باريس -(أ ف ب): يتّجه استهلاك النفط لتسجيل رقم قياسي مطلق إذ رفعت الوكالة الدولية للطاقة توقعاتها للطلب العالمي هذا العام إلى «أعلى مستوى مسجّل على الإطلاق» قبل أن تتباطأ قليلاً وتيرة الارتفاع في 2024. وقالت الوكالة الدولية للطاقة المتفرعة من منظمة التنمية والتعاون في الميدان الاقتصادي والتي يوجد مقرها في باريس، في تقريرها الشهري الصادر أمس الجمعة إن الطلب العالمي على النفط بلغ منذ الآن «مستوى قياسيا قدره 103 مليون برميل في اليوم في يونيو وقد يسجّل في أغسطس رقما قياسيا جديدا».
وذكر التقرير أن «الطلب العالمي على النفط يبلغ مستويات قياسية مدفوعا بالرحلات الجوية الصيفية والاستخدام المتزايد للنفط في إنتاج الكهرباء والزيادة الحادة في نشاط قطاع البتروكيماويات الصيني». وعلى صعيد العام بمجمله، أوضحت الوكالة أنه «من المتوقع أن يزداد الطلب العالمي على النفط بـ2,2 مليون برميل في اليوم» بالمقارنة مع العام 2022 «ليصل إلى 102,2 مليون برميل في اليوم في 2023، على أن تمثّل الصين أكثر من 70% من الزيادة».
وسيكون هذا «أعلى مستوى سنوي مسجّل على الإطلاق»، علماً أنّ الوكالة كانت تتوقع بالأساس في فبراير بلوغ الطلب خلال السنة الجارية مستوى قياسيا قدره 101,9 مليون برميل في اليوم، بالمقارنة مع 99,9 مليون برميل في اليوم في 2022 و97,6 مليون برميل في اليوم في 2021. ويسجّل تزايد الطلب في أسواق يسودها التوتر مع «تراجع العرض العالمي على النفط بمقدار 210 آلاف برميل في اليوم ليصل إلى 100.9 مليون برميل في اليوم في يوليو.
وأدّى خفض كبير في إنتاج السعودية في يوليو إلى تراجع إنتاج تحالف أوبك بلاس بمقدار 1.2 مليون برميل في اليوم إلى 50.7 مليون برميل في اليوم، قابلته زيادة الإنتاج خارج دول أوبك بلاس بمقدار 310 آلاف برميل في اليوم إلى 50.2 مليون برميل في اليوم»، وفق تقرير الوكالة.
واعتمد تسع اعضاء في اوبك بلاس بينهم الرياض وموسكو منذ مايو خفضا طوعيا في الانتاج بإجمالي 1.6 مليون برميل في اليوم. ثم مددت الاقتطاعات بعد ذلك الى نهاية 2024.
في موازاة ذلك، اعتمدت السعودية خفضا كبيرا للإنتاج بمعدل مليون برميل في اليوم لشهر يوليو مددته حتى اغسطس ثم الى سبتمبر. وتعهدت موسكو من جهتها بخفض صادراتها بمقدار 500 ألف برميل في اليوم في اغسطس ثم 300 ألف برميل في اليوم في سبتمبر.
وقالت الوكالة «إذا تم الحفاظ على الأهداف الحالية للتحالف، فقد تنخفض مخزونات النفط بمقدار 2.2 مليون برميل في اليوم في الفصل الثالث و1.2 مليون برميل في اليوم في الفصل الرابع، ما قد يؤدي إلى ارتفاع جديد في أسعار النفط». وبقيت صادرات النفط الروسية مستقرة على حوالى 7.3 مليون برميل في اليوم في يوليو، بتراجع 200 ألف برميل في اليوم. وقالت الوكالة «تراجعت صادرات الخام إلى الصين والهند على أساس شهري لكنها شكّلت 80% من الشحنات الروسية».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك