واشنطن- (أ ف ب): اتهم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أمس الخميس خلفه جو بايدن باستخدام القضاء «كسلاح» ضده، وذلك قبل ساعات من مثوله أمام محكمة في واشنطن لمواجهة تُهم تتعلّق بمناورات ذات طابع جنائي لقلب نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020. وقال ترامب الذي يخوض حملة انتخابيّة يسعى من خلالها للعودة إلى البيت الأبيض إن بايدن أعطى توجيهات لوزارة العدل لاتهامه «بأكبر قدر من الجرائم التي يمكن اختلاقها» لإجباره على صرف الوقت والمال للدفاع عن نفسه بدلا من أن ينفق ذلك على الحملة الانتخابية.
وأضاف عبر منصة تروث سوشال «الديمقراطيون لا يريدونني مرشحًا ضدهم وإلا لما استخدموا القضاء كسلاح على هذا النحو غير المسبوق»، مشددا على أنه «قريبا، في 2024، سيحين دورنا». وكتب بعدها الرئيس السابق في سلسلة رسائل على المنصة «أنا ذاهب الآن إلى العاصمة واشنطن ليتم اعتقالي بسبب قيامي بتحدي انتخابات فاسدة ومزورة ومسروقة». وتابع «إنه لشرف عظيم. لأنه يتم اعتقالي من أجلكم. اجعلوا اميركا عظيمة مجددا».
وتولّى الجمهوري ترامب الرئاسة الأمريكية بين العامين 2017 و2021، ويسعى للعودة الى البيت الأبيض عبر الترشح لانتخابات السنة المقبلة. واستدعي الرئيس السابق الخميس للمثول أمام محكمة اتحاديّة في واشنطن. وتشير لائحة الاتّهام الواقعة في 45 صفحة والتي نُشرت يوم الثلاثاء، بشكل ملحوظ إلى وجود «مشروع إجرامي» وتتّهمه بتقويض أسس الديموقراطيّة الأمريكيّة من خلال محاولة تغيير عمليّة فرز نتائج تصويت أكثر من 150 مليون أمريكي.
وتعدّ هذه الاتهامات غير مسبوقة وتعتبر الأكثر جدّية يواجهها ترامب لأنّه كان آنذاك رئيسا في منصبه. في المقابل فإنّ الدعوَيَين الجنائيّتين السابقتين المرفوعتين ضدّه هذا العام، بتهمة الاحتيال المرتبط بشراء صمت ممثّلة أفلام إباحيّة، وتعريض الأمن القومي للخطر من خلال سوء تعامله مع وثائق سرّية، تتعلّقان على التوالي بالفترة السابقة لولايته وما بعدها.
والمحكمة التي ستُوجَّه فيها التهم لترامب تقع قرب الكابيتول، مقرّ الكونجرس الأمريكي الذي اقتحمه مئات من أنصاره لمنع التصديق على فوز منافسه الديموقراطي جو بايدن في السادس من يناير 2021. بعد صدور لائحة الاتّهام الجديدة ضد ترامب، قال المحقّق الخاصّ جاك سميث الذي أشرف على التحقيق إنّ هذا الهجوم «شجّعته أكاذيب» أطلقها المتّهم خلال أشهر وتتعلّق بوجود عمليّات تزوير انتخابيّة مُفترضة صبّت في مصلحة بايدن.
وقبل ساعات من بدء الجلسة المقرّر عقدها الساعة 16,00 الخميس (20,00 بتوقيت جرينتش)، انتشرت كاميرات وشاحنات الأقمار الصناعيّة التابعة لوسائل الإعلام المحلّية والدوليّة في الساحة أمام المحكمة، تحت أنظار المارّة والسيّاح. كما فرض طوق أمني في محيط المحكمة بعوائق حديد وشاحنات تابعة للبلدية. ومنذ الفجر، اصطف نحو مئة صحافي لدخول المحكمة بينما اقيمت حواجز أمنية حول المبنى، ونصبت مثلها حول مبنى الكابيتول القريب.
من ناحيته، بقي الرئيس بايدن ملتزما الصمت بشأن أزمات ترامب القانونية. وفي ديلاوير حيث يقضي إجازته، بعد سؤاله عما إذا كان سيتابع مثول ترامب، رد بايدن باقتضاب قائلا «لا».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك