الخرطوم - (وكالات الأنباء): أفاق سكان العاصمة السودانية أمس الأحد على دوي قصف جوي اعتادوه منذ ثلاثة أشهر فيما تتواصل المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع التي نفت اتهامها بقتل مدنيين في إقليم دارفور، عازية هذا الأمر الى صراعات قبلية.
وقال سكان في الخرطوم لوكالة فرانس برس إن «الطيران الحربي قصف تجمعات للدعم السريع في حي الجريف شرق» بشرق النيل، وأشاروا إلى تصدي قوات الدعم السريع باستخدام «مضادات أرضية».
وفي ضاحية غرب الخرطوم الكبرى، أم درمان، أفاد شهود بأن «الطيران الحربي قصف محلة أمبدة في غرب المدينة»، فيما شهد وسط المدينة «قصفا مدفعيا باتجاه كلية قادة الأركان المجاورة لمستشفى السلاح الطبي وسلاح المهندسين».
وقال شهود أيضا إن «مسيّرات تابعة للدعم السريع نفذت قصفا على السلاح الطبي بأم درمان».
وغرب البلاد، أفاد شهود بوقوع «اشتباكات عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة في مدينة كاس التي تبعد حوالي 80 كيلومترا شمال غرب نيالا»، عاصمة ولاية جنوب دارفور.
وفي هذا الصدد أشارت قوات الدعم في بيان أمس الأحد الى تحقيقها «السيطرة الكاملة على قيادة اللواء 61 بمدينة كاس». ومنذ اندلاعها في 15 ابريل الفائت، أسفرت الحرب بين قائد الجيش عبدالفتاح البرهان ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتي»، عن مقتل ثلاثة آلاف شخص على الأقل وشردت أكثر من ثلاثة ملايين شخص.
ويوم السبت الماضي عاد ممثلون للجيش السوداني الى مدينة جدة السعودية لاستئناف المفاوضات مع قوات الدعم السريع فيما دخلت الحرب بين الطرفين شهرها الرابع. ولم تعلق قوات الدعم السريع على استئناف مفاوضات جدة التي أعلن راعياها السعودي والأمريكي الشهر الماضي «تعليقها» إلى أجل غير مسمى. وكان طرفا النزاع أبرما هدنات عدة، غالبا بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، شهدت خروقا كثيرة. كما يحاول كل من الاتحاد الإفريقي ومنظمة إيجاد للتنمية بشرق إفريقيا التوسط لحل الأزمة في السودان.
فقد أفادت مصادر بالحكومة السودانية بأن ممثلين عن الحكومة وصلوا إلى السعودية لاستئناف المحادثات مع قوات الدعم السريع، وفقا لوكالة «فرانس برس» .أتت هذه التطورات غداة بيان سعودي أمريكي، تعهد فيه البلدان بالتزامهما المشترك بإنهاء الصراع في السودان.
وسبق ان اعترضت الخارجية السودانية على ترؤس الرئيس الكيني وليام روتو للجنة رباعية منبثقة من ايجاد، متهمة نيروبي بالانحياز لقوات الدعم السريع. وبحسب بيان السبت الماضي لمجلس السيادة الانتقالي في السودان، فقد تلقى البرهان اتصالا هاتفيا من الرئيس الكيني. وأفاد البيان بأن البرهان «نقل إلى الرئيس الكيني أسباب تحفظ حكومة السودان على رئاسة كينيا للجنة الرباعية.. ورفضه لمخرجات القمة التي عقدت في أديس أبابا مؤخرا، حيث لا يمكن إدخال قوات شرق إفريقيا (إيساف) بدون موافقة حكومة السودان».
فقد وضع رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان شروطا للتهدئة، قائلا إن الحكومة السودانية مستعدة لوقف إطلاق النار متى ما استجابت قوات الدعم السريع لمطالب إخلاء مساكن المواطنين ومراكز خدمات المياه والكهرباء والطاقة والمستشفيات والأعيان المدنية والمقرات الحكومية من عناصرها، وذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه رئيس مجلس السيادة السوداني من الرئيس الكيني وليم روتو، بعد أيام من اعتراض الخرطوم على رئاسة نيروبي للجنة الرباعية المكلفة من قبل «الإيجاد» لمعالجة الأزمة في السودان.
وتتركز المعارك في العاصمة وضواحيها وإقليم دارفور بغرب البلاد، حيث يعيش ربع سكان السودان البالغ عددهم 48 مليونا. وفي دارفور، دُمرت قرى وأحياء بكاملها، فيما دفن مدنيون في مقابر جماعية وتم اغتيال قادة محليين بسبب انتمائهم العرقي من قبل قوات الدعم السريع والمليشيات العربية المتحالفة معها.
من جهة أخرى، رحبت أمس الأحد قوات دقلو في بيان منفصل بانضمام بعض مجندي شرطة الاحتياطي المركزي اليها بمدينة الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور، مشيرة إلى أن عدد المنضوين في صفوفها بلغ «270 من الضباط وضباط الصف والجنود».
وكانت قوات الدعم نفت في بيان السبت الماضي اتهام منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية لها «بإعدام 28 فردا على الأقل من إثنية المساليت وقتل وجرح عشرات المدنيين»، وهي إحدى أبرز المجموعات العرقية غير العربية في غرب دارفور. وعزت ما جرى إلى «صراع قبلي بحت هو قديم متجدد، ولم تكن قوات الدعم السريع طرفًا فيه».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك