بيروت – (الوكالات): طرح مبعوث الرئيس الفرنسي إلى لبنان جان-إيف لودريان على الأفرقاء السياسيين عقد لقاء في سبتمبر يهدف إلى توافق ينهي الشغور الرئاسي المستمر منذ نحو تسعة أشهر، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس الخميس. وبدأ لودريان يوم الثلاثاء مهمة جديدة في بيروت تتخللها لقاءات مع مسؤولين وأحزاب سياسية في إطار مساع تقودها فرنسا، بلا جدوى حتى الآن، لتسريع انتخاب رئيس، بينما يبدو الملف اللبناني غائباً عن الاهتمام الدولي وحتى الإقليمي.
وفي ختام زيارته، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن لودريان «اقترح على كل الأطراف الفاعلة في عملية انتخاب رئيس للجمهورية دعوتهم في سبتمبر لعقد لقاء في لبنان هدفه التوصل إلى توافق على القضايا والمشاريع ذات الأولوية التي ينبغي على الرئيس المقبل أن يتولاها». وأضاف البيان أن «الهدف من هذا اللقاء هو خلق مناخ من الثقة يتيح للبرلمان الاجتماع في ظل ظروف مؤاتيه» لانتخاب رئيس. ويقدم لودريان بذلك رؤية جديدة للحل تعتمد على التوافق على برنامج عمل الرئيس قبل انتخابه على وقع الانقسامات السياسية الحادة بين الأطراف اللبنانيين.
وتأتي زيارة لودريان لبيروت إثر اجتماع حول لبنان عقده ممثلون للسعودية ومصر وفرنسا والولايات المتحدة وقطر في الدوحة في 17 يوليو. وأوضحت الخارجية الفرنسية أن طرح لودريان «يحظى بدعم شركاء وأصدقاء لبنان الذين التقوا في الدوحة»، كما أنه لقي «انفتاحاً» من الأطراف اللبنانية. ومنذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في نهاية أكتوبر، فشل البرلمان 12 مرة في انتخاب رئيس على وقع انقسام سياسي يزداد حدّة بين حزب الله وخصومه. ولا يحظى أي فريق بأكثرية تمكّنه منفرداً من إيصال مرشحه إلى المنصب. ومنذ أشهر، تدير البلاد حكومة تصريف أعمال عاجزة عن اتخاذ قرارات ضرورية فيما يشترط المجتمع الدولي إصلاحات ملحة من أجل تقديم دعم مالي يساعد لبنان على النهوض من مأزقه الاقتصادي المزمن.
ويزيد الشغور الرئاسي الحالي في لبنان الوضع الاقتصادي سوءاً في بلاد تشهد منذ 2019 انهياراً اقتصادياً صنفه البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ 1850. وفي نفس الوقت أخفق مجلس الوزراء اللبناني أمس الخميس في الاجتماع للاتفاق على اختيار خليفة لحاكم المصرف المركزي رياض سلامة مما يعني أن البنك قد يصبح بلا قيادة اعتبارا من الاثنين المقبل مع دخول البلاد العام الخامس من الاضطرابات المالية.
وتنتهي ولاية سلامة (72 عاما) يوم الاثنين المقبل بعد 30 عاما قضاها في المنصب في ظل اقتصاد منهار وفي وقت يواجه فيه تهما ينفيها باختلاس أموال عامة. ويثير احتمال حدوث فراغ في رئاسة مصرف لبنان المخاوف من تعرض الدولة لمزيد من الانهيار ويعكس انقسامات أوسع تركت منصب الرئيس شاغرا والبلد بدون حكومة كاملة الصلاحيات لأكثر من عام.
وقاد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري جهودا لتعيين حاكم جديد غير أن جماعة حزب الله وحليفها المسيحي التيار الوطني الحر رفضا هذه الخطوات وقالا ان حكومة تصريف الاعمال ليس لها الحق في اتخاذ هذه الخطوة. وألغيت جلسة مجلس الوزراء أمس بعد دقائق من الموعد المحدد لبدئها لعدم اكتمال النصاب القانوني بحضور عدد كاف من الوزراء.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك