العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

منظمة حقوقية: مهاجرون أفارقة ضحية «انتهاكات خطيرة» بأيدي قوات الأمن التونسية

الخميس ٢٠ يوليو ٢٠٢٣ - 02:00

تونس‭ ‬‭ (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬أشارت‭ ‬منظمة‭ ‬هيومن‭ ‬رايتس‭ ‬ووتش‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قوات‭ ‬الشرطة،‭ ‬والجيش،‭ ‬والحرس‭ ‬الوطني‭ ‬التونسية،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬الحرس‭ ‬البحري،‭ ‬ارتكبت‭ ‬انتهاكات‭ ‬خطيرة‭ ‬ضدّ‭ ‬المهاجرين،‭ ‬واللاجئين،‭ ‬وطالبي‭ ‬اللجوء‭ ‬الأفارقة‭ ‬السود،‭ ‬وحثت‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬على‭ ‬‮«‬وقف‭ ‬دعمه‮»‬‭ ‬لهذا‭ ‬البلد‭ ‬في‭ ‬محاربة‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬النظامية‭. ‬وأكدّت‭ ‬المنظمة‭ ‬الحقوقية‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬أمس‭ ‬الأربعاء‭ ‬أنها‭ ‬جمعت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬شهادة‭ ‬حية‭ ‬من‭ ‬‮«‬ضحايا‭ ‬انتهاكات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬السلطات‭ ‬التونسية‮»‬‭.  ‬

وقالت‭ ‬هيومن‭ ‬رايتس‭ ‬ووتش‭ ‬إن‭ ‬‮«‬الانتهاكات‭ ‬الموثَّقة‭ ‬شملت‭ ‬الضرب،‭ ‬واستخدام‭ ‬القوّة‭ ‬المفرطة،‭ ‬وفي‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ ‬التعذيب،‭ ‬والاعتقال‭ ‬والإيقاف‭ ‬التعسفيين،‭ ‬والطرد‭ ‬الجماعي،‭ ‬والأفعال‭ ‬الخطرة‭ ‬في‭ ‬عرض‭ ‬البحر،‭ ‬والإخلاء‭ ‬القسري،‭ ‬وسرقة‭ ‬الأموال‭ ‬والممتلكات‮»‬‭. ‬وعاد‭ ‬تسعة‭ ‬أشخاص‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الذين‭ ‬تحدّثت‭ ‬معهم‭ ‬إلى‭ ‬بلدانهم‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬رحلات‭ ‬العودة‭ ‬في‭ ‬آذار‭/‬مارس‭ ‬فيما‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬ثمانية‭ ‬منهم‭ ‬في‭ ‬تونس‭.  ‬

ورُحِّل‭ ‬سبعة‭ ‬آخرون‭ ‬ضمن‭ ‬مجموعة‭ ‬مكوّنة‭ ‬من‭ ‬‮«‬1200‭ ‬أفريقي‭ ‬أسود‭ ‬نقلتهم‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬بالقوة‭ ‬إلى‭ ‬الحدود‭ ‬مع‭ ‬ليبيا‭ ‬والجزائر‭ ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬يوليو‮»‬،‭ ‬بحسب‭ ‬هيومن‭ ‬رايتس‭ ‬ووتش‭. ‬طرد‭ ‬مئات‭ ‬المهاجرين‭ ‬الأفارقة‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬صفاقس‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬شرق‭ ‬تونس،‭ ‬نقطة‭ ‬الانطلاق‭ ‬الرئيسية‭ ‬للهجرة‭ ‬غير‭ ‬الشرعية‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭ ‬إثر‭ ‬اشتباكات‭ ‬أودت‭ ‬بحياة‭ ‬مواطن‭ ‬تونسي‭ ‬في‭ ‬3‭ ‬يوليو،‭ ‬قبل‭ ‬نقلهم‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬نائية‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬ليبيا‭ ‬في‭ ‬الشرق،‭ ‬والجزائر‭ ‬في‭ ‬الغرب‭.‬

وتُظهر‭ ‬الشهادات‭ ‬التي‭ ‬جمعتها‭ ‬المنظمة‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭ ‬أن‭ ‬المهاجرين‭ ‬تركوا‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مياه‭ ‬وغذاء‭ ‬ومأوى‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬الصحراء‭. ‬وأشار‭ ‬البيان‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬غالبية‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الموثّقة‭ ‬حصلت‭ ‬بعد‭ ‬خطاب‭ ‬الرئيس‭ ‬التونسي‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬في‭ ‬الواحد‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬فبراير‭ ‬الذي‭ ‬عارض‭ ‬فيه‭ ‬بشدّة‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬الشرعية،‭ ‬مستنكرًا‭ ‬وصول‭ ‬‮«‬حشود‭ ‬من‭ ‬المهاجرين‮»‬‭ ‬الذين‭ ‬قال‭ ‬إنهم‭ ‬‮«‬يغيرون‭ ‬التركيبة‭ ‬الديموغرافية‭ ‬لتونس‮»‬‭. ‬

وأكّد‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬تمت‭ ‬مقابلتهم‭ ‬أنهم‭ ‬تعرضوا‭ ‬للعنف‭ ‬في‭ ‬أقسام‭ ‬الشرطة‭ ‬وبعضهم‭ ‬‮«‬لصعقات‭ ‬كهربائية‮»‬‭. ‬فيما‭ ‬ندد‭ ‬آخرون‭ ‬بـ«الاعتقالات‭ ‬التعسفية‭ ‬والاحتجازات‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬لون‭ ‬بشرتهم‮»‬،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬التحقق‭ ‬المسبق‭ ‬من‭ ‬أوراقهم‭. ‬واشتكى‭ ‬كثيرون‭ ‬من‭ ‬‮«‬اعتداءات‭ ‬خلال‭ ‬عمليات‭ ‬الاعتراض‭ ‬أو‭ ‬الإنقاذ‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬صفاقس‮»‬،‭ ‬قائلين‭ ‬إنهم‭ ‬‮«‬ضُربوا‭ ‬وسُرقوا‭ ‬وأهينوا‮»‬‭ ‬بحسب‭ ‬هيومن‭ ‬رايتس‭ ‬ووتش‭.‬

ودعت‭ ‬المنظمة‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭ ‬التي‭ ‬بعثت‭ ‬برسالة‭ ‬إلى‭ ‬الحكومة‭ ‬التونسية‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬يونيو‭ ‬ولم‭ ‬تتلقَ‭ ‬ردا،‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬مساعدته‭ ‬لمحاربة‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬الشرعية‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬‮«‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يقيَّم‭ ‬تأثيرها‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‮»‬‭. ‬بدورها‭ ‬قالت‭ ‬لورين‭ ‬سيبرت،‭ ‬باحثة‭ ‬في‭ ‬حقوق‭ ‬اللاجئين‭ ‬والمهاجرين‭ ‬في‭ ‬هيومن‭ ‬رايتس‭ ‬ووتش‭ ‬إن‭ ‬‮«‬تمويل‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬لقوات‭ ‬الأمن‭ ‬التي‭ ‬ترتكب‭ ‬انتهاكات‭ ‬أثناء‭ ‬مراقبة‭ ‬الهجرة‭ ‬يجعله‭ ‬يتشارك‭ ‬معها‭ ‬المسؤولية‭ ‬عن‭ ‬معاناة‭ ‬المهاجرين‭ ‬واللاجئين‭ ‬وطالبي‭ ‬اللجوء‭ ‬في‭ ‬تونس‮»‬‭. ‬

وقع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬الأحد‭ ‬مع‭ ‬تونس‭ ‬مذكرة‭ ‬تفاهم‭ ‬بشأن‭ ‬‮«‬شراكة‭ ‬استراتيجية‮»‬‭ ‬جديدة‭ ‬وحزمة‭ ‬تمويل‭ ‬بقيمة‭ ‬مليار‭ ‬يورو‭ ‬للبلاد،‭ ‬منها‭ ‬105‭ ‬ملايين‭ ‬يورو‭ ‬لشراء‭ ‬تجهيزات‭ ‬وتمويل‭ ‬العودة‭ ‬الطوعية‭ ‬لستة‭ ‬آلاف‭ ‬مهاجر‭ ‬إفريقي‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا