ود مدني – الوكالات: انقطعت الاتصالات ساعات عدة أمس في العاصمة السودانية فيما كانت المعارك محتدمة بين الجيش وقوات الدعم السريع في مناطق عدة بالخرطوم مع تحذير المنظمات الانسانية من تفاقم الأزمة.
وقال شهود لفرانس برس إن اتصالات الانترنت والهواتف النقالة، الضرورية للحصول على المعلومات والمؤن منذ بدأت الحرب قبل نحو ثلاثة شهور، كانت خارج الخدمة فيما دارت «اشتباكات عنيفة» في أحياء عديدة.
ولم تتضح أسباب انقطاع الخدمة على الفور. وافاد شهود أن بعض شبكات الهواتف النقالة عاودت العمل قرابة الساعة 9,00 ت غ أي الحادية عشرة بالتوقيت المحلي.
وطوال ساعات الصباح، شوهدت أعمدة دخان اسود كثيف تتصاعد من المنطقة التي يقع فيها مقر القيادة العامة للجيش في وسط الخرطوم وكذلك في الجنوب.
وأكد شهود في الخرطوم بحري، شمال شرق العاصمة، وقوع «مواجهات بكل الأسلحة». وقال سكان في أم درمان (شمال) إن طائرات حربية ومسيرات حلقت فوق هذه الضاحية الشمالية للخرطوم.
منذ 15 ابريل، تستمر الحرب بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو. وفق الأمم المتحدة، اضطر أكثر من 1,7 مليون سوداني الى مغادرة الخرطوم بسبب الحرب فيما بقي ملايين آخرون داخل منازلهم خوفا من أن تصيبهم رصاصات طائشة جراء القتال.
ولجأ السكان الى الانترنت لتلبية احتياجاتهم الأساسية من خلال مبادرات جماعية تتيح العثور على طرق آمنة لإجلاء المصابين أو الحصول على أغذية وأدوية.
أدت الحرب الى نزوح 2,4 مليون سوداني من منازلهم الى مناطق أكثر أمنا داخل السودان حيث أصبحت الإمدادات شحيحة حتى في الأماكن الآمنة، علما أن ما بين «ثلثي الى 80% من المستشفيات لا تعمل»، بحسب ما قال الجمعة المسؤول في منظمة الصحة العالمية ريك برينان.
وأكد برينان، مدير عمليات الاغاثة في اقليم شرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية، أن النظام الصحي في السودان «كان يعاني أصلا قصورا كبيرا» وبات في الأزمة الحالية «يواجه تحديات هائلة ما يجعل الأمر بالنسبة لشعب السودان مسألة حياة أو موت».
في كوستي، المدينة الأخيرة على الطريق من الخرطوم الى جنوب السودان، حذر المجلس النرويجي للاجئين أمس من أن أمطارا غزيرة تسببت في سيول ما أدى الى «احتياج العديد من الأسر الى مساعدات، من بينها 260 الف شخص فروا من الخرطوم» الى هذه المدينة.
وطالبت منظمات الإغاثة الانسانية مرارا بفتح ممرات آمنة لنقل المساعدات والعاملين، وسبق أن حذرت من أن موسم الأمطار الذي بدأ في يونيو يمكن أن يتسبب في انتشار الأمراض.
وأعلن عاملون في منظمات الاغاثة والمنظمات الصحية خلال اجتماع الخميس ظهور حالات حصبة في 11 من ولايات السودان الـ 18 إضافة الى «اصابة 300 شخص بالكوليرا أو اسهال شديد ووفاة ثمانية منهم»، وفق بيان أصدرته الجمعة منظمة الاغاثة الاسلامية.
وقالت منظمة الصحة العالمية أمس أن «من الصعب تأكيد التقارير عن انتشار الكوليرا بالنظر الى أن معامل الصحة العامة لا تعمل».
وتخشى الدول المجاورة للسودان الى حيث فر 740 الفا وفق الأمم المتحدة، من اتساع نطاق النزاع.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك