نيامي – (رويترز): عكفت دول غرب أفريقيا أمس على حشد قوات من أجل تدخل عسكري محتمل في النيجر حيث رفض قادة الانقلاب العسكري دعوات دولية للتنحي واعادة الرئيس المخلوع محمد بازوم الى السلطة.
وأمرت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (ايكواس) الخميس بتفعيل القوة الاحتياطية بعد أسبوعين من الاطاحة برئيس النيجر في الانقلاب السابع في غرب ووسط أفريقيا خلال ثلاث سنوات.
واثارت القوة المقترحة مخاوف من تفاقم الصراع في منطقة ذات أهمية استراتيجية فقدت فيها قوى عالمية هيمنتها خلال موجة انقلابات بينما يتزايد النفوذ الروسي على ما يبدو.
وقالت ايكواس انها لا تزال تأمل في التوصل الى حل سلمي لازمة النيجر لكن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة.
وقال محللون أمنيون ان تشكيل قوة ايكواس قد يستغرق أسابيع أو أكثر مما قد يترك مجالا للمفاوضات.
وساحل العاج هي الدولة الوحيدة حتى الان التي حددت عدد القوات التي سترسلها. ووعد رئيسها الحسن واتارا الخميس بأن تشارك بلاده في القوة الاحتياطية بكتيبة قوامها 850 جنديا.
وقال المتحدث باسم جيش بنين أمس ان بلاده ستساهم بقوات لكنه لم يذكر عددها. وقالت السنغال الاسبوع الماضي انها ستساهم بقوات إذا حدث تدخل.
وامتنع معظم دول ايكواس الاخرى عن التعليق حتى الان بما في ذلك نيجيريا ذات الثقل العسكري الاقليمي والتي تمثل أكثر من نصف سكان الكتلة وتتولى رئاستها الدورية.
وقال وزير الدفاع في جامبيا ووزير الاعلام في ليبيريا لرويترز أمس ان البلدين لم يتخذا بعد قرارا بارسال قوات.
وقالت الحكومتان العسكريتان في مالي وبوركينا فاسو المجاورتين وكلتاهما عضو في ايكواس انهما ستدافعان عن المجلس العسكري في النيجر.
ورحب الاتحاد الافريقي أمس بقرار ايكواس تفعيل القوة مع مواصلة المساعي لايجاد حل دبلوماسي.
ويعقد رؤساء الأركان في بلدان إكواس اجتماعاً في العاصمة الغانية اليوم بعد يومين من موافقة قادتهم على التدخل عسكرياً في النيجر، بحسب ما أفادت مصادر عسكرية إقليمية أمس.
وأضافت المصادر أنّه في ختام اجتماع أكرا سيُطلع رؤساء الأركان قادة إكواس على «أفضل الخيارات» في ما يتعلّق بقرار قمّة أبوجا نشر «قوة الاحتياط».
من جانبها حذّرت روسيا أمس من أيّ تدخّل عسكري في النيجر «سيزعزع الاستقرار بقوة» في المنطقة. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان «نعتقد أنّ حلاً عسكرياً للأزمة في النيجر يمكن أن يؤدّي إلى مواجهة طويلة الأمد في هذا البلد الأفريقي وإلى زعزعة حادّة للاستقرار في منطقة الصحراء والساحل بأسرها».
وتجمّع آلاف من أنصار الانقلابيين في النيجر أمس قرب القاعدة العسكرية الفرنسية في نيامي، مطلقين شعارات مناهضة لباريس، وفق ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.
وهتف المتظاهرون خلال التجمّع «فلتسقط فرنسا، فلتسقط إكواس».
ورفع المتظاهرون أعلاماً روسية ونيجرية، مؤكّدين دعمهم للعسكريين الذي استولوا على السلطة، وخصوصاً قائدهم الجنرال عبدالرحمن تياني.
ومنذ الانقلاب، يستهدف العسكريون فرنسا في شكل خاص، متّهمين إياها بأنها كانت وراء قرار دول غرب إفريقيا تفعيل «قوة الاحتياط» لديها تمهيداً لنشرها في النيجر لإعادة النظام الدستوري.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك