إبوجا (نيجيريا) – الوكالات: اتهم العسكريون الانقلابيون في النيجر فرنسا أمس بالرغبة في «التدخل عسكريا» لإعادة الرئيس محمد بازوم إلى مهامه، غداة قمة لدول غرب إفريقيا أمهلت المجموعة العسكرية الانقلابية أسبوعاً لإعادة الانتظام الدستوري إلى البلاد، مؤكدة أنها لا تستبعد «استخدام القوة».
وجاء في بيان للانقلابيين أمس «في إطار بحثها عن سبل ووسائل للتدخل عسكرياً في النيجر عقدت فرنسا بتواطؤ بعض أبناء النيجر، اجتماعاً مع هيئة أركان الحرس الوطني في النيجر للحصول على الأذونات السياسية والعسكرية اللازمة».
وفي بيان آخر اتهم الانقلابيون «أجهزة أمنية» تعود إلى «قنصلية غربية»، بدون تحديد هويتها، بإطلاق الغاز المسيل للدموع الأحد في نيامي على متظاهرين مؤيدين للمجموعة العسكرية، «ما أدى إلى إصابة ستة أشخاص، نقلوا إلى مستشفيات في العاصمة».
وتوعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد الانقلابيين بالرد «فوراً وبشدّة» على أي هجوم يستهدف مواطني فرنسا ومصالحها في النيجر، بعدما تظاهر آلاف الأشخاص أمام سفارة باريس في نيامي.
وعقدت قمة استثنائية للجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا والنيجر عضو فيها إلى جانب 14 بلدا آخر، الأحد في أبوجا برعاية رئيس نيجيريا بولا تينوبو الذي يتولى رئاسة التكتل منذ مطلع يوليو.
وطلبت الجماعة في ختام القمة «الإفراج الفوري» عن الرئيس بازوم و«العودة الكاملة الى الانتظام الدستوري في جمهورية النيجر».
وحذّرت من أنه في حال «عدم تلبية المطالب ضمن مهلة أسبوع»، ستقوم الجماعة «باتخاذ كل الإجراءات الضرورية... وهذه الإجراءات قد تشمل استخدام القوة».
ودعا الكرملين أمس من جهته «جميع الأطراف إلى ضبط النفس» والعودة إلى «الشرعية» في النيجر.
وحمّل جوزيب بوريل مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي أمس الانقلابيين في النيجر مسؤولية أي هجوم على السفارات الأجنبية. وأشار الى أن الاتحاد الأوروبي «سيدعم بسرعة وبحزم» قرارات الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس).
كذلك أعلنت برلين أمس تعليق مساعدتها الإنمائية ودعمها المالي للنيجر بعد الانقلاب العسكري.
وقال رئيس وزراء النيجر حمودو محمدو لمحطة فرانس 24 الأحد إن العقوبات «ستكون كارثة» اقتصاديا واجتماعيا، لكنه أعرب عن تفاؤله حيال الوساطات.
وشارك رئيس تشاد محمد إدريس ديبي إيتنو في قمة «إكواس» مع أن بلاده ليست عضواً في الجماعة الاقتصادية، لكنها جارة للنيجر وهي أيضا قوة عسكرية في منطقة الساحل متحالفة مع فرنسا.
وتوجه ديبي بعدها إلى نيامي الأحد في إطار «مبادرة تشادية»، «ليرى ما يمكن أن يقدمه في سبيل تسوية الأزمة» في النيجر، بحسب ما أكد المتحدث باسم الحكومة التشادية عزيز محمد صالح. وخلال جهود الوساطة هذه تحدث ديبي إلى بازوم المحتجز منذ 29 يوليو في مقر إقامته في القصر الرئاسي من قبل أعضاء في الحرس الرئاسي الذي يقوده الجنرال الانقلابي عبد الرحمن تياني.
وأفادت أوساط مقربة من بازوم أن ديبي «تحدث إلى تياني ونقل إليه رسالة من إكواس».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك