الحديدة – الوكالات: انطلقت أمس عملية سحب حمولة ناقلة النفط «صافر» المهجورة قبالة ميناء الحُديدة اليمني الاستراتيجي في البحر الأحمر، في عملية تهدف إلى تجنّب كارثة بيئية، حسبما أفادت الامم المتحدة في بيان.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في البيان «بدأت الأمم المتحدة عملية نزع فتيل ما قد يكون أكبر قنبلة موقوتة في العالم»، مضيفا «تجري الآن عملية ... معقّدة في البحر الأحمر ... لنقل مليون برميل نفط من سفينة صافر المتداعية إلى سفينة بديلة».
وذكر البيان ان العملية بدأت عند الساعة 10,45 بتوقيت اليمن (07,45 ت ج).
من المتوقع أن يستغرق نقل 1,14 مليون برميل من خام مأرب الخفيف إلى السفينة الجديدة أقل من ثلاثة أسابيع. وتأمل الأمم المتحدة أن تزيل العملية التي تبلغ تكلفتها 143 مليون دولار، مخاطر وقوع كارثة بيئية قد تتسبب بأضرار بنحو 20 مليار دولار.
ترسو «صافر» التي صُنعت قبل 47 عامًا وتُستخدم كمنصّة تخزين عائمة منذ الثمانينات، على بعد نحو خمسين كيلومترًا من ميناء الحُديدة الذي يُعد بوابة رئيسية لدخول الشحنات، غرب اليمن.
ولم تخضع «صافر» لأي صيانة منذ 2015 حين تصاعدت الحرب التي بدأت عام 2014 في اليمن بين الحكومة والحوثيين..
وبسبب موقع السفينة في البحر الأحمر، فإنّ أي تسرّب قد يكلّف أيضا مليارات الدولارات يوميا إذ سيتسبّب باضطرابات في مسارات الشحن بين مضيق باب المندب وقناة السويس.
وقالت المتحدثة باسم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سارة بيل للصحفيين في جنيف «نحتاج إلى توخي الحذر الشديد»، فيما يرى خبراء ان نجاح العملية ليس مؤكدا على الإطلاق، حيث إن درجات الحرارة المرتفعة والأنابيب القديمة وغيرها من العوامل تشكل تهديدات محتملة.
والاسبوع الماضي، أشادت منظمة «جرينبيس» بالعملية «المحفوفة بالمخاطر» التي تقودها الأمم المتحدة لسحب النفط، لكنّها حذّرت من أن خطر وقوع كارثة بيئية لا يمكن تفاديه حتى يتم إزالة الخام بالكامل.
تحمل السفينة المتداعية أربعة أضعاف كمية النفط التي كانت على متن «إكسون فالديز» وأحدث تسرّبها كارثة بيئية عام 1989 قبالة الاسكا.
على مدى أعوام، عمل عدد قليل من أفراد طاقم «صافر» على معالجة التسربات وإجراء تصليحات صغيرة في ظل ضغط نفسي هائل لتفادي حصول تسرّب أو انفجار.
وفي مارس، اشترت الأمم المتحدة السفينة «نوتيكا» بهدف سحب الحمولة.
وبعد شهرين، صعد فريق خبراء من شركة «سميت سالفدج» الخاصة التي تتولى عملية سحب النفط، على متن «صافر» لإجراء تقييم لوضعها وباشر الاستعدادات للعملية.
وقامت الأمم المتحدة قبل نحو اسبوع بعملية تسليم رمزية للسفينة «نوتيكا» إلى «شعب اليمن»، رغم أن شركة الشحن «يوروناف» ستواصل إدارتها نيابة عن الأمم المتحدة لمدة ستة أشهر على الأقل.
وحذّرت الأمم المتحدة من أنه حتى بعد إتمام عملية النقل، سيظل خزان صافر «يشكل تهديدًا للبيئة، بسبب الزيت اللزج الذي سيتبقى فيه وخطر انهياره المتواصل».
ويتنازع طرفا النزاع اليمني ملكية النفط والسفينة «نوتيكا» التي سيتمّ تغيير اسمها ليصبح «اليمن».
وسبق أن أعلن الحوثيون أنهم يعتزمون بيع النفط وتحويل العائدات لتسديد رواتب موظّفين يعملون في إدارات تخضع لسلطتهم. كما دعوا إلى استكمال بناء منشآت تخزين بريّة حيث من المحتمل أن يتمّ تخزين النفط في وقت لاحق.
في المقابل دعت الحكومة اليمنية إلى إنفاق أي مبلغ يتأتّى من بيع هذا النفط على مشاريع صحيّة وإنسانية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك