باريس – الوكالات: أصدرت أكثر من مائة مجلة طبية حول العالم دعوة مشتركة نادرة من نوعها أمس إلى التحرّك العاجل للتخلّص من الأسلحة النووية، محذّرة من أن خطر وقوع كارثة نووية «كبير ويتفاقم».
ودعا مقال نُشر في عدة مجلات طبية العاملين في قطاع الصحة حول العالم إلى تنبيه المواطنين والقادة إلى «الخطر الكبير على الصحة العامة» الذي تشكّله الأسلحة النووية.
وجاء في المقال الذي شارك في إعداده محررون من 11 مجلة طبية رائدة تشمل «بي إم جاي» و«لانسيت» و«جاما» و«مجلة نيو إنجلاند الطبية» أن «الخطر كبير ويتفاقم.. على الدول المسلّحة نوويا أن تتخلّص من ترساناتها النووية قبل القضاء علينا».
وأفاد كريس زيلنسكي من «الجمعية العالمية للمحررين التخصصين بالمجال الطبي» أن توحيد المجلات المتنافسة على المضمون عادة صفّها يعد «تطوّرا استثنائيا».
ولفت في بيان إلى أن «اتفاق جميع هذه المجلات الرائدة على نشر المقال ذاته يسلّط الضوء على الخطورة الكبيرة للأزمة النووية الحالية».
وحذّر المقال من أن أي استخدام للأسلحة النووية «سيكون كارثيا بالنسبة إلى البشرية».
وأضاف أنه «حتى وإن اندلعت حرب نووية (محدودة) تستخدم فيها 250 فقط من الأسلحة النووية في العالم البالغ عددها 13 ألفا فيمكن أن يتسبب الأمر بمقتل 120 مليون شخص فورا وباضطراب المناخ في العالم، ما يؤدي إلى مجاعة ناجمة عن استخدام السلاح النووي، ويشكّل خطرا على مليوني شخص»، وذلك بناء على أبحاث سابقة.
وأفاد الرئيس السابق لـ«رابطة الأطباء الدوليين لمنع الحرب النووية» إيرا هلفاند الذي شارك في صياغة المقال: «نواجه لحظة خطيرة بشكل استثنائي إذ يعد احتمال اندلاع حرب نووية حقيقيا».
وأشار إلى تصريح صدر هذا الأسبوع عن الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف هدد فيه الأخير بأن موسكو قد تستخدم الأسلحة النووية في حال سيطر الأوكرانيون على أراض روسية أثناء هجومهم المضاد.
وقال هلفاند لفرانس برس: «لا نعرف إن كانت التهديدات حقيقية أو صدرت فقط لتخويف الناس، لكنني أعتقد أن علينا أخذها على محمل الجد إلى حد كبير».
كما لفت إلى كوريا الشمالية التي حذّرت اليابان الأسبوع الماضي من أنها تمثّل تهديدا للأمن القومي أخطر «من أي وقت مضى».
ونُشر المقال تزامنا مع انعقاد اجتماع للجنة تحضيرية في فيينا لمراجعة «معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية» التي وضعتها الأمم المتحدة ودخلت حيّز التطبيق في عام 1970.
وفشلت مراجعة للمعاهدة تمّت العام الماضي في تبني أي إعلان مشترك، بينما نددت الولايات بـما اسمته «العرقلة الخبيثة» للخطوة من قبل روسيا.
ولفت المقال إلى أن «التقدّم كان بطيئا بشكل مخيّب للآمال». ويتزامن يوم الأحد مع الذكرى الـ68 لاستخدام الأسلحة النووية أول مرّة ضد مدنيين عندما قصفت الولايات المتحدة مدينة هيروشيما اليابانية بالقنبلة الذرية في السادس من أغسطس 1945.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك