بغداد – د. حميد عبدالله:
كشفت مصادر سياسية في بغداد عن رسائل سرية تلقتها الحكومة العراقية من واشنطن عبر سفارتها في بغداد تتضمن جملة أسئلة حول صفقة النفط الأسود مقابل الغاز التي تم التوصل إليها بين العراق وإيران خلال الأيام القليلة الماضية. وقالت المصادر لـ(أخبار الخليج) إن واشنطن تريد معرفة كميات النفط العراقي التي ستصل إلى إيران يوميا، وآلية وصوله، ودور المليشيات المرتبطة بإيران بهذه الصفقة. وتشك واشنطن في أن الفصائل المسلحة ستستثمر الاتفاق للحصول على كميات كبيرة من النفط لتمويل أنشطتها في العراق وسوريا ولبنان من خلال التوسع في بنود الاتفاق بين البلدين.
في المقابل رحبت الولايات المتحدة بإتمام العراق صفقة مشروع نمو الغاز المتكامل غير المسبوق بين العراق وشركة توتال إنرجيز الفرنسية. وقالت المصادر ذاتها ان واشنطن تنظر الى الصفقة الضخمة التي تم التوقيع عليها مؤخرا بأنها خطوة رئيسية نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة في العراق.
وبينت أن واشنطن كانت تتابع بدقة المفاوضات بين بغداد وطهران حول صفقة النفط الأسود مقابل الغاز، وقد تيقنت أن النفط العراقي سينقل إلى إيران عبر قوافل من الشاحنات التي تعبر الحدود محملة بالنفط الأسود، وأن هذه القوافل ستكون تحت مراقبة الأقمار الصناعية الأمريكية. ويرى خبراء نفط عراقيون صعوبة بالغة في تنفيذ الاتفاق بحذافيره، لأن عملية مدّ أنابيب بين البلدين غير مجدية، ونقل كميات كبيرة جدا من النفط العراقي عبر الشاحنات إلى إيران سيستغرق زمنا طويلا. وطالت العقوبات الأمريكية شحنات النفط الإيراني في أعالي البحار ما جعل إنتاج طهران من النفط يفوق صادراتها التي تتدفق إلى مشترين بأسعار أقل من الأسواق العالمية. وتعزو بغداد لجوءها إلى صفقة النفط مقابل الغاز مع طهران إلى عدم قدرة العراق على دفع مبالغ بالدولار بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، وأن مبلغ استيراد الغاز من إيران مازال مودعا في البنك المركزي العراقي إلا أن الرقابة الأمريكية تمنع تحويله إلى إيران.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك