الرياض - (وكالات الأنباء): بدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوجان، أمس الإثنين، جولة خليجية لمدة ثلاثة أيام تشمل السعودية وقطر الإمارات، ومن المتوقع أن تشهد توقيع صفقات بمليارات الدولارات في مجالات عديدة، بينها خصخصة أصول مملوكة للدولة وجذب استثمارات مباشرة وحتى صفقات دفاعية، بحسب تحليل لموقع إذاعة صوت ألمانيا «دويتشه فيله» (Deutsche Welle).
وقال أردوجان، في لقاء مع صحف تركية، الأسبوع الماضي: «خلال زيارتنا، ستتاح لنا فرصة متابعة الدعم الذي ستقدمه هذه الدول لتركيا، لقد أعربوا بالفعل عن استعدادهم لضخ استثمارات جادة خلال اتصالاتي معهم، وآمل أن يُحسم ذلك خلال الزيارة». ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين أتراك قولهم إنهم يأملون في جذب استثمارات خليجية مباشرة بقيمة 10 مليارات دولار خلال جولة أردوجان، ضمن ما يتراوح بين 25 مليار دولار و30 مليار دولار على المدى البعيد.
ويشير ذلك إلى الأهمية الاقتصادية التي يوليها أردوجان إلى جولته الخليجية (الأولى له خارجيا منذ إعادة انتخابه)، خاصة في ظل الضغوط التي يتعرض لها اقتصاد بلاده، في ظل معدلات تضخم مرتفعة وانخفاض قيمة الليرة. وتابعت أن «أردوجان يرى جولته الخليجية، بعد إعادة انتخابه في مايو الماضي (لفترة رئاسية جديدة تستمر 5 سنوات)، ضرورية لدعم الاقتصاد التركي وتعزيز قيادته داخل البلاد، على ضوء أن دول الخليج ساعدت أنقرة في حل أزمة العملات الأجنبية على الأقل على المدى القصير عبر اتفاقيات مبادلة العملات المباشرة وإيداع أموال في حسابات الدولة التركية». ويسعى اردوجان إلى ضمان تدفق مالي لانعاش اقتصاد بلاده.
ومن المقرر أن يلتقي اردوجان العاهل السعودي الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في قصر السلام في جدة على ساحل البحر الأحمر. ولم يُعلن عن أي مؤتمر صحفي. لكن يتوقع التوقيع على اتفاقات عدة خلال الزيارة، كما أفاد مسؤول سعودي كبير وكالة فرانس برس.
وتأتي زيارة اردوجان في وقت تتواصل فيه المصاعب الاقتصادية في بلاده التي تواجه أزمة مالية حادة، إذ هبطت الليرة التركية إلى مستوى قياسي جديد أمام الدولار وسجل التضخم 38,2% في يونيو بمعدل سنوي. ويعتزم أردوجان تعزيز العلاقات الاستثمارية المباشرة والمحافظ الاستثمارية مع دول الخليج. وقال للصحفيين في اسطنبول إن زيارته تسعى لجذب «استثمارات جادة» من دول الخليج في تركيا.
وقال الرئيس التركي إن مجالات التعاون المحتملة ستشمل الدفاع والطاقة والبنية التحتية. وأضاف أردوجان، قبل مغادرته قاصدا المملكة العربية السعودية: «إنهم مهتمون بشراء أصول معينة (في تركيا)»، نافيا انتقادات المعارضة بأن الأصول الاستراتيجية، مثل شركة الغاز الوطنية التركية المملوكة للدولة (بوتاش)، معروضة للبيع.
وقال أردوجان إن «الأزمات في العالم الإسلامي تتطلب تشاورا وتعاونا وثيقين بين تركيا ودول الخليج». وأضاف أن حجم التجارة التركية مع دول الخليج ارتفع من 1,6 مليار دولار إلى نحو 22 مليار دولار خلال العقدين الماضيين.
يشار إلى أن تركيا تعاني من أزمة تكاليف المعيشة بسبب ارتفاع معدلات التضخم العنيد ومعدلات البطالة وضعف عملة البلاد الليرة، وحاجتها الماسة إلى السيولة النقدية والاستثمارات الأجنبية.
وقالت الباحثة في العلاقات التركية الخليجية في جامعة قطر سينيم جنكيز «لا يُعد الاستقرار الاقتصادي والفرص التجارية القوة الدافعة الوحيدة وراء الزيارة». وتابعت في حديث لفرانس برس أنّ «المخاوف الأمنية الإقليمية ومناخ التطبيع الدبلوماسي يدفعان أنقرة إلى إقامة علاقات أعمق مع دول الخليج في الفترة المقبلة». وأفاد دبلوماسي عربي في الرياض فضّل عدم ذكر اسمه أنّ زيارة اردوجان للمنطقة تأتي استكمالا للنهج الجديد في تبني سياسة «تصفير المشاكل» في المنطقة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك