نيامى – الوكالات: أعلن رئيس أركان القوات المسلّحة في النيجر أمس «تأييد إعلان» العسكريين الانقلابيين وضع حدّ «لنظام» الرئيس محمد بازوم الذي يحتجزه أفراد من الحرس الرئاسي، فيما دعا رئيس الحكومة بالوكالة إلى الحوار.
وقال بيان وقّعه رئيس الأركان الجنرال عبد الصدّيق عيسى، إنّ «القيادة العسكرية للقوات المسلّحة في النيجر... قرّرت تأييد إعلان قوات الدفاع والأمن... من أجل تجنّب مواجهة دامية بين القوى المختلفة».
وفي وقت سابق أمس، قال بازوم في رسالة عبر خدمة «إكس» المعروفة سابقاً بـ«تويتر»، «ستُصان المكتسبات التي حققت بعد كفاح طويل. كل أبناء النيجر المحبون للديموقراطية والحرية سيحرصون على ذلك».
ويأتي ذلك بعد ساعات على إعلان عسكريين انقلابيين عبر التلفزيون الوطني أنّهم أطاحوا بالرئيس المنتخب ديمقراطياً في العام 2021.
من جهته، قال وزير الخارجية ورئيس الحكومة بالوكالة حسومي مسعودو عبر قناة «فرانس24»، «نحن السلطات الشرعية والقانونية». وأضاف مسعودو الموجود في نيامي «كانت هناك محاولة انقلاب»، ولكن «لم يشارك كلّ الجيش في هذا الانقلاب».
وقال الكولونيل ميجور أمادو عبدالرحمن محاطاً بتسعة جنود آخرين يرتدون الزيّ الرسمي «نحن، قوّات الدفاع والأمن، المجتمعين في المجلس الوطني لحماية الوطن، قرّرنا وضع حدّ للنظام الذي تعرفونه». وأضاف «يأتي ذلك على أثر استمرار تدهور الوضع الأمني وسوء الإدارة الاقتصاديّة والاجتماعيّة».
وتظاهر مئات الأشخاص دعمًا للعسكريين الانقلابيين صباح أمس في نيامي، حسبما رأى مراسلو وكالة فرانس برس الذين لاحظوا حمل بعض الأشخاص عدة أعلام روسية. وتوجه بعض الشبان إلى مقر «الحزب النيجيري من أجل الديموقراطية والاشتراكية» الحاكم، على بُعد بضعة كيلومترات من التجمّع، وأضرموا النار في سيارات.
وعلّق المجلس العسكري، الذي يضم جميع أسلحة الجيش والدرك والشرطة، كلّ المؤسسات، وأغلق الحدود البرية والجوية، وفرض حظر تجول.
وجاء هذا الإعلان في نهاية يوم من التوتر في نيامي، اتّسم بما وصفه النظام بأنّه تعبير للحرس الرئاسي عن «استيائه» عبر احتجاز الرئيس بازوم في مقر إقامته الرسمي منذ صباح الأربعاء.
وفشلت المحادثات بين بازوم والحرس الرئاسي لمحاولة إيجاد حلّ، من دون أن يعرف أحد ما هي مطالب الجيش.
وقبل الإعلان عن الانقلاب، كان من المقرّر أن تسعى وساطة غرب إفريقية الخميس إلى إيجاد حلّ لما كان لا يزال مجرّد محاولة انقلابية، ندّد بها جميع شركاء النيجر.
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بشدّة الانقلاب المعلن.
ودعت روسيا إلى «الإفراج السريع» عن بازوم، داعية الطرفَين إلى «الامتناع عن استخدام القوة وحلّ جميع القضايا الخلافية من خلال الحوار السلمي والبناء».
كذلك، دعا وزير الخارجيّة الأمريكي أنتوني بلينكن الأربعاء من نيوزيلندا إلى «الإفراج الفوري» عن رئيس النيجر. وقال «تحدّثتُ مع الرئيس بازوم في وقت سابق هذا الصباح وقلت له بوضوح إنّ الولايات المتحدة تدعمه بقوّة بصفته رئيسا للنيجر منتخبا بشكل ديموقراطي».
ودانت فرنسا «أيّ محاولة للاستيلاء على السلطة بالقوّة» في النيجر. كذلك فعلت ألمانيا التي دعت إلى «الإفراج الفوري عن الرئيس المنتخب ديمقراطياً»، مطالبة الجيش بالعودة إلى ثكناته.
وندد أيضًا الرئيس السنغالي ماكي سال «بشدة بالانقلاب العسكري في النيجر ضد رئيس منتخب ديمقراطيًا».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك