موسكو، كييف - (وكالات الأنباء): هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرد بالقنابل العنقودية، إذا استخدمت أوكرانيا تلك الذخائر، التي قدمتها أمريكا ضد قواته، طبقا لمقطع مصور، بثه التلفزيون الحكومي الروسي أمس الأحد. وصدت القوات الروسية هجوما منسقا من 9 طائرات مسيرة أوكرانية على شبه جزيرة القرم صباح أمس الأحد، وفقا للسلطات في موسكو. وقالت وزارة الدفاع على تليجرام: «هذا الصباح، جرى إحباط محاولة لنظام كييف تنفيذ هجوم إرهابي». وقالت إنه لم يصب أحد في الهجوم. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن الدفاعات الجوية أسقطت طائرتين مسيرتين مع تعطيل خمس أخرى عبر انظمة التشويش.
وأصدر بوتين تحذيرا لأوكرانيا بعدم استخدام الذخائر العنقودية المحظورة دوليا على نطاق كبير، والتي قامت الولايات المتحدة بشحنها مؤخرا إلى كييف. وقال بوتين في مقطع مصور، بثه ال تليفزيون الحكومي الروسي: «أريد أن أقول إن روسيا لديها احتياطيات كافية من مختلف أنواع الذخائر العنقودية». وأضاف بوتين أن «روسيا لا تريد استخدام هذه الذخائر.. لكن بالطبع، إذا تم استخدامها ضدنا، فإننا نحتفظ بالحق في اتخاذ إجراءات مناسبة». واتهم الرئيس الروسي الولايات المتحدة بتقديم ذخائر عنقودية مثيرة للجدل، نظرا لأن الغرب لم يعد قادرا على إمداد أوكرانيا بما يكفي من الأسلحة التقليدية.
ويتهم نشطاء حقوق الإنسان القوات الروسية والأوكرانية باستخدام القنابل العنقودية بالفعل. ونفى بوتين ذلك، رغم أنه اعترف بوجود «نقص معلوم في الذخيرة» على الجانب الروسي لبعض الوقت.
وحظر إجمالي 111 دولة استخدام القنابل العنقودية بموجب معاهدة دولية، لكن الولايات المتحدة وأوكرانيا وروسيا لم توقع على هذه المعاهدة. وربما يمكن أن تستخدم أوكرانيا الذخائر للمساعدة في تطهير المواقع الدفاعية الروسية الحصينة في عمليتها العسكرية المضادة الجارية لاستعادة الأراضي في الشرق والجنوب. يذكر أن الجنرال في هيئة الأركان الأميركية المشتركة دوجلاس سيمز كان أكد، الخميس الماضي، تسليم هذه الذخائر العنقودية لكييف. وقال للصحافيين إن «الذخائر العنقودية باتت في أوكرانيا»، وفق فرانس برس.
من جانبها، قالت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الاوكراني أمس الاحد ان القتال في شرق البلاد «احتدم الى حد ما» اذ نشبت اشتباكات بين القوات الاوكرانية والروسية في ثلاث مناطق على الاقل على الجبهة الشرقية. وشنت كييف الشهر الماضي هجوما مضادا لاستعادة الاراضي التي احتلتها روسيا وأخذ زمام المبادرة في الغزو الروسي الشامل الذي دخل الان شهره السابع عشر.
وقالت ماليار على تيليجرام ان القوات الروسية تهاجم في اتجاه كوبيانسك في منطقة خاركيف على مدى يومين متتاليين. وكتبت «نحن في موقف دفاعي... هناك معارك شرسة ومواقع الجانبين
تتغير بشكل مستمر عدة مرات في اليوم». وقالت ماليار أيضا ان الجانبين يشتبكان حول مدينة باخموت المدمرة لكن القوات الاوكرانية «تتقدم تدريجيا» من ناحية الجنوب. وأضافت أن قوات كييف تصد أيضا الهجمات الروسية بالقرب من أفدييفكا ومارينكا.
وقال متحدث باسم القيادة الجنوبية للجيش الاوكراني في بيان منفصل أمس ان القوات الاوكرانية تقدمت لمسافة بلغت أكثر من كيلومتر في جزء واحد من الجبهة الجنوبية. وحققت كييف مكاسب متزايدة في أجزاء من الشرق والجنوب منذ شن هجومها المضاد الذي طال انتظاره.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقابلة مع التلفزيون الرسمي نشرت مقتطفات منها اليوم ان العملية الاوكرانية «لا تحقق نجاحا» وان محاولات اختراق الدفاعات الروسية باءت بالفشل. وشدد على أن «كل محاولات العدو اختراق دفاعنا باستخدام مخزون استراتيجي خصوصاً، لم تنجح طوال مدة الهجوم. العدو لم يحقق نجاحاً .«كما أكد أن وضع القوات الروسية على الجبهة »إيجابي«، موضحاً أن »قواتنا تتصرف ببطولة. بطريقة لم يتوقعها الخصم، إنها حتى تهاجم في قطاعات معينة وتسيطر على مواقع أكثر أهمية«.
والجمعة الماضية، اقر رئيس الادارة الرئاسية الاوكرانية اندريه يرماك بأن الهجوم المضاد لكييف «لا يحرز تقدما سريعا»، مؤكداً أن الحلفاء الغربيين لا يمارسون ضغطا على كييف في هذا الصدد.
يذكر ان الهجوم المضاد الأوكراني الذي بدأ في يونيو مدعوماً بأسلحة ثقيلة قدمها الغرب، يتقدم ببطء في مواجهة القوات الروسية التي كان لديها متسع من الوقت لإقامة دفاعات قوية، ولا سيما زرع حقول ألغام، مع امتلاكها لقوة نيران كبيرة تسمح بقصف القوات الأوكرانية. أعلنت أوكرانيا أمس الأحد أن قواتها في موقع دفاعي في مواجهة القوات الروسية قرب مدينة كوبيانسك في شرق البلاد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك