ ‬وهي‭ ‬وزارة‭ ‬شؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والزراعة،‭ ‬هيئة‭ ‬التخطيط‭ ‬والتطوير‭ ‬العمراني،‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال،‭ ‬وزارة‭ ‬الصناعة‭ ‬والتجارة‭. ‬فما‭ ‬هي‭ ‬الردود؟

من‭ ‬المسؤول؟

في‭ ‬وزارة‭ ‬البلديات،‭ ‬أوضحوا‭ ‬لنا‭ ‬مشكورين‭ ‬أن‭ ‬تصنيف‭ ‬الشوارع‭ ‬لا‭ ‬يدخل‭ ‬ضمن‭ ‬اختصاصهم،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬دور‭ ‬البلديات‭ ‬يرتكز‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الجهاز‭ ‬التنفيذي‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بفحص‭ ‬المباني‭ ‬والتحقق‭ ‬من‭ ‬مطابقتها‭ ‬للاشتراطات‭ ‬التنظيمية‭ ‬للتعمير‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬طلب‭ ‬تراخيص‭ ‬المباني‭ ‬والسجلات‭ ‬التجارية‭ ‬والتأكد‭ ‬من‭ ‬تصنيف‭ ‬المنطقة‭. ‬

وتمنح‭ ‬البلدية‭ ‬التراخيص‭ ‬بعد‭ ‬التحقق‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬موافقات‭ ‬الجهات‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني‭ ‬وهيئة‭ ‬التخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬ووزارة‭ ‬الأشغال‭. ‬وأكدت‭ ‬‮«‬البلديات‮»‬‭ ‬أن‭ ‬دورها‭ ‬هو‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬مطابقة‭ ‬المباني‭ ‬للتراخيص‭ ‬التجارية،‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬اعتماد‭ ‬المخططات‭ ‬والشوارع‭ ‬التجارية‭ ‬والخدمية‭ ‬يكون خارج اختصاصها‭.‬

هنا‭ ‬انتقلنا‭ ‬إلى‭ ‬وزارة‭ ‬الاشغال‭ ‬وطرحنا‭ ‬تساؤلاتنا‭ ‬عليهم‭ ‬في‭ (‬18‭ ‬يوليو‭ ‬الماضي‭)‬،‭ ‬وكان‭ ‬الرد‭: (‬تم‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬الموضوع،‭ ‬التراخيص‭ ‬تتبع‭ ‬وزارة‭ ‬البلديات‭ ‬وليس‭ ‬الأشغال‭). ‬ولم‭ ‬نتسلم‭ ‬أي‭ ‬رد‭ ‬آخر‭ ‬عدا‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تكرار‭ ‬المحاولات‭ ‬والاتصالات‭ ‬والإبلاغ‭ ‬عن‭ ‬موعد‭ ‬النشر‭.‬

فكانت‭ ‬وجهتنا‭ ‬الأخرى‭ ‬هي‭ ‬وزارة‭ ‬الصناعة‭ ‬والتجارة،‭ ‬وبمحادثة‭ ‬ودية‭ ‬مع‭ ‬أحد‭ ‬الموظفين‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬تقدم‭ ‬التراخيص‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬موافقات‭ ‬الجهات‭ ‬الأخرى‭ ‬مثل‭ ‬التخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬والبلديات‭ ‬والاشغال،‭ ‬وطالما‭ ‬ان‭ ‬تلك‭ ‬الجهات‭ ‬قد‭ ‬منحت‭ ‬التراخيص‭ ‬وفقا‭ ‬للمعايير‭ ‬التي‭ ‬تضعها،‭ ‬فإن‭ ‬وزارة‭ ‬الصناعة‭ ‬والتجارة‭ ‬تمنح‭ ‬الترخيص‭ ‬للسجل‭ ‬التجاري‭.‬

وامام‭ ‬ذلك،‭ ‬قدمنا‭ ‬في‭ ‬24‭ ‬يوليو‭ ‬الماضي‭ ‬تساؤلات‭ ‬الى‭ ‬الوزارة‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬رد‭ ‬رسمي،‭ ‬ولم‭ ‬نتسلم‭ ‬الرد‭ ‬حتى‭ ‬لحظة‭ ‬إعداد‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬إبلاغهم‭ ‬بموعد‭ ‬النشر‭.‬

التخطيط‭ ‬العمراني

نقلنا‭ ‬رحالنا‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬الى‭ ‬هيئة‭ ‬التخطيط‭ ‬والتطوير‭ ‬العمراني،‭ ‬والحق‭ ‬يقال‭ ‬كان‭ ‬الاهتمام‭ ‬والتجاوب‭ ‬مميزا‭. ‬

حيث‭ ‬أوضح‭ ‬المسؤولون‭ ‬أن‭ ‬هيئة‭ ‬التخطيط‭ ‬والتطوير‭ ‬العمراني‭ ‬ليست‭ ‬هي‭ ‬الجهة‭ ‬المعنية‭ ‬بإصدار‭ ‬الرخص‭ ‬للمحلات‭ ‬التجارية،‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬أن‭ ‬الهيئة‭ ‬تقوم‭ ‬بدراسة‭ ‬طلبات‭ ‬هذه‭ ‬الرخص‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬المرورية‭ ‬والتخطيطية‭. ‬وقد‭ ‬نظم‭ ‬القرار‭ ‬رقم‭ ‬56‭ ‬لسنة‭ ‬2022‭ ‬الاشتراطات‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬الأخذ‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬ذات‭ ‬الواجهات‭ ‬التجارية،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬السماح‭ ‬بالاستعمالات‭ ‬التجارية‭ ‬بالدور‭ ‬الأرضي‭ ‬للعقارات‭ ‬بعمق‭ ‬لا‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬30‭ ‬مترا‭ ‬من‭ ‬حد‭ ‬الأرض‭ ‬المطل‭ ‬على‭ ‬شارع‭ ‬يسمح‭ ‬بالفتح‭ ‬التجاري‭ ‬عليه،‭ ‬كما‭ ‬يتم‭ ‬تعمير‭ ‬الجزء‭ ‬المتبقي‭ ‬من‭ ‬العقار،‭ ‬وذلك‭ ‬بحسب‭ ‬تصنيف‭ ‬العقار‭ ‬والاشتراطات‭ ‬التنظيمية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تحديدها‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القرار‭ ‬السالف‭ ‬الذكر‭.‬

بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬ذكر،‭ ‬يلزم‭ ‬ترك‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬6,5‭ ‬أمتار‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬جهة‭ ‬مطلوب‭ ‬الفتح‭ ‬عليها‭ ‬ومطلة‭ ‬على‭ ‬شارع‭ ‬يسمح‭ ‬بالفتح‭ ‬عليه،‭ ‬تستغل‭ ‬5‭ ‬أمتار‭ ‬منها‭ ‬كمواقف‭ ‬للسيارات‭ ‬و1,5‭ ‬متر‭ ‬كممرات‭ ‬للمشاة،‭ ‬كما‭ ‬يسمح‭ ‬بالبناء‭ ‬على‭ ‬حدي‭ ‬العقارات‭ ‬الجانبية‭.‬

وأضافت‭ ‬الهيئة‭: ‬منذ‭ ‬الثمانينيات‭ ‬وحتى‭ ‬عام‭ ‬2001‭ ‬كان‭ ‬اعتماد‭ ‬الشوارع‭ ‬التجارية‭ ‬يقع‭ ‬ضمن‭ ‬اختصاص‭ ‬‮«‬لجنة‭ ‬تحديد‭ ‬الشوارع‭ ‬التجارية‭ ‬والصناعية‭ ‬الخفيفة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬معنية‭ ‬بتحديد‭ ‬هذه‭ ‬الشوارع‭ ‬واعتمادها،‭ ‬ثم‭ ‬أصبح‭ ‬اعتماد‭ ‬الشوارع‭ ‬التجارية‭ ‬ضمن‭ ‬اختصاص‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية،‭ ‬ثم‭ ‬دخلت‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للتخطيط‭ ‬العمراني‭-‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬هيئة‭- ‬كجهة‭ ‬ذات‭ ‬اختصاص‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬دراسة‭ ‬طلبات‭ ‬الشوارع‭ ‬التجارية‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية،‭ ‬وذلك‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬تقنين‭ ‬اعتماد‭ ‬الشوارع‭ ‬التجارية‭. ‬بعدها‭ ‬بادرت‭ ‬الهيئة‭ ‬بإعداد‭ ‬دراسة‭ ‬مرورية‭ ‬وتخطيطية‭ ‬مستفيضة،‭ ‬وعلى‭ ‬ضوئها‭ ‬ارتأت‭ ‬وقف‭ ‬اعتماد‭ ‬الشوارع‭ ‬التجارية‭ ‬والاستعاضة‭ ‬عنها‭ ‬ببلوكات‭ ‬تجارية‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بجهود‭ ‬الهيئة‭ ‬لحلحلة‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة،‭ ‬وخصوصاً‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬المعنية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يتطلب‭ ‬التعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬فيها‭ ‬بينها‭ ‬لإيجاد‭ ‬الحل‭ ‬الجذري،‭ ‬بينت‭ ‬هيئة‭ ‬التخطيط‭ ‬والتطوير‭ ‬العمراني‭ ‬أنه‭ ‬منذ‭ ‬أكتوبر‭ ‬2022‭ ‬أعلنت‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬اعتماد‭ ‬الاشتراطات‭ ‬التنظيمية‭ ‬للتعمير‭ ‬والتي‭ ‬تعد‭ ‬أهم‭ ‬المشاريع‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬عليها‭ ‬هيئة‭ ‬التخطيط‭ ‬والتطوير‭ ‬العمراني،‭ ‬وذلك‭ ‬لأنها‭ ‬تمّس‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات‭ ‬التنموية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬الأساس‭ ‬الذي‭ ‬تقوم‭ ‬عليه‭ ‬جميع‭ ‬المشاريع‭ ‬والاستثمارات‭.‬

وقد‭ ‬جاءت‭ ‬الاشتراطات‭ ‬الحديثة‭ ‬ثمرة‭ ‬جهد‭ ‬وتعاون‭ ‬مشترك‭ ‬ومساعٍ‭ ‬حثيثة‭ ‬امتدت‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬سنوات‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الهيئة‭ ‬والجهات‭ ‬المعنية،‭ ‬كما‭ ‬جاءت‭ ‬كقراءة‭ ‬لواقع‭ ‬السوق‭ ‬العقاري‭ ‬ومواكبة‭ ‬لمختلف‭ ‬القطاعات‭ ‬التنموية‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬وتلبي‭ ‬تطلعات‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬والمستثمرين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬مستقبل‭ ‬عمراني‭ ‬مستدام‭ ‬والارتقاء‭ ‬بقطاع‭ ‬التخطيط‭ ‬العمراني‭.‬

وعليه‭ ‬بهدف‭ ‬حلحلة‭ ‬ما‭ ‬ترتب‭ ‬عليه‭ ‬اعتماد‭ ‬الشوارع‭ ‬التجارية‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬وما‭ ‬سببه‭ ‬من‭ ‬ازدحامات‭ ‬مرورية،‭ ‬فقد‭ ‬بادرت‭ ‬الهيئة‭ ‬باستحداث‭ ‬تصنيف‭ ‬البلوكات‭ ‬التجارية‭ (‬أسواق‭ ‬مصغرة‭) ‬والتي‭ ‬يتطلب‭ ‬فيها‭ ‬توفير‭ ‬مواقف‭ ‬كافية‭ ‬للسيارات‭ ‬ضمن‭ ‬حدود‭ ‬العقار،‭ ‬وذلك‭ ‬لتنظيم‭ ‬الاستخدام‭ ‬التجاري‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المناطق‭ ‬بمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬كما‭ ‬لن‭ ‬يتم‭ ‬الاستناد‭ ‬بالسماح‭ ‬بالاستخدام‭ ‬التجاري‭ ‬بالدور‭ ‬الأرضي‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬الشارع‭ ‬معتمدا‭ ‬تجارياً،‭ ‬بل‭ ‬سيتم‭ ‬استبدال‭ ‬الشوارع‭ ‬التجارية‭ ‬بالتصنيف‭ ‬المعتمد‭ ‬للعقار‭ ‬بعد‭ ‬دراسة‭ ‬الموضوع‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬التخطيطية‭ ‬والمرورية‭.‬

وإلى‭ ‬جانب‭ ‬ذلك،‭ ‬أضيفت‭ ‬تحديثات‭ ‬على‭ ‬الشوارع‭ ‬التجارية‭ ‬بما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬إيجاد‭ ‬الحل‭ ‬المناسب‭ ‬لمشكلة‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬الحركة‭ ‬المرورية‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬التجارية،‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭:‬

‭- ‬استحداث‭ ‬تصنيف‭ ‬عقارات‭ ‬بواجهة‭ ‬تجارية‭ ‬للعقارات‭ ‬المطلة‭ ‬على‭ ‬الشوارع‭ ‬التجارية،‭ ‬وذلك‭ ‬لتحسين‭ ‬الوضع‭ ‬القائم‭ ‬وضبط‭ ‬عملية‭ ‬الترخيص‭ ‬التجاري‭.‬

‭- ‬استحداث‭ ‬تصنيف‭ ‬البلوكات‭ ‬التجارية‭ (‬CB‭)‬،‭ ‬وذلك‭ ‬لضمان‭ ‬إقامة‭ ‬أحياء‭ ‬سكنية‭ ‬متكاملة‭.‬

‭- ‬تنظيم‭ ‬عملية‭ ‬الترخيص‭ ‬للاستخدام‭ ‬التجاري‭ ‬في‭ ‬العمارات‭ ‬الاستثمارية‭ ‬المتعددة‭ ‬الاستخدام‭ ‬بحيث‭ ‬تكون‭ ‬بنسبة‭ ‬20%‭ ‬من‭ ‬مساحة‭ ‬الدور‭ ‬الأرضي‭ ‬لخدمة‭ ‬قاطني‭ ‬العمارات‭ ‬الاستثمارية‭.‬

ومن‭ ‬المؤمل‭ ‬أن‭ ‬تسهم‭ ‬هذه‭ ‬التحديثات‭ ‬في‭ ‬تخفيف‭ ‬الازدحام‭ ‬المروري‭ ‬وتخفيف‭ ‬العبء‭ ‬عن‭ ‬الشوارع‭ ‬التجارية‭ ‬لوجود‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬البلوكات‭ ‬التجارية‭ ‬ضمن‭ ‬المناطق‭ ‬السكنية‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬اعتمادها‭ ‬بعد‭ ‬دراسة‭ ‬مستفيضة‭ ‬للمنطقة‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬التخطيطية‭ ‬والمرورية‭.‬

مطلوب‭ ‬دوريات‭ ‬مرور

في‭ ‬حوارات‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأهالي‭ ‬حول‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة،‭ ‬لمسنا‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬جانبين،‭ ‬الأول‭ ‬هو‭ ‬ارتياحهم‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬مختلف‭ ‬الخيارات‭ ‬للمحلات‭ ‬الجارية‭ ‬في‭ ‬منطقتهم،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يوفر‭ ‬عليهم‭ ‬عناء‭ ‬التوجه‭ ‬إلى‭ ‬الأسواق‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الأخرى‭ ‬المجاورة‭. ‬

ولكن‭.. ‬صرح‭ ‬البعض‭ ‬بأن‭ ‬الوضع‭ ‬بات‭ ‬لا‭ ‬يطاق‭. ‬وأنهم‭ ‬يواجهون‭ ‬الأمرين‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬المنطقة‭ ‬أو‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬منازلهم‭. ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬التزام‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬السواق‭ ‬بالقوانين‭ ‬المرورية،‭ ‬لاسيما‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬دوريات‭ ‬لشرطة‭ ‬المرور‭ ‬بشكل‭ ‬دائم‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يفاقم‭ ‬المشكلة‭. ‬أضف‭ ‬الى‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬البنى‭ ‬التحتية‭ ‬لهذه‭ ‬الطرقات‭ ‬لا‭ ‬تستوعب‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬الهائل‭ ‬من‭ ‬المركبات‭ ‬والأفراد‭. ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬توسعة‭ ‬الشارع‭ ‬أو‭ ‬توفير‭ ‬مواقف‭ ‬سيارات‭ ‬إضافية‭.‬

ويبقى‭ ‬السؤال‭ ‬مفتوحا

وأمام‭ ‬تقاذف‭ ‬المسؤولية‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬الجهات،‭ ‬يبقى‭ ‬السؤال‭ ‬مطروحا‭: ‬من‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الفوضى‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬تلك‭ ‬المناطق؟‭!‬

علما‭ ‬بأن‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬أثار‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬في‭ ‬دورات‭ ‬سابقة‭ ‬وتساءل‭ ‬عن‭ ‬الشوارع‭ ‬السكنية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تحويلها‭ ‬الى‭ ‬تجارية،‭ ‬ومدى‭ ‬قانونية‭ ‬ذلك،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬‮«‬عدم‭ ‬تحمل‭ ‬الشوارع‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إعطاؤها‭ ‬تراخيص‭ ‬لمحلات‭ ‬كبرى‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الالتزام‭ ‬بالاشتراطات‭ ‬الفنية‭ ‬والقانونية‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا