كييف – الوكالات: ذكرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن مرتزقة مجموعة «فاجنر» الروسية لم يعودوا يشاركون «بشكل كبير» في العمليات القتالية في أوكرانيا التي أكدت أمس صدّ هجوم ليلي جديد بالمسيّرات شنّته روسيا.
وقال المتحدث باسم البنتاجون الجنرال بات رايدر في مؤتمر صحفي «في هذه المرحلة لا نرى قوات فاجنر تشارك بشكل كبير في العمليات القتالية في أوكرانيا».
وأضاف أن الولايات المتحدة تعتقد أن «غالبية» مقاتلي المجموعة ما زالوا في المناطق الأوكرانية التي تسيطر عليها روسيا.
وأتى إعلان البنتاجون بعد أسبوعين على التمرد الفاشل لمقاتلي مجموعة «فاجنر» التي حاولت في نهاية يونيو إطاحة القيادة العسكرية الروسية في تمرد خاطف، بعدما لعبت دوراً أساسياً في العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وأكد يفغيني بريجوجين رئيس المجموعة أن انتفاضته لم تكن تهدف إلى إطاحة السلطة بل إلى إنقاذ فاجنر من عملية تفكيك من قبل هيئة الأركان العامة الروسية التي يتهمها بعدم الكفاءة في النزاع في أوكرانيا.
وكشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقابلة نشرتها صحيفة «كومرسانت» الروسية مساء الخميس، تفاصيل عن اجتماعه في 29 يونيو في الكرملين مع بريجوجين وقادة مجموعة فاجنر.
وأكد بوتين أنه اقترح أن يخدم عناصر فاجنر تحت إمرة قائد آخر من هذه المجموعة المسلحة لكن قائدها يفغيني بريغوجين رفض هذا العرض.
وأوضح بوتين «كان بإمكان عناصر فاجنر أن يجتمعوا في مكان واحد وأن يستمروا بالخدمة. ما كان شيء ليتغير بالنسبة إليهم. كانوا ليُوضعوا تحت إمرة شخص يكون قائدهم الفعلي خلال تلك الفترة».
وأضافت الصحيفة أن الشخص الذي اقترحه بوتين هو مسؤول في فاجنر يحمل لقب «سيدوي» (الأشيب) كان يقود فعلياً عناصر فاغنر على الجبهة الأوكرانية في الأشهر الستة عشر الأخيرة.
وأكد بوتين «الكثير من قادة فاجنر هزوا برؤوسهم موافقين عندما اقترحت ذلك. لكن بريغوجين الذي كان جالسا أمامي لم ير ذلك وقال بعد الإصغاء: كلا الشباب غير موافقين على هذا الحل».
وتحدّث بوتين أيضاً في المقابلة مع «كومرسانت» عن غياب وضع قانوني رسمي لمجموعة فاجنر في روسيا حيث لا يسمح القانون بقيام مجموعات مسلحة خاصة.
وأكد بوتين للصحيفة «مجموعة (فاجنر) موجودة لكن لا وجود قانونياً لها! هذه مسألة أخرى مرتبطة بإضفاء طابع شرعي (على وجودها). هذه مسألة يجب أن تناقش في مجلس الدوما وداخل الحكومة».
ميدانياً، أعلن الجيش الأوكراني عبر تلجرام أنّ روسيا شنت بين مساء الخميس وصباح أمس هجومًا «بواسطة 17 مسيّرة قتالية من نوع شاهد 136/131 إيرانية الصنع من الجنوب الشرقي»، مؤكداً أنه دمّر 16 منها.
إلى ذلك أقر رئيس الادارة الرئاسية الاوكرانية اندريه يرماك أمس بأن الهجوم المضاد لكييف الذي يواجه مقاومة القوات الروسية «لا يحرز تقدما سريعا».
وقال يرماك لصحفيين بينهم مراسل فرانس برس «اليوم، لا يحرز (الهجوم) تقدما سريعا»، مضيفا «إذا رأينا أن أمرا ما لا يسير على ما يرام، سنقول ذلك. لا أحد يريد تضخيم» الوضع.
واكد أن الحلفاء الغربيين لا يمارسون ضغطا على كييف في هذا الصدد، وقال «ليس هناك أي ضغط، فقط سؤال: (كيف يمكننا أن نساعدكم؟)». وتابع يرماك الذي يعتبر اليد اليمنى للرئيس فولوديمير زيلينسكي «الجميع في العالم يدركون أنه يستحيل ممارسة ضغط على أوكرانيا».
وشدد على أن كييف لن تتفاوض مع روسيا ما دامت قوات موسكو موجودة على الأراضي الاوكرانية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك