العدد : ١٦٩٨٦ - الثلاثاء ٢٤ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٦ - الثلاثاء ٢٤ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

الرياضة

دعوة لإطلاق برنامج ترويحي لذوي الهمم

كتبت: رزان ميرزا أحمد – جامعة البحرين

الخميس ٢٧ يوليو ٢٠٢٣ - 02:00

 

تعد‭ ‬الرياضة‭ ‬والترويح‭ ‬أدوات‭ ‬قوية‭ ‬لتعزيز‭ ‬الصحة‭ ‬العقلية‭ ‬والجسدية‭ ‬للأفراد،‭ ‬وتوفير‭ ‬فرص‭ ‬للاسترخاء‭ ‬والتفريغ‭ ‬العاطفي،‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬مفهوم‭ ‬الشمولية‭ ‬والمساواة‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬للأشخاص‭ ‬من‭ ‬فئة‭ ‬ذوي‭ ‬الهمم‭ ‬فرص‭ ‬متساوية‭ ‬للاستمتاع‭ ‬بالفوائد‭ ‬الصحية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬للترويح‭ ‬الرياضي،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬يأتي‭ ‬مقترحنا‭ ‬لبرنامج‭ ‬ترويحي‭ ‬رياضي‭ ‬مبتكر‭ ‬يستهدف‭ ‬ذوي‭ ‬الهمم،‭ ‬ويهدف‭ ‬إلى‭ ‬الريادة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الترويح‭ ‬الرياضي‭ ‬لتحقيق‭ ‬التكامل‭ ‬والتنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬لهم‭.‬

قبل‭ ‬أن‭ ‬نقدم‭ ‬المقترح‭ ‬لبرنامج‭ ‬ترويحي‭ ‬رياضي‭ ‬لذوي‭ ‬الهمم،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬الإشادة‭ ‬بدور‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬أو‭ ‬وزارة‭ ‬الشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬تحديدًا‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬فئة‭ ‬ذوي‭ ‬الهمم،‭ ‬إذ‭ ‬تولي‭ ‬دورًا‭ ‬قيادياً‭ ‬رياديًا‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬الكبير‭ ‬لفئة‭ ‬ذوي‭ ‬الهمم‭ ‬وتمكينهم‭ ‬من‭ ‬ممارسة‭ ‬الرياضة‭ ‬والترويح‭ ‬الرياضي‭ ‬بكل‭ ‬تألق‭ ‬وإبداع،‭ ‬حيث‭ ‬تهدف‭ ‬الوزارة‭ ‬إلى‭ ‬تشجيع‭ ‬المشاركة‭ ‬الفاعلة‭ ‬لهذه‭ ‬الفئة‭ ‬القوية‭ ‬وتوفير‭ ‬الفرص‭ ‬المتنوعة‭ ‬لاستثمار‭ ‬طاقاتهم‭ ‬ومهاراتهم‭ ‬الرياضية،‭ ‬وتعمل‭ ‬الوزارة‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬دعم‭ ‬ذوي‭ ‬الهمم‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأنشطة‭ ‬الرياضية‭ ‬المختلفة،‭ ‬مثل‭: ‬كرة‭ ‬السلة‭ ‬والتنس‭ ‬والسكواتش‭ ‬وغيرها،‭ ‬حيث‭ ‬توفر‭ ‬الوزارة‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬اللازمة‭ ‬والمعدات‭ ‬المناسبة‭ ‬لممارسة‭ ‬هذه‭ ‬الأنشطة‭ ‬بكل‭ ‬راحة‭ ‬ويسر،‭ ‬ويهدف‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬تشجيع‭ ‬ذوي‭ ‬الهمم‭ ‬على‭ ‬اكتشاف‭ ‬قدراتهم‭ ‬وتطوير‭ ‬مهاراتهم‭ ‬الرياضية‭ ‬وتحقيق‭ ‬تميزهم‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬الرياضية‭ ‬وبالتالي‭ ‬استغلالها‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬استثمارها‭ ‬لتعود‭ ‬بالنفع‭ ‬عليهم‭ ‬كأفراد‭ ‬وعلى‭ ‬المجتمع‭ ‬نفسه‭.‬

ولا‭ ‬نقتصر‭ ‬بالذكر‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬الجانب‭  ‬فقط‭ ‬ذلك،‭ ‬بل‭ ‬شاركت‭ ‬البحرين‭ ‬بأبنائها‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الهمم‭ ‬في‭ ‬البطولات‭ ‬العالمية‭ ‬فأظهروا‭ ‬مستوى‭ ‬رفيعًا‭ ‬من‭ ‬الأداء‭ ‬والتميز،‭ ‬وحصدوا‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الميداليات‭ ‬الذهبية،‭ ‬وأحرزوا‭ ‬الإنجازات‭ ‬المتميزة‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي،‭ ‬وتُعد‭ ‬‮«‬روبا‭ ‬العمري‮»‬‭ ‬من‭ ‬النماذج‭ ‬المشرفة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الصعيد،‭ ‬حيث‭ ‬حققت‭ ‬رقمًا‭ ‬شخصيًا‭ ‬جديدًا‭ ‬في‭ ‬مسابقة‭ ‬رمي‭ ‬القرص‭ ‬ببطولة‭ ‬العالم‭ ‬لألعاب‭ ‬القوى،‭ ‬وكل‭ ‬هذه‭ ‬الإنجازات‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬ممكنة‭ ‬لولا‭ ‬دعم‭ ‬وتوجيه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وهو‭ ‬الداعم‭ ‬الكبير‭ ‬لهذه‭ ‬الفئة‭ ‬حيث‭ ‬تلامس‭ ‬مجهوداته‭ ‬عليهم‭ ‬بالتقدم‭ ‬الذي‭ ‬يحرزونه،‭ ‬وهو‭ ‬المدافع‭ ‬الأول‭ ‬عن‭ ‬حقوقهم‭ ‬واحتياجاتهم‭ ‬وتوفير‭ ‬الفرص‭ ‬لهم‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬أمام‭ ‬فئة‭ ‬ذوي‭ ‬الهمم‭ ‬تحديات‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬التغلب‭ ‬عليها،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬استثمار‭ ‬أوقات‭ ‬الفراغ‭ ‬وتعزيز‭ ‬الثقة‭ ‬بالنفس‭ ‬لهم‭ ‬يعدان‭ ‬محطًا‭ ‬رئيسيًا‭ ‬لتحقيق‭ ‬النجاح،‭ ‬لذا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتمتعوا‭ ‬بفرص‭ ‬أكبر‭ ‬للترويح‭ ‬والاسترخاء،‭ ‬وأن‭ ‬يتم‭ ‬تشجيعهم‭ ‬على‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الموارد‭ ‬الرياضية‭ ‬المتاحة‭ ‬لتحقيق‭ ‬أقصى‭ ‬استفادة‭ ‬من‭ ‬إمكاناتهم‭ ‬وتمكينهم‭ ‬من‭ ‬التفوق‭ ‬والتألق‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬الرياضية،‭ ‬وتوعيتهم‭ ‬بالاستفادة‭ ‬من‭ ‬الفرص‭ ‬المتنوعة‭ ‬والمنصات‭ ‬اللازمة‭ ‬لتحقيق‭ ‬تميزهم‭ ‬وإبراز‭ ‬قدراتهم‭ ‬الحقيقية،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬الاعاقة‭ ‬ليست‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬فرصة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الإنجازات‭ ‬المتميزة‭ ‬والريادة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬والمجتمع‭.‬

كما‭ ‬ينبغي‭ ‬التطرق‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬إلى‭ ‬الدور‭ ‬الحيوي‭ ‬الذي‭ ‬يلعبه‭ ‬قسم‭ ‬التربية‭ ‬الرياضية‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين،‭ ‬إذ‭ ‬يعتبر‭ ‬القسم‭ ‬مرجعًا‭ ‬مهمًا‭ ‬للتعليم‭ ‬والأبحاث‭ ‬والابتكار‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التربية‭ ‬الرياضية،‭ ‬حيث‭ ‬يمتلك‭ ‬القسم‭ ‬أعضاء‭ ‬تدريس‭ ‬مؤهلين‭ ‬وخبراء‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الرياضة‭ ‬والترويح،‭ ‬والذين‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يسهموا‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬نجاح‭ ‬البرنامج‭ ‬الترويحي‭ ‬المقترح،‭ ‬وخصوصًا‭ ‬بعد‭ ‬تعيين‭ ‬قائدة‭ ‬محنكة‭ ‬كالدكتورة‭ ‬منار‭ ‬التميمي‭ ‬لتكون‭ ‬رئيسًا‭ ‬لقسم‭ ‬التربية‭ ‬الرياضية‭.‬

يهدف‭ ‬مقترحنا‭ ‬وبرنامجنا‭ ‬الترويحي‭ ‬الرياضي‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬فرص‭ ‬عديدة‭ ‬لذوي‭ ‬الهمم‭ ‬للاستمتاع‭ ‬بالترويح‭ ‬والنشاط‭ ‬البدني‭ ‬بطرق‭ ‬مبتكرة‭ ‬ومناسبة‭ ‬لاحتياجاتهم‭ ‬الفردية،‭ ‬كما‭ ‬يشمل‭ ‬البرنامج‭ ‬مجموعة‭ ‬متنوعة‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬الرياضية‭ ‬الترويحية،‭ ‬مثل‭ ‬السباحة،‭ ‬والتسلق،‭ ‬ورياضات‭ ‬الكراسي‭ ‬المتحركة،‭ ‬والتنس،‭ ‬والرياضات‭ ‬الجماعية،‭ ‬وغيرها‭ ‬المزيد‭ ‬ويمكن‭ ‬تحديد‭ ‬ملامح‭ ‬المقترح‭ ‬في‭ ‬النقاط‭ ‬الآتية‭.‬

التعاون‭ ‬مع‭ ‬الأطراف‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭:‬

من‭ ‬المؤمل‭ ‬من‭ ‬قسم‭ ‬التربية‭ ‬الرياضية‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬المؤسسات‭ ‬المختلفة‭ ‬ذات‭ ‬الصلة،‭ ‬مثل‭ ‬جمعيات‭ ‬ذوي‭ ‬الهمم‭ ‬والمراكز‭ ‬الخاصة‭ ‬بالتأهيل،‭ ‬وذلك‭ ‬لتوفير‭ ‬الموارد‭ ‬والخبرات‭ ‬اللازمة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬البرنامج‭ ‬الترويحي‭ ‬بكفاءة‭ ‬عالية‭.‬

التخطيط‭ ‬المبتكر‭ ‬المخصص‭:‬

يتطلب‭ ‬البرنامج‭ ‬الترويحي‭ ‬الرياضي‭ ‬لذوي‭ ‬الهمم‭ ‬تخطيطًا‭ ‬دقيقًا‭ ‬ومخصصًا‭ ‬لاحتياجات‭ ‬كل‭ ‬فئة‭ ‬من‭ ‬الإعاقات،‭ ‬إذ‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬توفير‭ ‬التجهيزات‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬الملائمة،‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬الوضع‭ ‬الصحي‭ ‬والقدرات‭ ‬الحركية‭ ‬والاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬للمشاركين‭.‬

التدريب‭ ‬والتأهيل‭:‬

يجب‭ ‬تدريب‭ ‬الأطقم‭ ‬الرياضية‭ ‬والمدربين‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬البرنامج‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المشاركين‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الهمم،‭ ‬ويشتمل‭ ‬التدريب‭ ‬على‭ ‬تعلم‭ ‬كيفية‭ ‬التفاعل‭ ‬مع‭ ‬الإعاقات‭ ‬المختلفة‭ ‬وتقديم‭ ‬الدعم‭ ‬اللازم‭ ‬وتحفيز‭ ‬المشاركين‭ ‬للمساهمة‭ ‬والتطور‭ ‬الشخصي‭.‬

تقييم‭ ‬وتحسين‭ ‬البرنامج‭:‬

يجب‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تقييم‭ ‬البرنامج‭ ‬الترويحي‭ ‬الرياضي‭ ‬بانتظام‭ ‬واستمرار‭ ‬لتحديد‭ ‬مدى‭ ‬نجاحه‭ ‬وتحسينه‭ ‬وتطويره‭. ‬وينبغي‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬آراء‭ ‬المشاركين‭ ‬والمدربين‭ ‬وتحليل‭ ‬البيانات‭ ‬المتاحة‭ ‬لتحديد‭ ‬المجالات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬تحسينها‭ ‬وتعزيز‭ ‬تجربة‭ ‬المشاركة‭.‬

من‭ ‬خلال‭ ‬تنفيذ‭ ‬برنامج‭ ‬ترويحي‭ ‬رياضي‭ ‬مبتكر‭ ‬لذوي‭ ‬الهمم،‭ ‬يمكن‭ ‬لقسم‭ ‬التربية‭ ‬الرياضية‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬أن‭ ‬يسهم‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الصحة‭ ‬والرفاهية‭ ‬العامة‭ ‬لهذه‭ ‬الفئة‭ ‬المهمة‭ ‬من‭ ‬المجتمع،‭ ‬إذ‭ ‬يتطلب‭ ‬البرنامج‭ ‬الترويحي‭ ‬الرياضي‭ ‬التفكير‭ ‬الإبداعي‭ ‬والمرونة،‭ ‬ويعتمد‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬والتواصل‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬وتكامل‭ ‬الجهود‭ ‬لتحقيق‭ ‬النجاح‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ريادة‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج،‭ ‬ونتطلع‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬نموذجًا‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬فرص‭ ‬الترويح‭ ‬الرياضي‭ ‬لذوي‭ ‬الهمم‭ ‬وتعزيز‭ ‬المساواة‭ ‬والشمولية‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا