لشبونة - (أ ف ب): حثّ البابا فرنسيس الشباب على التوفيق بين الكفاح لإنقاذ كوكب الأرض جراء أزمة المناخ، ومحاربة الفقر. وشدد الحبر الأعظم أمس الخميس في اليوم الثاني من زيارته للشبونة بمناسبة الأيام العالمية للشباب على »الحاجة الملحّة« لمواجهة تحدي أزمة المناخ، داعيًا إلى «علم بيئة متكامل». وأكّد في لقاء مع شباب من «جامعة البرتغال الكاثوليكيّة» في لشبونة: «علينا أن نعترف بأن هناك حاجة ملحة لكي نهتم ببيتنا المشترك. ولا يمكن أن يتم ذلك دون توبة في القلب، وإن لم نبدّل رؤيتنا الأنثروبولوجية التي تقوم على الاقتصاد والسياسة».
وتجمّع نحو 6500 شخصٍ من بينهم الرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا وأساقفة تحت أشّعة الشمس الساطعة في الساحة الرئيسية لحرم واحدة من أفضل الجامعات في البرتغال للاستماع إلى البابا. ورأى البابا البالغ 86 عامًا بعد سماعه شهادات من شباب في هذه الجامعة التي تأسست عام 1967: «لا يمكننا أن نكتفي ببعض العلاجات الملطَّفَة أو المساومات الخجولة والغامضة. في هذه الحالة أنصاف الحلول ليست سوى مجرد تأجيل بسيط للكارثة».
وقال: «لا تنسوا أننا بحاجة إلى علم بيئة متكامل، وإلى أن نصغي إلى ألم الكوكب مع ألم الفقراء، وإلى أن نضع مأساة التَّصَحُّر في موازاة مع مأساة اللاجئين، وموضوع الهجرة مع موضوع انخفاض معدلات المواليد، وأن نهتم بالبعد المادي للحياة في إطار البعد الروحي»، مضيفًا: «لا استقطابات بل رؤى شاملة وموحدة». وبعد زيارته للجامعة الكاثوليكية توجّه البابا إلى بلدة كاشكايش الساحلية التي تبعد عن العاصمة لشبونة 30 كيلومترا غربا، والتقى شبابا من شبكة التعليم الدولية «سكولاس أوكّورّنتي» التي أسسها عام 2013 بهدف جمع شباب من مختلف الجنسيات والخلفيات.
وأجاب البابا فرنسيس خلال الزيارة عن أسئلة شباب من مختلف الجنسيات قبل أن يضع اللمسات الأخيرة على لوحة جدارية تعمل المؤسسة على انجازها. وقبل المغادرة، قام البابا فرنسيس بريّ شجرة زيتون التي تعتبر رمزًا للسلام في فناء المؤسسة. والتقى البابا نحو خمسة عشر حاجًا أوكرانيًا من بين 500 أتوا إلى لشبونة لحضور الأيام العالمية للشباب، في لقاء لم يكن مدرجًا في البرنامج الرسمي بحسب ما أشار الفاتيكان.
ووصل رأس الكنيسة الكاثوليكية يوم الأربعاء إلى لشبونة في زيارة تستمرّ خمسة أيام بمناسبة الأيام العالمية للشباب التي تتخللها احتفالات دينية وثقافية وروحية، ويحضرها مليون شاب وشابة من كلّ القارات.
وسيترأس الحبر الأعظم، الذي التقى أساقفة وضحايا اعتداءات ارتكبها رجال دين يوم الأربعاء، القداس الختامي يوم الأحد في لشبونة في اليوم الأخير من زيارته للبرتغال، فيما من المتوقّع أن تصل الحرارة يومها إلى 37 درجة مئوية.
ويشارك البابا فرنسيس الذي يتنقّل على كرسي متحرّك أو متكئًا على عصا للمرة الرابعة في هذا الملتقى المقام هذا العام في البرتغال، بعد ريو دي جانيرو عام 2013 وكراكوف عام 2016 وبنما عام 2019. وكانت هذه النسخة من الأيام العالمية للشباب التي تعتبر أكبرّ تجمّع للكاثوليك في العالم مقررة في أغسطس 2022، وأرجئت بسبب جائحة كوفيد. وأسس البابا يوحنا بولس الثاني عام 1986 هذه الفعالية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك