العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

استمرار المعارك في السودان.. واستئناف مفاوضات جدة بين طرفي الصراع

الاثنين ١٧ يوليو ٢٠٢٣ - 02:00

الخرطوم‭ - (‬وكالات‭ ‬الأنباء‭): ‬أفاق‭ ‬سكان‭ ‬العاصمة‭ ‬السودانية‭ ‬أمس‭ ‬الأحد‭ ‬على‭ ‬دوي‭ ‬قصف‭ ‬جوي‭ ‬اعتادوه‭ ‬منذ‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر‭ ‬فيما‭ ‬تتواصل‭ ‬المعارك‭ ‬بين‭ ‬الجيش‭ ‬وقوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬التي‭ ‬نفت‭ ‬اتهامها‭ ‬بقتل‭ ‬مدنيين‭ ‬في‭ ‬إقليم‭ ‬دارفور،‭ ‬عازية‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬الى‭ ‬صراعات‭ ‬قبلية‭. ‬

وقال‭ ‬سكان‭ ‬في‭ ‬الخرطوم‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬إن‭ ‬‮«‬الطيران‭ ‬الحربي‭ ‬قصف‭ ‬تجمعات‭ ‬للدعم‭ ‬السريع‭ ‬في‭ ‬حي‭ ‬الجريف‭ ‬شرق‮»‬‭ ‬بشرق‭ ‬النيل،‭ ‬وأشاروا‭ ‬إلى‭ ‬تصدي‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬باستخدام‭ ‬‮«‬مضادات‭ ‬أرضية‮»‬‭. ‬

وفي‭ ‬ضاحية‭ ‬غرب‭ ‬الخرطوم‭ ‬الكبرى،‭ ‬أم‭ ‬درمان،‭ ‬أفاد‭ ‬شهود‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬الطيران‭ ‬الحربي‭ ‬قصف‭ ‬محلة‭ ‬أمبدة‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬المدينة‮»‬،‭ ‬فيما‭ ‬شهد‭ ‬وسط‭ ‬المدينة‭ ‬‮«‬قصفا‭ ‬مدفعيا‭ ‬باتجاه‭ ‬كلية‭ ‬قادة‭ ‬الأركان‭ ‬المجاورة‭ ‬لمستشفى‭ ‬السلاح‭ ‬الطبي‭ ‬وسلاح‭ ‬المهندسين‮»‬‭. ‬

وقال‭ ‬شهود‭ ‬أيضا‭ ‬إن‭ ‬‮«‬مسيّرات‭ ‬تابعة‭ ‬للدعم‭ ‬السريع‭ ‬نفذت‭ ‬قصفا‭ ‬على‭ ‬السلاح‭ ‬الطبي‭ ‬بأم‭ ‬درمان‮»‬‭. ‬

وغرب‭ ‬البلاد،‭ ‬أفاد‭ ‬شهود‭ ‬بوقوع‭ ‬‮«‬اشتباكات‭ ‬عنيفة‭ ‬بمختلف‭ ‬أنواع‭ ‬الأسلحة‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬كاس‭ ‬التي‭ ‬تبعد‭ ‬حوالي‭ ‬80‭ ‬كيلومترا‭ ‬شمال‭ ‬غرب‭ ‬نيالا‮»‬،‭ ‬عاصمة‭ ‬ولاية‭ ‬جنوب‭ ‬دارفور‭. ‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬أشارت‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬أمس‭ ‬الأحد‭ ‬الى‭ ‬تحقيقها‭ ‬‮«‬السيطرة‭ ‬الكاملة‭ ‬على‭ ‬قيادة‭ ‬اللواء‭ ‬61‭ ‬بمدينة‭ ‬كاس‮»‬‭. ‬ومنذ‭ ‬اندلاعها‭ ‬في‭ ‬15‭ ‬ابريل‭ ‬الفائت،‭ ‬أسفرت‭ ‬الحرب‭ ‬بين‭ ‬قائد‭ ‬الجيش‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬البرهان‭ ‬ونائبه‭ ‬السابق‭ ‬قائد‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬محمد‭ ‬حمدان‭ ‬دقلو‭ ‬المعروف‭ ‬بـ«حميدتي‮»‬،‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬ثلاثة‭ ‬آلاف‭ ‬شخص‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬وشردت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬ملايين‭ ‬شخص‭. ‬

ويوم‭ ‬السبت‭ ‬الماضي‭ ‬عاد‭ ‬ممثلون‭ ‬للجيش‭ ‬السوداني‭ ‬الى‭ ‬مدينة‭ ‬جدة‭ ‬السعودية‭ ‬لاستئناف‭ ‬المفاوضات‭ ‬مع‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬فيما‭ ‬دخلت‭ ‬الحرب‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭ ‬شهرها‭ ‬الرابع‭. ‬ولم‭ ‬تعلق‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬على‭ ‬استئناف‭ ‬مفاوضات‭ ‬جدة‭ ‬التي‭ ‬أعلن‭ ‬راعياها‭ ‬السعودي‭ ‬والأمريكي‭ ‬الشهر‭ ‬الماضي‭ ‬‮«‬تعليقها‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬أجل‭ ‬غير‭ ‬مسمى‭. ‬وكان‭ ‬طرفا‭ ‬النزاع‭ ‬أبرما‭ ‬هدنات‭ ‬عدة،‭ ‬غالبا‭ ‬بوساطة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والسعودية،‭ ‬شهدت‭ ‬خروقا‭ ‬كثيرة‭. ‬كما‭ ‬يحاول‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬ومنظمة‭ ‬إيجاد‭ ‬للتنمية‭ ‬بشرق‭ ‬إفريقيا‭ ‬التوسط‭ ‬لحل‭ ‬الأزمة‭ ‬في‭ ‬السودان‭.  ‬

فقد‭ ‬أفادت‭ ‬مصادر‭ ‬بالحكومة‭ ‬السودانية‭ ‬بأن‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬الحكومة‭ ‬وصلوا‭ ‬إلى‭ ‬السعودية‭ ‬لاستئناف‭ ‬المحادثات‭ ‬مع‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع،‭ ‬وفقا‭ ‬لوكالة‭ ‬‮«‬فرانس‭ ‬برس‮»‬‭ .‬أتت‭ ‬هذه‭ ‬التطورات‭ ‬غداة‭ ‬بيان‭ ‬سعودي‭ ‬أمريكي،‭ ‬تعهد‭ ‬فيه‭ ‬البلدان‭ ‬بالتزامهما‭ ‬المشترك‭ ‬بإنهاء‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬السودان‭.‬

وسبق‭ ‬ان‭ ‬اعترضت‭ ‬الخارجية‭ ‬السودانية‭ ‬على‭ ‬ترؤس‭ ‬الرئيس‭ ‬الكيني‭ ‬وليام‭ ‬روتو‭ ‬للجنة‭ ‬رباعية‭ ‬منبثقة‭ ‬من‭ ‬ايجاد،‭ ‬متهمة‭ ‬نيروبي‭ ‬بالانحياز‭ ‬لقوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭. ‬وبحسب‭ ‬بيان‭ ‬السبت‭ ‬الماضي‭ ‬لمجلس‭ ‬السيادة‭ ‬الانتقالي‭ ‬في‭ ‬السودان،‭ ‬فقد‭ ‬تلقى‭ ‬البرهان‭ ‬اتصالا‭ ‬هاتفيا‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬الكيني‭. ‬وأفاد‭ ‬البيان‭ ‬بأن‭ ‬البرهان‭ ‬‮«‬نقل‭ ‬إلى‭ ‬الرئيس‭ ‬الكيني‭ ‬أسباب‭ ‬تحفظ‭ ‬حكومة‭ ‬السودان‭ ‬على‭ ‬رئاسة‭ ‬كينيا‭ ‬للجنة‭ ‬الرباعية‭.. ‬ورفضه‭ ‬لمخرجات‭ ‬القمة‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬في‭ ‬أديس‭ ‬أبابا‭ ‬مؤخرا،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إدخال‭ ‬قوات‭ ‬شرق‭ ‬إفريقيا‭ (‬إيساف‭) ‬بدون‭ ‬موافقة‭ ‬حكومة‭ ‬السودان‮»‬‭. ‬

فقد‭ ‬وضع‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬السيادة‭ ‬السوداني‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬البرهان‭ ‬شروطا‭ ‬للتهدئة،‭ ‬قائلا‭ ‬إن‭ ‬الحكومة‭ ‬السودانية‭ ‬مستعدة‭ ‬لوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬متى‭ ‬ما‭ ‬استجابت‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬لمطالب‭ ‬إخلاء‭ ‬مساكن‭ ‬المواطنين‭ ‬ومراكز‭ ‬خدمات‭ ‬المياه‭ ‬والكهرباء‭ ‬والطاقة‭ ‬والمستشفيات‭ ‬والأعيان‭ ‬المدنية‭ ‬والمقرات‭ ‬الحكومية‭ ‬من‭ ‬عناصرها،‭ ‬وذلك‭ ‬خلال‭ ‬اتصال‭ ‬هاتفي‭ ‬تلقاه‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬السيادة‭ ‬السوداني‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬الكيني‭ ‬وليم‭ ‬روتو،‭ ‬بعد‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬اعتراض‭ ‬الخرطوم‭ ‬على‭ ‬رئاسة‭ ‬نيروبي‭ ‬للجنة‭ ‬الرباعية‭ ‬المكلفة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬‮«‬الإيجاد‮»‬‭ ‬لمعالجة‭ ‬الأزمة‭ ‬في‭ ‬السودان‭.‬

وتتركز‭ ‬المعارك‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬وضواحيها‭ ‬وإقليم‭ ‬دارفور‭ ‬بغرب‭ ‬البلاد،‭ ‬حيث‭ ‬يعيش‭ ‬ربع‭ ‬سكان‭ ‬السودان‭ ‬البالغ‭ ‬عددهم‭ ‬48‭ ‬مليونا‭. ‬وفي‭ ‬دارفور،‭ ‬دُمرت‭ ‬قرى‭ ‬وأحياء‭ ‬بكاملها،‭ ‬فيما‭ ‬دفن‭ ‬مدنيون‭ ‬في‭ ‬مقابر‭ ‬جماعية‭ ‬وتم‭ ‬اغتيال‭ ‬قادة‭ ‬محليين‭ ‬بسبب‭ ‬انتمائهم‭ ‬العرقي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬والمليشيات‭ ‬العربية‭ ‬المتحالفة‭ ‬معها‭. ‬

من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬رحبت‭ ‬أمس‭ ‬الأحد‭ ‬قوات‭ ‬دقلو‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬منفصل‭ ‬بانضمام‭ ‬بعض‭ ‬مجندي‭ ‬شرطة‭ ‬الاحتياطي‭ ‬المركزي‭ ‬اليها‭ ‬بمدينة‭ ‬الضعين‭ ‬عاصمة‭ ‬ولاية‭ ‬شرق‭ ‬دارفور،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬المنضوين‭ ‬في‭ ‬صفوفها‭ ‬بلغ‭ ‬‮«‬270‭ ‬من‭ ‬الضباط‭ ‬وضباط‭ ‬الصف‭ ‬والجنود‮»‬‭. ‬

وكانت‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬نفت‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬السبت‭ ‬الماضي‭ ‬اتهام‭ ‬منظمة‭ ‬هيومن‭ ‬رايتس‭ ‬ووتش‭ ‬الحقوقية‭ ‬لها‭ ‬‮«‬بإعدام‭ ‬28‭ ‬فردا‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬من‭ ‬إثنية‭ ‬المساليت‭ ‬وقتل‭ ‬وجرح‭ ‬عشرات‭ ‬المدنيين‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬إحدى‭ ‬أبرز‭ ‬المجموعات‭ ‬العرقية‭ ‬غير‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬دارفور‭. ‬وعزت‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬صراع‭ ‬قبلي‭ ‬بحت‭ ‬هو‭ ‬قديم‭ ‬متجدد،‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬طرفًا‭ ‬فيه‮»‬‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا