موسكو، كييف (وكالات الأنباء): قتل مدنيان هما رجل وامرأة كانا في سيارة في هجوم استهدف ليل الأحد -الاثنين جسرا يربط روسيا بشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو، على ما أفادت السلطات الروسية التي اتهمت أوكرانيا بالوقوف وراءه. وفتحت السلطات الروسية تحقيقا بتهمة تنفيذ «عمل إرهابي». وجاء في بيان لهيئة التحقيق الروسية «قتل مدنيان هما رجل وامرأة في سيارة سياحية على الجسر»، موضحة أيضا أن ابنتهما أصيبت بجروح.
وأضافت هذه الهيئة المكلفة القضايا الإجرامية الرئيسية «حدد التحقيق ضلوع عناصر من أجهزة الاستخبارات وتشكيلات مسلحة في الاعداد لهذه الجريمة وتنفيذها» معلنة فتح تحقيق بارتكاب «عمل إرهابي». وتوعد نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، ديمتري ميدفيديف، بتفجير منازل القادة الأوكرانيين.
وعبر تليجرام اتهمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أوكرانيا بالوقوف وراء ما حصل مؤكدة أن «هجوم اليوم على جسر القرم نفّذه نظام كييف». وقالت ان قرارات أوكرانيا تتخذ «بمشاركة مباشرة من أجهزة مخابرات وساسة أمريكيين وبريطانيين».
وعن ملابسات الهجوم، قالت لجنة مكافحة الإرهاب الروسية في بيان إنه نفذته «مسيّرات بحرية».
وبثت محطة «القرم-24» العامة عبر تليجرام مقطعا مصورا يظهر انهيار منطقة من الجزء الطرقي من الجسر. ونشرت هيئة التحقيق الروسية أيضا مقطعا مصورا تظهر رجالا يرفعون أدلة عن الطريق. ولم يتعرض الجزء المخصص للسكك الحديد على الجسر لأضرار واستؤنفت الحركة قبل ظهر الاثنين على ما ذكرت سلطات القرم. واستؤنفت حركة العبارات أيضا وطلب من سائقي السيارات استقلالها للعبور. ويمتد جسر القرم على مسافة 18 كيلومترا ودشن العام 2018 بعد ضم شبه الجزيرة في 2014.
ونددت وزارة الخارجية الروسية أمس الاثنين بما وصفته بالهجوم الارهابي الاوكراني على الجسر الذي يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم وقالت انه من المحتمل أن يكون الغرب متواطئا فيه.
وقالت الوزارة «إذا اتضح أن المركبات البحرية المسيرة المستخدمة في الهجوم على الجسر لها أصل غربي وكذلك ضلوع دول غربية في التخطيط لهذه العملية ورعايتها وتنفيذها فان هذا سيؤكد تواطؤها في الانشطة الارهابية لنظام كييف».
من جهة أخرى، وفي كييف أفاد مصدر في أجهزة الأمن الأوكرانية (اس بي يو) وكالة فرانس برس أمس الاثنين أن الاستخبارات وسلاح البحرية يقفان وراء الهجوم على جسر القرم الذي نفذ بواسطة «مسيّرات بحرية». وأوضح المصدر لوكالة فرانس برس «أن الهجوم على جسر القرم هو عملية خاصة لجهاز اس بي يو والبحرية» مشيرا إلى أن «الجسر هوجم بواسطة مسيّرات بحرية».
ويعد الجسر ممرا حيويا لنقل الامدادات الى الجنود الروس الذين يقاتلون في أوكرانيا منذ بدء الغزو مطلع 2022. وأكد المصدر الذي طلب عدم كشف اسمه أن «بلوغ الجسر كان صعبا، لكن في نهاية المطاف أمكن القيام بذلك». ودشّن الرئيس فلاديمير بوتين في العام 2018 هذا الجسر الذي تم تشييده بكلفة باهظة لربط القرم بالأراضي الروسية.
وحذّر المستشار في الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك عبر تويتر من أن «كل منشأة غير قانونية يتم استخدامها لإيصال أدوات روسية للقتل الشامل ستكون بالضرورة سريعة الزوال... أيا تكن أسباب التدمير». وكان انفجار ضخم ناتج عن شاحنة مفخخة، وفق ما أعلنت موسكو، أدى في تشرين الأول الى تدمير جزء من جسر القرم ومقتل ثلاثة أشخاص. واتهم بوتين في حينه كييف بارتكاب «عمل إرهابي» عبر تدبير وتنفيذ الانفجار بهدف «تدمير بنية تحتية مدنية روسية ذات أهمية كبيرة».
من جانب أخر، في موسكو قال متحدث باسم خدمات الطوارئ بمنطقة خيرسون، للصحفيين، إن القوات الروسية تصدت لمحاولة تسلل مجموعة تخريبية واستطلاعية أوكرانية في محيط جزيرة فيليكي، كما تصدت لمحاولتين لعبور نهر دنيبر من جانب القوات الأوكرانية في منطقة خيرسون خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأضاف المتحدث أنه «تم إحباط محاولة تسلل قامت بها مجموعة تخريبية واستطلاعية بالقرب من جزيرة فيليكي، وتم تدمير زورق واحد ومقتل ثلاثة مسلحين». بحسب ما أوردته وكالة تاس الروسية للأنباء وقال المتحدث «تم التصدى لمحاولتين من قبل التشكيلات المسلحة الأوكرانية لعبور نهر دنيبر بالقرب من مركزي سادوفوي وأنتونوفكا، وتم تدمير ثلاثة زوارق ومقتل 14 مسلحا».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك